تميزت مشاركة المغرب للمرة الرابعة في المعرض الدولي للكتاب بسانتياغو الذي أسدل الستار عليه مؤخرا بالمركز الثقافي ايستاثيون مابوشو بالعاصمة التشيلية، بتقديم لكتاب «الحوار والتنوع» الصادر عن مركز محمد السادس لحوار الحضارات. وقد تم تقديم الكتاب خلال اجتماع نظمه مركز محمد السادس لحوار الحضارات بحضور سفير المغرب في الشيلي عبد القادر الشاوي. ويضم الكتاب أشغال الملتقى الدولي الخامس لحوار الحضارات الذي انعقد في شهر ماي الماضي بالشيلي. ويحتوي الكتاب على أكثر من خمسة عشر عرضا قدمت خلال هذه المناسبة في مدن شيلية: كوكيمبو وسانتياغو وفينا ديل مار، من قبل أساتذة وباحثين من المغرب وإسبانيا وإيطاليا والولايات المتحدةالأمريكية وكوستاريكا والشيلي. ويجمع المؤلف أيضا المحاضرات الافتتاحية التي قدمت في هذه المدن الثلاث، وهي تتمحور على التوالي، حول تيمات «تحالف حضارات الأممالمتحدة والحوار بين الثقافات»، و«نموذج التربية التعليمية في الحوار والتنوع» و«التنوع اللغوي في المغرب». وتتمحور مجمل العروض المجمعة في هذا الكتاب حول خمسة مواضيع وهي «الحوار، التاريخ والحضارة» ، «الحوار والتنوع»، «الحوار والثقافة والحضارة»، «الفلسفة والأنثروبولوجيا والحوار» و«الحوار واللاهوت.» بالإضافة إلى ذلك تم يوم السبت تقديم كتاب آخر تحت عنوان «1300 سنة من غزو الأندلس» (711-2011) الذي أشرف عليه مركز محمد السادس لحوار الحضارات تحت إدارة كرسي الأندلس/المغرب العربي بجامعة أدولفو إيبانيز، من قبل مديره دييجو ميلو. ويتضمن هذا المؤلف الذي نشره الأكاديميان دييغو ميلو (جامعة أدولفو ايبانيز، الشيلي) وفرانسيسكو فيدال (جامعة خايين، اسبانيا)، 25 عملا أنجزت من قبل باحثين من اسبانيا والمغرب والأرجنتين وفرنسا والشيلي وكوستاريكا. ويتمحور هذا الكتاب، الذي يقارب تاريخ وثقافة وتراث الإسلام في شبه الجزيرة الايبيرية، حول خمسة مواضيع، وهي «التأريخ والتاريخ السياسي»، «الأرض والمجتمع والعلاقات الدولية» «المؤسسات والديانات والقانون»، و«الثقافة واللغة والأدب والفنون والعلوم» و«الموديخارس والموريسكيين». وتجدر الإشارة إلى أن المغرب هو الدولة العربية والإسلامية والأفريقية الوحيدة التي شاركت في هذا المعرض، من خلال تقديم سلسلة من الأنشطة الثقافية والفنية، التي ينظمها مركز محمد السادس لحوار الحضارات وسفارة المغرب في التشيلي. كما تميزت المشاركة المغربية في هذه التظاهرة الثقافية الهامة بعرض سلسلة من الكتب باللغة الإسبانية، ويتعلق الأمر ب«شعب الإيمان» لدينا القادري، و«الموسيقى الأندلسية» لأمين شعاشو و«فواكه الجسد» لعبد اللطيف اللعبي. كما تم بنفس المناسبة تقديم «لانبانغا: ذكريات شفاهية من الثقافة الافريقية الشيلية» لكريستيان بايز، و«السماء التي تحرس الذاكرة» لكارمن لوتيليي روييم و«الفن والجمال والروحانية» لماريا تيريزا بوزولي. بالإضافة إلى عرض فيلم «كل ما تريده لولا» لنبيل عيوش، تم تنظيم حفل للموسيقى الأندلسية بشكل مشترك من قبل مدير جوق تطوان المهدي شعاشو، يرافقه عازف الكمان ياسين المودن والفرقة الشيلية «مغرب»، المجموعة الوحيدة للموسيقى الأندلسية في الشيلي وأمريكا اللاتينية، بقيادة إدواردو فالنزويلا. وقد تميزت المشاركة المغربية برواقها الذي يعتبر فضاء لتقريب الثقافة والحضارة المغربيتين من قراء الشيلي ودول أمريكا اللاتينية، وبناء جسور التواصل والتبادل الثقافي. وهكذا ضم الرواق المغربي منشورات هامة تعكس مختلف الجوانب الثقافية للمملكة وتراثها الوطني، ومؤلفات مغربية منشورة بالإسبانية، وغيرها من الكتب التي نشرها مركز محمد السادس لحوار الحضارات والتي تقارب قضايا مختلفة. كما تميز الرواق بمشاركة الخطاطة الشيلية خيسيكا غودي، تلميذة الفنان والخطاط المغربي محمد قرماد، التي قدمت على مدى 17 يوما أعمالها لجمهور المعرض. وقد شارك أكثر من 300 كاتب، منهم 50 كاتبا اجنبيا في فعاليات المعرض الدولي للكتاب في سانتياغو الذي نظمته الغرفة الشيلية للكتاب.