البرازيل تشيد بجهود المغرب للمضي قدما نحو تسوية الخلاف في إطار مبادرة الحكم الذاتي    البرازيل تثمن الريادة الملكية بإفريقيا    التجارة تحافظ على صدارة الأنشطة الاقتصادية الأكثر استيعابا للنسيج المقاولاتي بجهة طنجة    بدء إنتاج البطاريات في مصنع صيني عملاق بالمغرب خلال الربع الثالث من 2026    المغرب يدين الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى ويدعو لحماية المدنيين في غزة    "الأمم المتحدة": 32.8 مليون شخص بالساحل الإفريقي بحاجة لمساعدات    استطلاع: المغاربة باتوا أكثر رفضا للتطبيع بعد 7 أكتوبر ويعتبرون ما يحدث في غزة مذبحة وإبادة    لانتهاكاته ضد الأطفال.. جيش إسرائيل في "قائمة العار" الأممية لأول مرة    حمد الله يقترب من مغادرة نادي اتحاد جدة السعودي    مندوبية السجون تسمح للنزلاء بتلقي "قفة عيد الأضحى"    توقع انخفاض طفيف في درجات الحرارة    شرطة طنجة توقف شخصاً بتهمة ترويج المخدرات والمؤثرات العقلية    الحكومة تسعى لتنظيم "التروتينيت" والدراجات النارية    تظاهرة "نتلاقاو في وزان" تعود بنسختها الثالثة لتعريف بالتراث المحلي    "البيجيدي" يستدعي بنعلي إلى البرلمان    إبراهيم دياز يراهن على مواجهة زامبيا لتبديد مخاوفه    لارام تعيد تشغيل الخط الجوي المباشر بين الدار البيضاء وساو باولو    السعودية تطلق حملة دولية للتوعية بخطورة حملات الحج الوهمية    الآن وقد فاتت الوصلة الإشهارية الحكومية، ها هي الحصيلة التي لم يقلها رئيس الحكومة: شهور من الانقطاع عن الدراسة. والإضرابات، فشل ذريع في النمو وأرقام رهيبة في البطالة..!    المغرب وزامبيا .. موعد المباراة والقناة الناقلة    بنموسى يزور الحاجب لتفقد تكوينات "TaRL"    مدرب زامبيا: المنتخب المغربي عالمي وعلينا بذل أقصى ما نستطيع للفوز    نورا فتحي تمزج بين الثقافتين الهندية والمغربية في عمل فني جديد    وفاة أول مصاب بشري بفيروس "اتش 5 ان 2"    دراسة: السكتة القلبية المفاجئة قد تكون مرتبطة بمشروبات الطاقة    أبحروا من الريف.. وصول 14 مهاجرا سريا إلى جزيرة البوران الخاضعة للسيادة الإسبانية    افتتاح فعاليات الدورة المائوية لمهرجان حب الملوك    تصفيات مونديال 6202 : خسارة الجزائر بميدانه و فوز مصر والسودان    أفلام مغربية داخل وخارج المسابقة بمهرجان «فيدادوك» بأكادير    جلسة عمومية بمجلس النواب الاثنين    الإشاعة تخرج المنتج التطواني "ريدوان" عن صمته    بداية تداولات بورصة البيضاء بارتفاع    تكريم مستحق لأحمد سيجلماسي في مهرجان الرشيدية السينمائي    فيتامين لا    40 قتيلاً في قصف عنيف قرب الخرطوم    بحضور نجوم عالمية الناظور تستعد لاحتضان تظاهرة دولية في رياضة الملاكمة    الدكتورة العباسي حنان اخصائية المعدة والجهاز الهضمي تفتتح بالجديدة عيادة قرب مدارة طريق مراكش    تنسيق أمني بين المغرب وإسبانيا يطيح بموال ل"داعش"    الفيفا تقرر نقل مباراة المغرب ضد الكونغو إلى الملعب الكبير بأكادير    مُذكِّرات        5 زلازل تضرب دولة عربية في أقل من 24 ساعة    الغلوسي: المراكز المستفيدة من زواج السلطة بالمال تعرقل سن قانون الإثراء غير المشروع    المغرب يدعو لدعم الاقتصاد الفلسطيني حتى يتجاوز تداعيات الحرب    الحكومة تنفي إبعاد الداخلية عن الاستثمار والجازولي: لا يمكن الاستغناء عن الولاة    الكوسموبوليتانية وقابلية الثقافة العالمية    بعد تهديدات بايدن للمحكمة الجنائية.. كلوني يتصل بالبيت الأبيض خوفا على زوجته    السنتيسي يقاضي مجموعة من المنابر الإعلامية    الحرب في غزة تكمل شهرها الثامن وغوتيريس يحذر من اتساع رقعة النزاع    نادي الفنانين يكرم مبدعين في الرباط    توزيع الشهادات على خريجي '' تكوين المعلّم '' لمهنيي الميكانيك من مركز التكوين التأهيلي بالجديدة    اختتام معرض "حلي القصر" بدولة قطر    السعودية تعلن الجمعة غرة شهر دي الحجة والأحد أول أيام عيد الأضحى    الأمثال العامية بتطوان... (618)    إصدار جديد بعنوان: "أبحاث ودراسات في الرسم والتجويد والقراءات"    "غياب الشعور العقدي وآثاره على سلامة الإرادة الإنسانية"    أونسا يكشف أسباب نفوق أغنام نواحي برشيد    الصحة العالمية: تسجيل أول وفاة بفيروس إنفلونزا الطيور من نوع A(H5N2) في المكسيك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصة: الشبيهة
نشر في بيان اليوم يوم 01 - 06 - 2012


بعد يومين سأحتفل بعيد ميلادي ال...
لا أريد أن أبدأ في تعداد الزمن، ولكنني أشعر بأنني مزقت أوراقا إضافية ورميتها في الريح. لم يكن لهذا العيد أن يكون له طعم مختلف إلا حين اكتشفت أن زوجتي ما زالت امرأة جميلة جدا، نفس البريق، نفس الجاذبية، نفس الوسع في العينين والابتسامة ذات الغمازتين الرائعتين، والاستقامة الشمعدانية واللون الطحيني العذب، كنت أمسك باليدين الأنيقتين، وأتأمل نعومتهما وأنا أقبلها وأغرق في الخدر اللذيذ.
ما أنعمك أيتها الزوجة...
إنها وحدها تهبني زمنا آخر. لم أكن أنظر في المرآة كثيرا، فتلك عادة نسائية، لكنني في ذلك اليوم وأنا أضع الحلوة اللذيذة ذات الشموع الكثيرة حتى كادت أن تحرق المنزل، رأيت الكثير من التجاعيد، واعتبرتها جمالا خاصا، هذا ما تقوله زوجتي وهي تمرر يديها الناعمتين على شعري الأبيض وتقول لي : أنت تمنحني الوقار الدائم والاستقرار الذي كنت أبحث عنه. كان ذلك غريبا، لماذا لم تتغير زوجتي كل هذا الزمن؟ ولماذا أحس بأطرافها الدافئة وكأنها شيء يشتعل ويحرقني من الداخل فأقبل وجنتيها الممتلئتين وأنا أهيم وجدا. ذات يوم، أصرت أن نلتقي بالخارج وكان ذلك غريبا، فقد أخذت زوجتي موعدا وقالت لي: لماذا لا نلتقي في المقهى وأذهب للقائك كي نستعيد الزمن الأول؟ بدا ذلك غريبا في بداية الأمر. هل هي زوجتي بالفعل؟
سارعت إلى اقتناء ملابس جديدة، وذهبت إلى الحلاق من أجل تسريحة جديدة ووضعت عطرا شتائيا حارا، وتصاعد الوجد من أمعائي، شعرت بالهلع وأنا أبحث عن مفاتيح سيارتي وطرت للقاء زوجتي. نفس المقهى القديم قبل عشرين عاما، نفس تقاطيع المكان، فقط تغير رواده وزاد رونقه، وأصبحت الفتيات هن من يأتين بملامح حالمة ويقتربن منك حتى يتجلى منبت الثديين ليسألنك وهن يفتحن شفاههن قليلا، فلا تدري إن كنت ستطلب ما تشرب، أم تضع في تلك الشفاه قطعة من الحلوى؟
وجاءت زوجتي، كنت أشعر بأنني ألتقيها لأول مرة، وكأنها عادت خمسة عشر سنة إلى الوراء، لم أعرف ما يحدث لي، اختفت التجاعيد وتجلى شعرها الحالك الشبيه بالشعر الصيني الصلب، وضعت يدي على جدائله وشممته وكأنني أعشقها لأول مرة، قبلتها وهي منسابة كطعم غريب في فمي، وكأنها ليست زوجتي. هل يكون الموعد؟ هل يكون المكان القديم وصحوة الذكريات؟ هل تكون الفتيات المحيطات بعضوي، واللواتي يلهبنه كلما مررن من أمامه، لست أدري...كان لقاء غريبا، وكانت زوجتي تصغر عن الصورة التي أراها ببيتي، لكنني استعذبت اللقاء والثمل والقبل والفتيات الناضجات قبل الأوان وروائح الأثداء الجميلة، والسراويل الضيقة التي تظهر مفترق الخصور. كنت هائما جدا، وأدركت أن الزمن يمنح فرصة أخرى للعشق حتى لو كان لنفس الشخص. لكن زوجتي أنهت اللقاء وقبلتني قبلة دامية ورحلت. لم أسألها لماذا لا نعود معا، بما أننا نقطن في نفس المنزل، لكنها أسرعت، وأبطأت حتى أعود إلى البيت لوحدي، وهناك رأيت امرأة أخرى: كان شعرها معقوفا بشكل رهيب، وكانت تصرخ مع الأطفال، وكان ظهرها قد انحنى قليلا، ولم تكن تنظر إلي إلا بنصف إغماضة قاتلة. لم أشعر بذلك البريق وتلك اللهفة، كنت إصغاء محضا للدقائق التي مرت قبل قليل، وكنت أستعيد ابتسامة السيدة التي كانت ترافقني وأستعيد معها كواليس اللحظة وأهواءها، وكانت زوجتي قد تغيرت. هل تكون هذه اللحظة التي عادت فيها إلى المنزل قد عمدت من جديد على حفر تضاريس إضافية على وجهها وعنقها ويديها؟ هل كانت قد اقترضت تلك النعومة من ساحرة ما، سرعان ما عادت لامتصاص بهائه؟
أنا في حيرة من أمري، هجمت على أوراقي أخط فيها اللحظة السابقة وأغرق في الفم المعمد وأعيد تقبيله بلهفة، هذا البريق الذي أحتفظ به في مساحات العينين الدافئتين والجفون الصافية من الزمن...كل شيء قد اختفى، طلاء الأظافر، نعومة الملمس. وهي تغط في نومها، بدت شعيرات خفيفة فوق شفتيها، من الغريب أنني لم ألحظ هذه الشعيرات حين كنت أقبلها قبل قليل. كانت قد فتحت فمها قليلا، وهذا يحدث لها حين تكون قد تعبت من كل الأشغال، البيت واليومي والأطفال، لكنها حتما كانت سعيدة بلقائي قبل قليل، لم تكلمني عن اللحظة ورأيت أن ذلك يدخل ربما في خطتها الإغرائية حتى نصبح عاشقين يتلهفان على بعضهما البعض، ولكن من الغريب أن تتحول في الزمن لمجرد أنها عادت إلى المنزل. ما الذي يحدث؟ تمنيت أن أعثر على الساحرة حتى تمنحها زمنا إضافيا من الإشراق، حتى تجعلني أمسكها في حضني، وأذوب فيها، ما زلت أنتظر تتمة المشهد، لأنني لحد الآن لم أضف إلى قبلة المقهى شيئا آخر، ولم أفهم...
في اليوم الآخر جاءني هاتف من زوجتي تخبرني بدلع غريب بأننا سنلتقي في نفس المقهى، أسرعت إلى المرآة ورتقت خيوط الحياة على وجهي، ونثرت عطرا على ملابسي، وطرت وأنا أذوب شغفا. لم أدر ما الذي يحدث؟ صارت زوجتي امرأة جميلة جدا، وفكرت في الساحرة، هل هذا التعاقد ظرفي؟ لماذا لا تتعاقد معها على الدوام حتى تمنحني هذا الزمن الإضافي لي؟ لماذا لا تجعلها تركض على الدوام حتى نلتقي ونحن نذوب في بعضنا؟
قبلتني قبلتها الجنونية وجلست تحاورني. فتشت عن الأظافر، من الغريب أن كل شيء عاد إلى مكانه، الطلاء، النعومة، الوجه المشرق، وحبيبات العشق، والنظرة الحانية، كانت ودودة جدا، وخمنت أن هذا المكان يعجبها كثيرا، لذلك تصر على أن نلتقي فيه، وهي تستعيد فيه زمنها العاشق. وضعت يديها بين يدي وحدثتني عن البارحة، كم اشتاقت إلي، وددت أن أقول لها بأنني كنت نائما بجوارها، لكنني لم أستطع أن أكسر الخيط الناظم للحكي، كانت تحكي وتضحك، وتقبلني وكانت تجعل جسدي يستغيت، حتى أنني نسيت كل شيء، وأخذتها إلى السيارة لأفترسها دون أن ترفض. في الليل، بدا كل شيء ملتبسا، زوجتي تنظر نصف نظرة، والتجاعيد عادت لتستقر في مكانها، والطلاء اختفى، والشعر الملفوف في غطاء زيتي داكن، وهي تنام بعيون وشفاه مفتوحة للسماء.
يا إلهي، ما الذي يحدث؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.