المدرسةالإسبانية أكثر إمتاعا من نظيرتها الإيطالية يروي المدافع السابق لفريق فالنسيا الإسباني روبرتو أيالا بدايته مع الدوري الأرجنتيني المتواضع في مسقط رأسه، في إنتري ريوس، عندما كان يشكل ثنائياً مع والده. وذلك الجزء أيضاً الذي يحكي عيشه لتجربة الأبوة وهو بعد في السادسة عشرة من العمر ثم خوضه التجربة مرة أخرى منذ حوالي شهر واحد. هذا بالإضافة لتجربة مشاهدة كأس العالم عبر شاشة التلفاز، لأول مرة منذ بدأ مسيرته الدولية، بعد أن أتم من العمر مؤخراً 37 عاماً. في حواره حصري مع موقع «فيفا كوم»،، تطرق أيالا لكل هذه الموضوعات وتحدث أيضاً عن الأجيال الجديدة، ورحلته في القارة العجوز، وما ينوي فعله بعد اعتزال الملاعب: «لا أعتقد أنني سأدرب، ولكني سأظل مرتبطاً بكرة القدم». * عدت إلى كرة القدم الأرجنتينية بعد 15 عاماً قضيتها في أوروبا، فما الذي وجدته بعد كل هذا الغياب وما الذي كنت تتوقعه؟ - لقد حدثت تغيرات عامة، سواء في البلد أو في اللعبة، ولا يستطيع المرء أن يحدد ما إذا كانت هذه التغيرات للأحسن أم للأسوأ، لكن الأشياء تتبدل وتتحول ويجب التكيف معها. فيما يتعلق باللعب، دفعت غالياً ثمن عدم المشاركة باستمرار، وأعتقد أن الإعداد المسبق كان ليجعل أدائي مختلفاً. ولكن ما كان قد كان، وما يهم هو أن راسينج بلغ هدفه وخرج من منطقة الهبوط. * وفيما يتعلق بكرة القدم؟ ما الذي وجدته؟ - لقد تغيرت! أصبحنا نشاهد مباريات إيقاعها أكبر كثيراً. وفيما عدا فريقين أو ثلاثة يحاولون ويحبون لعب الكرة من الخلف، يعمد الباقون للعب الكرات الطويلة وصناعة اللعب بدءاً من اللمسة الثانية للكرة. * يبدو أن اللاعبين الأرجنتينيين يتأخرون في العودة للعب على أرض الوطن أكثر من البرازيليين. فهل تتفق مع هذا القول؟ - ربما يجب أن نرى ما إذا كان الأمر مجرد مصادفة ...(يفكر) لا أقول أننا نفتقر لإحساس الحنين إلى الوطن، ولكن البرازيليين يشعرون بهذا الحنين أكثر قليلاً. ولا أريد أن يسيء أحد فهمي؛ فعلى المستوى الشخصي كانت كرة القدم الأرجنتينية تسعدني دائماً، وكنت دائماً أتوق للعيش بين من يحبونني. ولكني أعتقد أن مقامنا إذا كان يطول في أوروبا فإن ذلك يرجع إلى أن الفرق هناك تعرف جيداً ما بين أيديها. فكلما زاد ما يمكن الحصول عليه من اللاعب الأرجنتيني، وكلما زادت قدرته على العطاء، كان ذلك أفضل. بل إن البعض يتلقون عروضاً من الأندية للعمل بعد التوقف عن لعب كرة القدم ويستقرون هناك بصورة نهائية. أدت الأرجنتين مهمتها باقتدار كما ينبغي وفرضت أسلوب لعبها، وكانت ألمانيا هي الإستثناء، لم نستطع التفوق عليهم في أي وقت من أوقات المباراة.أيالا حول مشوار الأرجنتين في جنوب أفريقيا. * بمناسبة الحديث عن التغيرات، عادة ما يقال أن الأجيال الجديدة من اللاعبين يكون سلوكها مختلفاً... - ليس دائماً، بالطبع. إن الشباب اليوم يسخرون ممن هم أكثر خبرة، وهذا شيء ما كان ليخطر على البال في وقت سابق. وأنا لا أتحدث عن زمن بعيد، أليس كذلك؟ في الماضي، عندما كان المرء يشارك في التدريبات مع الفريق الأول لأول مرة، لم يكن يكاد يتكلم. لقد انتهى ذلك الآن، رغم أن الإحترام موجود. إن الشباب هنا مجتهدون ومحترمون، وإن كانت حياتهم معاً لا تخلو من المشاكل. ولا داعي لنذهب بفكرنا بعيداً، فخلال أول شهر لي هنا حدثت أشياء ...ولكن الأمور لم تخرج عن حدود الإحترام. * اليوم، بعد أن بلغت من العمر 37 عاماً، أيهما أصعب في نظرك: البقاء في عالم كرة القدم مع النخبة طوال 20 عاماً أم أن تكون أباً لخمسة أبناء؟ - أن أكون أباً! (يضحك) والإعتناء بالنفس وعيش حياة منظمة. إن المرء عندما يكون أباً يكون دائماً تحت المجهر. خاصة إذا أراد أن يُعدهم ويعلمهم جيداً ويربيهم على القيم ...تلك هي المهمة الأصعب. وأنا ما زلت أتعلم ..كلما كبروا، أتعلم. * لعبت كثيراً في إيطاليا وأسبانيا، فما هي الإختلافات التي وقفت عليها بين المدرستين؟ - دائماً أقول إن إيطاليا ساعدتني على زيادة قدراتي كثيراً كمدافع، كانت تجربتي هناك كما لو كنت أدرس لتقديم رسالة الماجستير. إنني أشعر بامتنان شديد للأندية هناك ولتجربتي مع كرة القدم الإيطالية بصفة عامة. أما المدرسة الأسبانية فقد تكون أكثر إمتاعاً وجمالاً في نظر من يستمتع بنوع آخر من اللعب. ولكني لن أفضل إحدى المدرستين على الأخرى، فقد تعلمت من كلتيهما.