طغيان المزاجية في غياب الضوابط القانونية وميثاق الشرف... هي قصة أغرب من الخيال تخيم على الكرة المغربية، قصة ليست بالجديدة، ولكنها تستمد مقوماتها من التسيير الفردي والأناني البعيد كل البعد عن التسيير المؤسساتي، ملخص القصة تتعدد وتتنوع عناوينه بين رقصات المدربين وشطحاتهم وتلويناتهم بين الفرق المغربية لكرة القدم بمختلف أقسامها وأحجامها، وإذا كان البعض يجهل الأسباب والمسببات، فان لها سببا رئيسيا، وهو التسيير الارتجالي المرتبط بأصحاب المرحلة بمختلف الفرق المغربية، وغياب ضوابط قانونية، والأهم من كل هذا غياب ميثاق شرف بين المدربين، لأن ما نلمسه ونشاهده على أرض الواقع، يسيء إلى المدرب المغربي جملة وتفصيلا . فرق تحتفظ بمدربيها حتى إشعار آخر... كان المتتبع الرياضي يراهن هذا الموسم، على بطولة مغربية بمدربين مغاربة، خصوصا بعد ضجة غيريتس مع المنتخب المغربي، والملايين التي لم يتم إلى اليوم الإفصاح عنها، وكأني بها سر من أسرار الدولة،،، فمن أصل 16 فريقا كان مدربان أجنبيان فقط، واحد يشرف على تدريب أولمبيك خريبكة، اسمه فرانسوا باراشي، والثاني اسباني يدرب الوداد البيضاوي، وهو بنيتو فلورو. أما باقي الفرق فقد فضلت المدرب المغربي، لكن الذي يؤسف عليه وهو المزاجية التي تسيطر على عقول المسيرين والمدربين، فإذا كانت سبعة فرق قد احتفظت بمدربيها منذ بداية البطولة إلى اليوم: -الرجاء : محمد فاخر -الجيش الملكي: رشيد الطاوسي -المغرب التطواني :عزيز العامري -اولمبيك اسفي :عبد الهادي السكتيوي -حسنية اكادير :مصطفى مديح -الدفاع الجديدي :جواد الميلاني -الفتح الرباطي :جمال السلامي 9 مباريات و9 فرق تعرف تغيير المدرب: والحالة هذه نجد التسعة فرق الأخرى، أقدمت على تغيير مدربيها، وتبقى الأسباب مجهولة، وهي إما مالية أو إحساس المدرب بعدم وجود لاعبين بإمكانهم مساعدته على على إبراز اسمه في سوق المدربين بالمغرب، وفضل البحث عن أجواء خليجية تسيل اللعاب وهذا واقع لا افتراء فيه. وتبقى العلامة المميزة في تغيير المدرين، وهو وداد فاس الذي تعاقد مع بداية الموسم، مع أمين بنهاشم وبعد دورات تمت إزاحته، وتم التعاقد مع مصطفى الحداوي المغرم بالكرة الشاطئية لأسباب لا يقدر على معرفتها غيره، وبعد أسابيع معدودة تم التعاقد مع الفرنسي روسي، نفس التقليد سار عليه الوافد الجديد رجاء بني ملال، حيث كانت انطلاقة الموسم مع عبد الرزاق خيري، الذي أنهى مشواره مع الفريق بأداء فريضة الحج، تاركا الفريق يسبح في المشاكل رفقة حسن فاضل، ليغير المكتب المسير وجهته اتجاه فخر الدين رجحي منذ الدورة الثامنة، أما الفرق السبعة الأخرى فقد غيرت مدربين : -الوداد من الاسباني بنيتو فلورو، إلى بادو الزاكي -النادي القنيطري انفصل عن المريني وتعاقد مع يومير -المغرب الفاسي بدأ مع عبد الغني بناصري، وحول وجهته إلى الجزائري أيت جودي -شباب الحسيمة من حمادي حميدوش، إلى هشام الإدريسي ثم مصطفى الضرس -النادي المكناسي، رحل عنه طاليب وتعاقد مع المريني القادم إليه من القنيطرة -نهضة بركان، لم تدم علاقته بالخياطي طويلا، ليستقدم طاليب القادم من مكناس -أولمبيك خريبكة، أنهى علاقته مع براتشي، في انتظار ربان جديد تلكم هي حالة فرقنا ومدربينا التي لا تستقر على حال، والعلل كثيرة، لكن الوصفة الصحيحة تبقى في حكم الغيب، مادامت الكرة المغربية في وضع هش، لا ضوابط قانونية تحكه، بينما تطغى عليه مزاجية غريبة في علاقة المدربين بالفرق وفي علاقتهم بأنفسهم وبمحيطهم.