الشموخ في هذه المجموعة مراس إبداعي ميسمه الطرز والصنعة القصصية. الشموخ في المجموعة نضج فني فادح الجمال والجلال والعذوبة والشموخ، فيها حالة إبداعية قصصية ملفتة حالة عرّ كتها شظايا الحياة: شظايا الفرح، والحزن، والحب، والوحشة، والصمت، والبكاء، والشك، والعذاب، والعذوبة، والحقيقة، والحلم، والتعب، والجلد. الشموخ فيها، ققنس يزداد صوته ويزدان ألقا وبهاءا. الشموخ هنا، عمران قصصيّ لؤلؤيّ الإخضرار، أسيّ مرّ الزرقة، انسانيّ الهوى، متحرّر النقد، موسيقيّ الهندسة، عمران لغته ممتعة بهية شفيفة كثيفة باطنية شاعرية إن بالقصيد الطافح للغة المجموعة، أو بمقاطع منصهرة اللذة في بعض القصص، وكأن شعراءها كتبوها لهذه القصص بالضبط. الشموخ، في المجموعة، طفل صغير أخضر هو الكون كلّه، طفل يبلغ من الفرح عتيا وحكمة، لكنه لم يتعلم بعد الكلام، فلسانه الأخضر، فقط، يحبو ويناغي ويلغو باسم زهرة. الشموخ في المجموعة أيضا، شيخ تسقط قذائف الزمان على برج ذاكرته فتفتح نافذة، فقط نافذة، ليس على خارجه كما هي عادة النوافذ. لكن على داخله السحيق، فتنتال أحلام وظلال البدايات، مباهج الروح والوجدان، لؤلؤة الحب، كيمياء الفرح، خارطة الطرق وفلسفة حياة، قتلت أو رمت مبكرا حصاة الأب في البحر. فلسفة بحثت عن المعنى في كل شيء لكنها لم تغنم في آخر العمر غير التعب، وما تزال تستزيده. ملحوظتان أختم بهما هذا الشموخ القصصي في المجموعة: الأولى، هي سطوع وبروق تاج الملكة زهرة.. الزّهرة، هي سمو ّحب هذه الإلهة/ اللؤلؤة الخضراء حتى نكاد نخال هذا الحب واسطة العقد والعقد في المجموعة ككل. حب ينيخ بظله على الذاكرة والقلب، الدم والحواس، الحقيقة والحلم، حب يصيّر الأخضر عروس الألوان ملاكها. الثانية، هي ما يمكن أن نعتبره ردّا مبدعا على الموديل السائب والصّاخب للقصة القصيرة جدا، ردّا في ثلاث عناوين، حتى لا نقول ثلاث قصص، هذه العناوين هي: «شخصيات خاصة جدا» (ص10) و«الحزن» (ص27 ) ثم «البكاء» (ص32). إنها قصص الجمع في الواحد، والواحد في الجمع، الإئتلاف والإنفصال، الإمتداد والتقلص، الطول والقصر، اللّعب والتّفنّن، قصص تفصح وتنضح أن المبتدأ والخبر في قيمة القصة هي إبداعيتها ولاقيمة لحجم القصة لذاته وفي ذاته. آه يا سندس، آه، لو تعلم سكينة بنت الحسين، قيمة وسحر هذا العبد الآبق المارق، الذي لا يحسن إلا كتابة القصص. * كاتب مغربي