انتفض محامون وحقوقيون ضد ما اعتبروها " محاماة الرصيف ودفاع الطروطوار"، في إشارة صريحة إلى "المرافعات التي كان يقدمها النقيب السابق محمد زيان فوق الرصيف المقابل للمحكمة الابتدائية بالرباط، أو في قارعة الطريق العمومي، على هامش محاكمته بموجب صك متابعة يتضمن ثلاثة عشر تهمة جنحية". وقد عبرت هيئة دفاع نجلاء الفيصلي وحقوقيون يلتئمون تحت لواء العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، وجمعية عدالة، والرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان عن رفضهم لما وصفوه " دفاع الرصيف وازدراء الضحية من طرف المشتكى به محمد زيان"، حيث اعتبر ادريس السدراوي رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بأن " الضحية مارست حقها بشكل حضاري عندما لجأت إلى طلب الإنتصاف القانوني أمام المحاكم". ورفض محامي الضحية نجلاء الفيصلي "تهريب المرافعات في هذه القضية إلى الشارع العام والأرصفة والطرقات"، مؤكدا بأن مثل هذه الممارسات تنطوي على " تأثير على عمل السلطة القضائية"، ونأى بنفسه عن مجاراة دفاع المتهم في مثل هكذا ممارسات، كما نزه مهنة المحاماة عن هذه السلوكيات التي قال أنها مهنة تحفل ب" نقباء يليق بهم وصف مهنة النبلاء بسبب حرصهم على تقديس القانون واحترام سلطة القضاء". وشدد المحامي الذي ينوب عن الضحية، التي تنتصب كمطالبة بالحق المدني، على أن هذه القضية تزخر بالقرائن والدلائل التي تؤكد واقعة التحرش الجنسي، نافيا ما اعتبرها "مغالطات تروم إقحام جهات ما في هذه القضية"، كما أكد بأن الضحية تعاني من ضغوطات رهيبة تجعلها ترتعش باستمرار من الخوف، قبل أن يجاهر مخاطبا محمد زيان بقول الحق سبحانه " كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون". وفي نفس السياق، رفض المتدخلون من ثلة الحقوقيين الذين كانوا حاضرين في الندوة المنظمة زوال اليوم بالرباط " وصم الضحية بسبب جنسها، ومحاولة جرها إلى نقاش هامشي من خلال استغلال خادمتها في سجالات إعلامية". أما نجلاء الفيصلي، ضحية التحرش في ملف محمد زيان، فقد استعرضت مجددا شكايتها في مواجهة النقيب السابق، بدءا بأول اتصال بينهما إلى غاية التحرش الجنسي بها، مشددة على أن محمد زيان " كان يرسل لها صورا وإيحاءات وهو مجرد من كل ملابسه باستثناء التبان الداخلي". وقد تم تقديم هذه المداخلات والعروض في إطار ندوة صحافية نظمها دفاع نجلاء الفيصلي، ضحية محمد زيان، بالتعاون مع العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، وجمعية عدالة، والرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، وهي الندوة التي تميزت بحضور العديد من المنابر الإعلامية والصحفية المغربية وعدد من الحقوقيين والنشطاء المغاربة.