أن تكون مديرا لمؤسسة تعليمية عمومية او مديرا تربويا لمؤسسة تعليمية خاصة ببلاد " الشفوي والله يداوي " فهذا الأمر يعني فيما يعنيه أنك مهدد بالطرد في أي لحظة إذا ما جعلت مصلحة التلميذ أو الاستاذ فوق أي اعتبار ، ففي التعليم العمومي ستجد وزارة بلمخطار لك بالمرصاد تهدم ما تحاول أن تبنيه وتحاكمك على نية الاصلاح قبل الشروع فيه ، وفي التعليم الخاص ستجد من يحفر لك الحفرة تلو الحفرة حتى لا تشير إليك الأصابع بالخير وحتى لا تكون مميزا في عالم التربية والتكوين . ما وقع للسيد عبد السلام أوعدي، مدير إعدادية أبو العلاء المعري، بجماعة سيدي بوبكر الحاج، نواحي مدينة القنيطرة، من توقيف عن العمل من طرف وزارة التعليم بسبب قيامه بمجموعة من الإصلاحات بالمؤسسة خير دليل على ما قلناه ، وما حجج المسؤولين عن هذا التوقيف التعسفي والتي يزعمون عبرها أن المدير لم يحترم الإجراءات المعمول بها في هذا الإطار ومن بينها الحصول على ترخيص من النيابة من أجل مباشرة تلك الإصلاحات إلا ذر للرماد في العيون يراد به ومنه كبح جماح " المصلحين التربويين " وتكريس منطق " إن الحكم إلا للمفسدين " وترسيخ سياسة تجنبوا الاصلاح ما استطعتم !!!" . #بلا_قوالب أقول إنه لا يسع المرء وهو يسمع مثل هذا الخبر إلا التكبير أربعا على التعليم بالمغرب والتأسف على واقعه المرير ثم الدعاء على المسؤولين عليه وعلى من يريدون منه الربح المادي فقط مغلبين مآربهم الذاتية ومصالحهم الشخصية على النهوض بهذا القطاع والرقي به لينافس تعليم الأمم التي ترى في كل " مصلح تربوي " سراجا منيرا وجب تكريمه لا وأده . فاللهم ارنا فيهم يوما اسودا يا رب .