تعيش منطقة فم زكيد عمالة طاطا، على وقع النزاع حول ملكية الأراضي بين عدد من قبائل المنطقة لم تتمكن السلطات المعنية الحسم فيه، مما يفتح الباب على كل أشكال الاحتجاج بين القبائل هذه المنطقة، وهو ما ينذر بوقوع أحداث قد لا تحمد عقباها، خاصة أن هذه المنطقة عرفت في السابق وقوع قتلى وسقوط عدد من الجرحى حول ملكية أرض متنازع عليها. تعود أسباب هذا النزاع، لقيام سكان دوار طاكنيت بتدخل من قيادة الوكوم، شق طريق بشعبة الرحيل الواقعة بين دوار أغلان و الجبل بطرق تعسفية، الشيء الذي دفع سكان دوار أغلان إلى تقديم شكاية توصلت جريدة بيان اليوم بنسخة منها، رفع الضرر الذي سيلحقهم إن تم إنشاء هذه الطريق جديدة، بدل الطرق لقديمة التي كان يستعملونها هم وسكان دوار طاكنيت أيضا، غير أن هذه الأخيرة أصرت على شق الطريق بالمنطقة المتنازع عليها والمسماة بشعبة الرحيل. يكمن الضرر الذي سيلحق بدوار أغلان، في كونها ستصبح معزولة بشكل كامل، وسيضطرهم إلى قطع كيلومترات عديدة للوصول إلى الطريق التي يسعى دوار طاكنيت إنجازها بالقوة وبطرق غير شرعية، مستعملين نفوذهم لدى عامل عمالة طاطا، الذي أمر بإنجاز هذه الطريق مع العلم أنه أوفد سابقا لجنة خاصة صحبة القائد، التي رفعت تقريرها إليه تبلغه بعدم صلاحية إحداث طريق بالمنطقة محل النزاع نظرا للضرر الذي سيلحق بسكان دوار أغلان إن تم إحداثها، على إثره سيعلن العامل منع شق هذه الطريق، ليتراجع عن قراره ويأمر بإنجاز هذه الطريق. هذا وقد عرفت هذه المنطقة سابقا مجموعة من الأحداث الدامية، حيث لقي شخصان مصرعهما وأُصيب تسعة آخرون، ستة منهم إصابتهم خطيرة، في اشتباكات وقعت، بين أفراد قبيلتين بمنطقة سيدي عبد النبي التي تقع في الحدود بين إقليمي طاطا وزاكورة، إضافة إلى إحراق جرار وسيارة من نوع «بيكوب» بسبب النزاع حول أرض تعرف ببور الشبي (هضبة الحرش المكسوة بالحجارة) تقع في النفوذ الترابي لقيادة ألوكوم دائرة فم زكيد إقليم طاطا. وتعود تفاصيل بداية الحادث إلى يوم 10 أكتوبر2011، حين انطلقت مجموعة من الأشخاص من قبيلة اخشاع الحدود الجنوبية لأرض النزاع، حيث كانت قبيلة المهازيل تقوم بتقسيم الأرض وحرثها، وقع الاصطدام بين قبيلة اخشاع التي قُدر عدد أفرادها ب 18 رجلا وقبيلة المهازيل الذين كانوا بأعداد كثيرة، ترتب عنه بتر يد أحد الضحايا وقُطع أذن آخر، ولم تتدخل السلطات وعناصر الدرك إلا بعد سقوط ضحايا، يذكر أن النزاع بين القبيلتين ذو جذور تاريخية ضاربة في القدم ويعود إلى عدة عقود.