حوالي 150 ألف مهاجر مغربي يرغمون على العودة لبلدهم في صمت تواصلت عودة أفواج المهاجرين المغاربة الذين تأثروا بالأزمة في اسبانيا إلى وطنهم المغرب.و بلغ عدد المغاربة المقيمين بإسبانيا ، ممن فضلوا العودة إلى بلدهم الأصلي، في انتظار انتعاش الاقتصاد الاسباني، 150 ألف مغربي. وأشارت إذاعة «كادينا سير» الاسبانية أول أمس الاثنين إلى أن عودة هؤلاء المهاجرين المغاربة إلى بلدهم الأصلي ليست نهائية، وإنما ظرفية في انتظار تراجع انعكاسات الأزمة الاقتصادية والمالية التي تواجهها إسبانيا حاليا ، مبرزة أنه لأول مرة يحتل المغاربة المقيمون بإسبانيا المركز الثاني بعد الرومانيين. وتجدر الإشارة إلى أن إسبانيا تواجه منذ أواخر سنة 2008 أزمة اقتصادية خانقة تسببت في ارتفاع مهول في معدل البطالة (أزيد من أربعة ملايين عاطل)، وفي ارتفاع كبير في العجز في الميزانية العامة (4ر11 في المائة من الناتج الداخلي الخام) بالإضافة إلى انكماش في الاقتصاد الوطني، وهو ما انعكس على الأوضاع الاجتماعية للإسبان و للمهاجرين على حد سواء.وكان صندوق النقد الدولي قد توقع أن يشهد الاقتصاد الاسباني انكماشا خلال سنة 2010 بتسجيل تراجع في الناتج الداخلي الخام بنسبة 6ر0 في المائة. وحسب توقعات للمؤسسة النقدية الدولية فإن الاقتصاديات المتقدمة ستشهد تحسنا خلال السنة الجارية باستثناء الاقتصاد الاسباني الذي سيتراجع بنسبة 6ر0 في المائة. و كانت الحكومة الاسبانية قد دافعت أما البرلمان عن إستراتيجيتها لمواجهة الظرفية الاقتصادية الصعبة، وذلك من خلال تقديم الخطط العريضة للسياسة الإصلاحية التي تنفذها حكومته، من أجل إخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعصف بها منذ سنتين. وحول أسباب و دواعي عودة المهاجرين المغاربة بهذه الكثافة،ذكرت الإذاعة المحلية المذكورة، استنادا إلى جمعية العمال المهاجرين المغاربة في إسبانيا ، أن ما بين 130 ألف و150 ألف من المهاجرين المغاربة غادروا منذ بداية سنة 2009 إسبانيا، موضحة أن هذه الوضعية تعزى لسببين رئيسيين يتعلقان بوضعية البطالة التي يعاني منها العديد من المهاجرين المغاربة والقرب الجغرافي. وحسب ذات المصدر، فإن نحو 43 في المائة من المغاربة المقيمين بإسبانيا يعانون من البطالة، وهو ما يمثل 350 ألف شخص في حين لم تكن هذه النسبة تتجاوز 16 في المائة قبل ثلاث سنوات. وأضاف رئيس الجمعية بأن هذه العودة الصامتة «مؤقتة» لأن المهاجرين المغاربة ما يزالون مسجلين في سجلات البلديات الاسبانية على اعتبار أن أغلبيتهم ستعود في حال تحسن الظروف الاقتصادية في هذا البلد. وتفيد إحصائيات حديثة بأن أربعة ملايين و744 ألف من الأجانب الذين يتوفرون على بطاقة الإقامة يقيمون في إسبانيا إلى غاية أواخر شهر يونيو الماضي. ويتصدر المهاجرون الرومانيون لأول مرة لائحة المهاجرين الأجانب المقيمين في إسبانيا بما مجموعه 793 ألف و205 يليهم المهاجرون المغاربة بما مجموعه 758 ألف و900 شخص. و يذكر،إن الإحصائيات الرسمية الاسبانية أكدت في السابق بأن العمال المغاربة يحتلون المرتبة الأولى في قائمة العمال الأجانب المسجلين بالضمان الاجتماعي في اسبانيا وبلغ عددهم حوالي 223 الف مسجل. وحسب نفس الإحصائيات فان العمال القادمين من الإكوادور كانوا يحتلون المرتبة الثانية وراء المغاربة ب175 ألفاً و964 عاملا (177 ألفاً و339 في /فبراير الماضي) ثم كولومبيا ب112 ألفاً و751 عاملا (112 ألفاً و91 عاملا). وأبرزت نفس الإحصائيات أن كاطالونيا ومدريد تشكلان المنطقتين اللتين يتواجد فيهما أكبر عدد من العمال المهاجرين في وضعية قانونية، وذلك بنسبة 43 بالمائة من مجموع العمال المسجلين في جميع أنحاء اسبانيا. و حسب المعطيات السابقة لوزارة التشغيل الاسبانية ،إن عدد العمال المهاجرين المسجلين بالضمان الاجتماعي بلغ إلى غاية نهاية شهر مارس الماضي ما مجموعه مليون و828 ألفاً و230 منخرطاً، مضيفة أن 665 ألفاً و884 من هؤلاء قدموا من بلدان الاتحاد الأوروبي فيما قدم مليون و162 ألفاً و346 من بلدان خارج الاتحاد الأوروبي.