في كل يوم يولد 153 طفلا خارج مؤسسة الزواج ضمنهم 24 طفلا يتم التخلي عنهم كشفت دراسة حول الأمهات العازبات بالمغرب، أن المؤشرات المتعلقة بالتخلي عن أطفالهن، تشير إلى أن 8760 طفلا تم التخلي عنهم سنة 2009، أي بمعدل 24 طفل في كل يوم، وأن 38 في المائة منهم تم التخلي عنهم بطريقة غير قانونية، أي حوالي 3329 طفل. وحسب ذات الدراسة، التي أنجزتها الأستاذة نادية الشرقاوي، إخصائية علم النفس، لفائدة جمعية «إنصاف» المهتمة بمساندة المرأة والطفل في وضعية صعبة، وقدمت نتائجها، يوم السبت الماضي بالمركب الثقافي»ثريا السقاط» أمام مجموعة من الجمعيات المهتمة بوضعية المرأة العازبة وأطفالها، فإن هناك 27.199 أما عازبة بالمغرب، وضعن 45.424 طفلا في 2009، 21 بالمائة منهن لديهن ما بين 3 و6 أطفال، وأنه في كل يوم ،تضع 83 أما عازبة مولودا خارج مؤسسة الزواج، وأنه في كل يوم أيضا، يولد 153 طفلا خارج مؤسسة الزواج ضمنهم 24 طفلا يتم التخلي عنهم، وأن 82.5 في المائة من الأطفال يعيشون مع أمهاتهم، فيما تتكلف الجمعية بطفل من أصل ثلاثة أطفال. وقالت نادية الشرقاوي، أن هذه الدراسة التي استغرق إنجازها سنة أشهر سنة 2010، تهدف إلى تشخيص وضعية الأمهات العازبات في المغرب، مع أخذها بعين الإعتبار، الجوانب القانونية، والإنجازات التي تم تحقيقها على المستوى المؤسساتي ومدى اتساع الظاهرة. وفي هذا الصدد، أشارت إلى أن الفصل 490 من القانون الجنائي، يعاقب الأم العازبة بدعوى أن مولودها تم خارج مؤسسة الزواج، وبالتالي حرمانها من حقوقها، بدءا من عدم ملاحقة «الأب البيولوجي» الذي يرفض الاعتراف بالإبن الذي يحرم من النسب، كما أن انعدام قانون يرغم «الأب» على إنجاز فحص الحمض النووي لإثبات الأبوة يزيد من معاناة الأم العازبة. وعلى مستوى آخر، كشفت هذه الدراسة، أن ظاهرة الأمهات العازبات في المغرب، تتميز بارتفاع ملحوظ، سنة بعد أخرى، حيث ارتفعت من 25.980 سنة 2007 إلى 26.589 سنة 2008، لتصل إلى 27.199 سنة 2009 . وفي تفسير لها لهذه الأرقام المتصاعدة، أوضحت الأستاذة نادية الشرقاوي، أن الأمر يعود إلى ما أسمته بالقيود التي يفرضها المجتمع على الرجل والمرأة، المتمثلة في رفضه إقامة علاقات جنسية خارج إطار مؤسسة الزواج، مشيرة في الوقت نفسه، إلى المعاناة التي تعيشها المرأة العازبة جراء نظرة المجتمع إليها المتسمة بعدم التسامح، مما يدفعها إلى الإستمرارفي الانحراف والتخلي عن أطفالها في الشارع. وأبرزت أيضا أن 210.343 امرأة وضعن، على الأقل، 340.903 طفلا خلال الفترة الممتدة بين 2003 و2009 و أن فئة العمر 15-20 عاما هي التي تحتل الصدراة ب32 بالمائة من المجموع متبوعة بفئة (21-25) و(26-30 عاما) على التوالي ب29 و21 بالمئة. وعن دور الفاعلين الجمعويين، أبرزت الدراسة، أنهم يقدمون مجموعة من الخدمات لفائدة الأم العازبة، من خلال الاستماع إليها ومرافقتها على المستوى الاجتماعي والقانوني، والدعم النفسي، والإدماج العائلي، ومساعدتها في التوافق مع «الزوج»، وكذا في البحث عن شغل والإدماج المهني. فيما تستفيد بعض الأمهات العازبات، من خدمات إضافية مقدمة من طرف فاعلين مختصين، كتوفير السكن أثناء الحمل للأم العازبة أو أداء واجبات الكراء للسكن، وكذا تحمل مصاريف الطفل (الروض، التغدية..). وفيما يتعلق بالمدن المغربية المعنية بظاهرة الأمهات العازبات أمهاتأ، أبرزت الدراسة أن جهة مراكش تنسيفت الحوز في مقدمة الجهات ب3.066 حالة، تليها جهة سوس ماسة ذرعة، ب3.062 ، ثم جهة الدارالبيضاء الكبرى، ب2.798 حالة، فطنجة -تطوان، ب2.479 حالة، ثم الرباطسلا-زمور زعير ب1.974 حالة، ومكناس -تافيلالت ب1.915 حالة، فيما احتلت جهة واد الذهب لكويرة، المرتبة الأخيرة ضمن الجهات الستة عشر ب142 حالة.