«المعقول» يعني أننا سنظل أوفياء لتعهداتنا وملتزمين بها أمام المواطنات والمواطنين ما هو الانطباع الأولي بشأن الأجواء التي تمر فيها الحملة الانتخابية والتي شاركتم في انطلاقتها السبت الماضي بمدنية تمارة؟ نعيش أجواء حماسية. وقد تأكدت لدينا قناعة أن هناك استعدادا كبيرا لدى المناضلين والمناضلات والمتعاطفين مع حزب التقدم والاشتراكية لخوض هذه المعركة الانتخابية حسب التوجهات الأساسية للحزب التي تدعو للنقاش والإقناع والمنافسة الشريفة ومقارعة البرامج وتقديم الاقتراحات العملية للنهوض بالأوضاع الإجمالية للساكنة على المستوى المحلي وعلى مستوى الجهة . أكد الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 62 لثورة الملك والشعب على أن هذه الانتخابات ستكون حاسمة لمستقبل المغرب. ما هو تصوركم بشأن انعكاسات ورش الجهوية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي؟ كان خطاب جلالة الملك بمناسبة ذكرى الملك والشعب خطابا قويا فيما يخص مسألة الانتخابات. وفيه إشارات عديدة سواء بالنسبة للناخبين والأحزاب السياسية أوالمرشحين، وعلى الجميع إدراكها والتقاطها. أما فيما يخص الجهوية كما تنص على ذلك القوانين المؤسسة، خاصة القانون التنظيمي، فالجهة ستتمتع باختصاصات واسعة عكس ما كان عليه الأمر في ظل الدستور القديم، وسندخل بالفعل تجربة جديدة. جلالة الملك استعمل كلمة "ثورة حقيقية في البلاد" أي سيتم نقل العديد من الاختصاصات التي كانت ممركزة للجهات. هاته الأخيرة ستتمتع بإمكانيات مالية مهمة، إذ من المتوقع أن تبلغ 20 في المائة من النفقات الإدارية، وهذا ما يفرض على الأحزاب السياسية العمل من أجل منح الثقة لأشخاص أكفاء ولديهم مؤهلات في مجالات التدبير والتخطيط والبرمجة ولديهم غيرة على الجهة، بل وتتوفر فيهم النزاهة والإخلاص لقضايا الجهة والوطن . من أجل تفعيل ورش الجهوية الموسعة وإنجاحه والذي يعد ورشا أساسيا بالنسبة للتطور الديمقراطي للمغرب، ألا يعد غياب النخب المحلية النوعية التي في مقدورها إنزال الجهوية إشكالا يعيق هذا المسعى؟ مشكل النخب في بلادنا غير مطروح، فقد مر على حصول المغرب على الاستقلال أزيد من 60 سنة، ولدينا جامعات كونت أجيالا وأجيالا، ولدينا نساء ورجال مكونون، وهناك مناضلون في صفوف مختلف الأحزاب السياسية، يبقى مطروحا فقط مشكل الاختيار ووضع الإمكانيات وضرورة العمل على إبراز هذه النخب الجديدة على الصعيد المحلي والجهوي، هذا علما أنه يجب أن يكون هناك تأطير ومراقبة تقوم بها الأحزاب السياسية اتجاه منتخبيها، وكذا مراقبة ينبغي أن يقوم بها المواطنون والمجتمع المدني. هذا الأخير الذي عليه أن يكون يقظا وحاضرا في مختلف العمليات. فالمجتمع المدني يجب ألا يتقمص فقط دور المتفرج، بل عليه أن ينخرط في هذه العملية ليراقب، لينتقد وليقدم الاقتراحات إلى غير ذلك. أما بالنسبة للنخب فهي موجودة وينبغي فقط العمل على إعادة انتشارها وتحسين استعمالها استعمالا رشيدا وعقلانيا يطمح حزب التقدم والاشتراكية لإعادة بناء الديمقراطية المحلية والتي تشمل سياسة القرب، وإشراك الشباب والنساء والتجاوب مع قضايا المواطنين ومقاربتها بشكل تشاركي...، فما هي في نظركم الأسس لإنجاح هذا البناء؟ الأسس التي نعتمدها لإنجاح بناء الديمقراطية المحلية نستمدها من المبادئ المؤسسة لهوية حزب التقدم والاشتراكية، ويمكن القول إنه ربما كنا الحزب الوحيد الذي أطلق في المغرب مصطلح ومفهوم الديمقراطية التشاركية التي تعتمد على الإشراك الجماعي للساكنة في تدبير شؤون حياتها اليومية. أما بالنسبة لكيفية القيام بذلك فينبغي أن يكون مرشحات ومرشحو الحزب على مستوى الجماعات الترابية حاضرين في التدبير، وإذا كانوا في موقع الرئاسة سيكون الأمر أحسن، وإذا لم يتسن لهم ذلك،على الأقل فإنهم سيكونون حاضرين في الهياكل المسيرة للجماعة، وإذا لم يتأت لهم ذلك سنشتغل انطلاقا من موقع المعارضة والحرص على أن تكون معارضة بناءة تعتمد على تعبئة الجماهير وليس معارضة حلقية، فالمعارضة يجب أن تكون معارضة وطنية بكل معنى الكلمة. هل يراهن حزب التقدم والاشتراكية على الاستحقاقات الجماعية والجهوية ليحسن تواجده محليا وجهويا؟ ** كان هناك لقاء بين قادة أحزاب الأغلبية والتزام معنوي وسياسي للتنسيق بعد ظهور نتائج الاستحقاقات وسنعمل على بلورة هذا الالتزام محليا بالتنسيق بين أطراف الأغلبية، علما أن الاستحقاقات المحلية تخضع في بعض الأحيان لاعتبارات أخرى، فقد يحصل في هذه المدينة أو تلك أو هذه الجماعة أو تلك تنسيق أو تحالف بين أطراف من المعارضة على حسابنا. ترشحتم بإحدى الجماعات الواقعة بإقليمتازة التابع لجهة فاسمكناس في إطار التقطيع الجديد، كيف في نظركم يمكن إعادة إدماج هذا الإقليم في الجهة الجديدة مع الأخذ بعين الاعتبار ميزان القوى داخلها؟ تازة حاضرة كإقليم من الأقاليم الأخرى المشكلة للجهة. لدى حزب التقدم والاشتراكية حضور لا يستهان به على مستوى جهة فاسمكناس. فعلى مستوى إقليمتاونات نسجل حضورا متميزا للحزب، علما أنه تاريخيا نتواجد بهذا الإقليم، كما سيكون لدينا حضور على مستوى فاس، سواء على مستوى بعض المقاطعات أو المستوى الجهوي، فضلا عن تسجيل حضورنا ببعض الأقاليم الأخرى كإقليمصفرووإقليمإفران والحاجب، علما أنه ربما لدينا حضور بنسبة أقل في بولمان. إذن فالحزب سيكون حاضرا على مستوى الجهة كفاعل أساسي وستكون له الكلمة، ربما قد لا يطمح لرئاسة الجهة ولكن لم لا نكون ضمن التحالف المسير للجهة. أما بالنسبة لإقليمتازة، فهو إقليم معروف بقوته وطاقاته وكفاءاته، والحزب على مستوى المدينة قدم لائحة من المناضلين الذين رفعوا لواء هيئتنا السياسية التقدم والاشتراكية، وبشهادة الجميع هم يمثلون نخبة من أحسن الأسماء الموجود تكوينا، ممارسة، أخلاقا وقيما. ما هي الرسالة الأساسية التي يمكن أن توجهوها في خضم الحملة الانتخابية للمرشحات والمرشحين باسم الحزب والناخبين على حد سواء؟ أعرف أن مرشحاتنا ومرشحينا يتحلون بالكثير من الموضوعية وحريصون على ألا يسقطوا في الخطاب الديماغوجي المتسم بالمزايدة المجانية. فنحن حزب وطني عريق نحترم شعور شعبنا ولا نستهين به، وبالتالي لدينا برنامج واضح علينا أن نقدمه ونكيفه مع واقع الناخبين وأن نعمل على إقناعهم للتصويت لصالحنا. وبالنسبة للناخبين ندعوهم للتصويت بصفة جماهيرية على مرشحي الكتاب الذين لن يخيبوا ظنهم بحمل قضاياهم والحرص على إشراكهم، والعمل الجدي من أجل تحسين ظروف العيش والنهوض بجماعاتهم، فهم يحملون شعار "المعقول" الذي يعني البقاء أوفياء لتعهدات التزموا بها أمام المواطنات والمواطنين بالعمل الجاد والدؤوب من أجل تحقيق التنمية والارتقاء بنوعية الحياة والخدمات المرفقية داخل الدائرة، والجماعة، والجهة.