حكومة ثباتيرو: السيادة الإسبانية على سبتة ومليلية مطلقة ولا تقبل النقاش لم تمض سوى ساعات معدودة على دعوة الوزير الأول عباس الفاسي، إسبانيا إلى الحوار من أجل إنهاء احتلال سبتة ومليلية والجزر المجاورة لهما، حتى ردت الحكومة الإسبانية بالقول أن هذه المطالب "لا تمثل شيئا جديدا"، وأن المدينتين "إسبانيتين بشكل مطلق لا يقبل الشك"، ما يدفع إلى الاعتقاد بأن الصراع بين الطرفين حول ملف المدينتين السليبتين سيستمر وقتا أطول. الوزير الأول المغربي قال، خلال تقديمه حصيلة العمل الحكومي أمام مجلس النواب أول أمس، "ندعو الصديقة إسبانيا إلى الحوار مع المغرب من أجل إنهاء احتلال هاتين المدينتين المغربيتين والجزر السليبة المجاورة لهما، وفق منظور مستقبلي"، موضحا أنه يتعين أن يأخذ هذا المنظور "بعين الاعتبار المصالح المشتركة للبلدين والحقائق الإستراتيجية والجيو-سياسية الجديدة، التي تجعل تجاهل حق المغرب في استرجاعها، لا يساير روح العصر، وعلاقات حسن الجوار والشراكة الإستراتيجية بين المملكتين المغربية والإسبانية". وتلقفت الصحف الإسبانية هذا التصريح بكثير من التهويل، بحيث أوردته المواقع الإلكترونية لجميع وسائل الإعلام هنالك كخبر رئيسي، وخصصت له حيزا هاما من النقاش والقصاصات الإخبارية، بل وقدمته بعض التقارير ك"تهديد خارجي". ونقلت صحيفة "إلموندو"، عن وزارة الخارجية الإسبانية تعبيرها عن أن "سيادة الدولة الإسبانية على مدينتي سبتة ومليلية، سيادة مطلقة، بل وأضافت الوزارة أن "مطالب الرباط اتجاه استرجاع المدينتين المحتلتين ليست سوى مواقف تقليدية، ولا تمثل أي شيء جديد بتاتا". ومن جانبها، ردت نائبة رئيس الوزراء الإسباني، ماريا تيريزا فرنانديز دي لافيغا، أمس الاثنين على تصريح الوزير الأول، عباس الفاسي، بالقول إن "الدولة الإسبانية لا تشعر بأي قلق على سيادتها على المدينتين بأي شكل من الأشكال"، مضيفة في مقابلة مع التلفزيون الإسباني، بأن ما عبر عنه الفاسي، "موقف معروف من المغرب"، قبل أن تؤكد بأن إسبانيا "ليس لديها أدنى ذرة من الشك بخصوص موقفها من هذا الموضوع". من جهته، قال مصدر مأذون بوزارة الخارجية المغربية، إن المغرب يعي أن موقف إسبانيا لن يخرج عن خطه الدائم في الإصرار على القول بالسيادة الإسبانية على المدينتين المحتلتين، وبالتالي، فإن الموقف الإسباني لم يكن بدوره شيئا جديدا. وأضاف المصدر ذاته في تعليق له في اتصال هاتفي مع بيان اليوم، على تصريحات المسؤولين الإسبان، أن دعوة الوزير الأول إلى الحوار في موضوع استرجاع المدينتين المحتلتين لم يكن بالفعل شيئا جديدا، لكنه تعبير رسمي على الإصرار المغربي أيضا في استرجاع مدينتين السلبيتين رغم ما يقولوه الإسبان عنهما". ولكن ذلك، بحسب هذا المصدر، "لا يمنع من أن تستمر العلاقات بين البلدين كشركاء استراتيجيين، إلا أن التأكيدات الرسمية من جانب المغرب في هذا الموضوع، يجب أن تثار دائما لوضع الجار الإسباني أمام مسؤولياته أيضا في تدبير ملف الثغرين المحتلين". وتأتي دعوة عباس الفاسي إلى الحوار مع الجار الإسباني من أجل استرجاع المدينتين المحتلتين بعد أسابيع قليلة من وضع ملصق بالمعبر الحدودي لبني انصار من طرف إدارة الجمارك المغربية، عليه عبارة "مليلية المحتلة"، ثم أثير الموضوع من جديد بعد قرار رئيس بلدية ابني انصار يحيى يحيى تضمين شواهد التسجيل الإدارية الصادرة عن الجماعة لفائدة المواطنين المغاربة المقيمين في مدينة مليلية المحتلة لعبارة المحتلة، ما دفع الحكومة الاسبانية إلى الاحتجاج عبر مستشار السفارة المغربية بمدريد الذي يقوم محل السفير المرتقب تعينه في وقت قريب، الصحراوي أحمد ولد سويلم.