11 دولة ضمن المسابقة الرسمية انطلقت مؤخرا بالمركب الثقافي لمدينة خريبكة فعاليات المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي في نسخته الثالثة, الذي يعرف مشاركة 11 دولة في المسابقة الرسمية. وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة الثقافية, التي ستستمر إلى 29 أكتوبر الجاري, بتكريم ايطاليا التي تحل هذه السنة ضيفة شرف على المهرجان, وذلك بعرض شريط وثائقي ايطالي بعنوان «العودة إلى البلاد». وعالجت مخرجة الشريط جيوفانا تافياني, على مدى 54 دقيقة, ظاهرة الهجرة من زاوية أخرى كما يدل على ذلك عنوان الفيلم «العودة إلى البلاد». وقد ركزت تافياني, وهي عضوة في لجنة التحكيم, على ثلاث شخصيات من المثقفين المغاربيين ويتعلق الأمر بكل من المغربي «الطاهر بنجلون» والجزائرية «آسية ديار» والتونسي «كريم هناش» حيث وظفت قدراتها الإبداعية في الكشف عن ماضي وحاضر هؤلاء المبدعين مستحضرة من خلال حكاياتهم واقع العديد ممن اضطرتهم ظروف الحياة للارتماء في أحضان ديار المهجر وخاصة بإيطاليا وفرنسا. وشمل هذا التكريم أيضا فاعلين في المجال السمعي البصري اعترافا بما أسدياه من خدمات جليلة للفن عموما وللشريط الوثائقي على الخصوص, ويتعلق الأمر بكل من عبد الرزاق لحرش مخرج بالإذاعة الوطنية, ونبيل حسني محمد العتيبي رئيس قسم الإنتاج بقناة الجزيرة الوثائقية. ولتقريب المشاهدين من مضامين فقرات المهرجان, تم عرض ثلاث أشرطة وثائقية همت بالأساس أهم محطات الدورتين السابقتين وصور للمحتفى بهما, وذلك فضلا عن تقديم الأفلام الوثائقية الإحدى عشر المتبارية في إطار المسابقة الرسمية, والتي تم انتقاؤها من أصل 72 فيلما, لتمثل كلا من فلسطين وتونس ومصر والجزائر وبلجيكا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية وإيطاليا , إلى جانب المغرب البلد المضيف. وللإشارة تتنافس هذه الأعمال على مدى ثلاثة أيام للفوز بالجائزة الكبرى للمهرجان أو بجائزة الإخراج أو بجائزة لجنة التحكيم, التي تتكون من الجامعي والناقد المغربي المتخصص في السرديات سعيد يقطين, والصحفية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة فاطمة يهدي, والمخرجة الإيطالية جيوفانا تافياني والمخرج الجزائري عبد المالك لكون, وذلك برئاسة المخرج نبيل العتيبي رئيس قسم الإنتاج بالجزيرة الوثائقية. أما جائزة النقد فتشرف عليها لجنة تضم الناقد والجامعي يوسف آيت همو والناقد أحمد سجلماسي ورئيس جمعية النقاد السينمائيين بالمغرب خليل الدامون. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة تنظيم ندوة فكرية حول موضوع «الهجرة في الفيلم الوثائقي» التي من المرتقب تجميع مداخلاتها في كتيب, إلى جانب ما تحتويه بانوراما المهرجان من أفلام وثائقية, منها فيلم «كل ما أريد» للمخرجة الأمريكية ميشال ميدينا, و»تاريخ مقاومة .. وكفاح امرأة» للمخرج المغربي عبد العزيز العطار. وبالموازاة مع فعاليات هذه الدورة, المنظمة بدعم من المركز السينمائي المغربي والمجمع الشريف للفوسفاط والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمعهد الوطني للتهيئة والعمران والمركز الثقافي الإيطالي بتعاون مع عمالة إقليمخريبكة والجماعة الحضرية, ستكون التجربة السينمائية الوثائقية سواء بإيطاليا أو على مستوى المنبر الإعلامي للجزيرة الوثائقية محور لقاءات أخرى. كما سيتخلل هذه الأنشطة أمسية شعرية ومعرضين للفنون التشكيلية وكذا عرض سلسلة من الأفلام الوثائقية المبرمجة بمجموعة من المؤسسات التربوية والتكوينية في لقاء مع مخرجيها لإطلاع الطلبة والتلاميذ حول أهمية ووظائف هذا اللون الإبداعي التي يمكن تسخيرها في مختلف مناحي الحياة خاصة على المستوى الاجتماعي والثقافي والتربوي.