ودعنا سنة 2010، بكل ما تحمله من إخفاقات وانتصارات على جميع المستويات، رغم أن الرياضية تبقى أكبر اهتمامات الشعب المغربي، وإن طغت فيها نسبيا الانتصارات على الانكسارات بالنسبة للعديد من الرياضات وفي مقدمتها كرة القدم وألعاب القوى. ولعل الجميع تجرع مرارة الإخفاقات بالجملة التي تعرضت لها المنتخبات والأندية الوطنية، حيث خرج منتخبا الشبان والفتيان من الأدوار الأولى للتصفيات القارية، وهذا يبرز اللامبالاة التي تعيشه كرة القدم الوطنية على مستوى الفئات الصغرى. وقد طال مسلسل الإنكسارات إقصاء المنتخب الوطني للاعبين المحليين أمام الجارة تونس بعدما كان مرشحا للتأهل إلى الأدوار النهائية التي ستقام بالسودان، نفس المصير لقيه المنتخب النسوي على يد نظيره السنيغالي بعدما كان على مرمى حجر من التأهل إلى الدور الموالي. كما أن سنة 2010 كانت ضربة موجعة لبعض الأندية التي شاركت في المنافسات الإفريقية، خصوصا الفضيحة التي قام بها لاعبو الرجاء بعد اعتدائهم على حكم المباراة التي جمعتهم بفريق بيترو أتلتيك الأنغولي، وما ترتب عن ذلك من خسارة على جميع المستويات بالنسبة للقلعة الخضراء، إضافة إلى المستوى الباهت الذي ظهر به كل من الجيش الملكي الذي له تجربة كبيرة في تظاهرة من هذا الحجم، فيما لم يحالف الحظ الدفاع الحسني الجديدي في أول تجربة قارية له، بالإضافة على الإقصاء المذل لكل من الوداد البيضاوي والجيش الملكي من دوري اتحاد شمال إفريقيا. واستطاع فريق الفتح الرياضي أن يكذب كل التكهنات وأن يفوز بكأس الكونفدرالية الإفريقية رغم مشاركته الأولى من نوعها، خصوصا بعد المشوار المتميز للنادي، الذي قاده باقتدار الإطار الوطني الحسين عموتة إلى النجومية، خاصة بإقصائه حامل اللقب نادي سطاد باماكو مالي أنسى الجماهير المغربية سلسلة الإخفاقات والانكسارات التي طبعت هذه السنة. ولعل الإنجاز التاريخي الذي حققه الفتح الرياضي تتداخل في عدة عوامل ساهمت في فوز الفريق بلقبين في ظرف أقل من أسبوع، منها الإستقرار التقني، وانضباط اللاعبين سواء داخل الملعب أو خارجه، إضافة إلى حسن التدبير على مستوى التسيير. وسجلت السنة التي ودعناها عودة رياضة العاب القوى إلى منصة التتويج، من خلال حصدها لمجموعة من الألقاب انطلاقا من بطولة العالم لألعاب القوى داخل القاعة في الدوحة بفضل فضية عبد العاطي إيكدر (1500م) وكأس القارات في سبليت (كأس العالم سابقا) بفضل الإنجاز الذي حققه أمين لعلو (1500م) وفي مونديال الشباب في مونكتون (كندا) ببرونزية عزيز الحبابي (5000م) وفضية هشام السغيني (3000م) في دورة الألعاب الأولمبية الأولى للشباب في سانغفورة. كما أحرز المنتخب المغربي لقب البطولة العربية للعدو الريفي في دورتها ال19 التي احتضنتها الجزائر العاصمة بمجموع سبع ميداليات. وحققت رياضة السباحة إنجازا غير مسبوق بتألق البطلة سارة البكري خلال البطولة الإفريقية العاشرة بالدار البيضاء، بعدما أهدت المنتخب الوطني ست ميداليات في هذه البطولة، ليتم اختياره أفضل سباحة بالرغم من المنافسة القوية لسباحي جنوب إفريقيا. وحققت رياضة كرة المضرب من جهتها نتائج مشرفة، بعدما أحرزت فاطمة الزهراء العلامي، لقب البطولة الإفريقية للسنة الثانية على التوالي في الفردي والزوجي وحسب الفرق في طرابلس، فضلا عن فوزها بذهبية الألعاب العربية الجامعية العربية الأولى بالقاهرة. كما عرفت سنة 2010 مواقف أليمة من خلال انتقال بعض الأسماء الرياضية والإعلامية البارزة إلى دار البقاء، منها اللاعب الدولي السابق في المنتخبين المغربيين لكرة اليد وكرة القدم ومدرب أسود الأطلس في مونديال 1994 عبد الله بليندة وعميد الإعلاميين الرياضيين المغاربة عبد اللطيف الغربي. وفي الأخير، نتمنى أن تكون 2011 سنة التألق بالنسبة للرياضة الوطنية التي هي مقبلة على العديد من التظاهرات القارية والدولية، خصوصا نهائيات كأس إفريقيا للأمم بغينيا الإستيوائية والغابون وأولمبياد لندن، خصوصا أن الجميع مطالب ببدل المزيد من العطاء لتدعيم الإنجازات السابقة، وتلميع صورة المغرب في المحافل والتظاهرات الخارجية.