أدرجت الولاياتالمتحدة الإثنين 12/07 نيجيريا للمرة الأولى في قائمتها السوداء للدول المنتهكة للحريات الدينية، في خطوّة تمهّد لفرض عقوبات على البلاد ما لم تحسّن سجّلها على هذا الصعيد. ووصف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو نيجيريا، الدولة الحليفة للولايات المتحدة، بأنها "بلد يثير قلقا خاصا" على صعيد الحريات الدينية، إلى جانب مجموعة دول كانت مدرجة في القائمة في العام 2019 تشمل الصينوإيران وباكستان والسعودية وبورما وكوريا الشمالية وإريتريا وطاجيكستان وتركمانستان. ولم يفصّل بومبيو أسباب إدراج نيجيريا في القائمة، علما أن نحو 51 بالمئة من سكان البلاد هم من المسلمين ونحو 47 بالمئة منهم هم من المسيحيين. لكن القوانين الأميركية تفرض تصنيف الدول على هذا النحو إذا كانت تمارس بشكل "منهجي ومستمر وسافر انتهاكات للحريات الدينية" أو تتهاون مع هذه الممارسات. وكان لافتا عدم إدراج الهند في القائمة. وتشهد علاقات نيودلهي بواشنطن تقاربا، بعدما أثارت توصية بهذا الاتجاه أصدرتها اللجنة الأميركية للحريات الدينية العالمية التي اعتبرت أن الهند ذات الغالبية الهندوسية تسجل تراجعا حادا في عهد رئيس الوزراء ناريندرا مودي. وشطب بومبيو من قائمة الدول الموضوعة قيد المراقبة أوزبكستان والسودان التي تحسّنت سريعا علاقاتها بواشنطن بعد إطاحة الدكتاتور عمر البشير وتوقيعها اتفاقا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. تقرير سنوي لوزارة الخارجية نشر في وقت سابق من العام الحالي قد أشار إلى مباعث قلق في نيجيريا على مستويي الاتحاد والولايات. وتطرّق التقرير إلى عمليات احتجاز جماعية لأفراد "الحركة الإسلامية في نيجيريا" وهي تنظيم شيعي معارض للحكومة منذ عقود ومحظور بقرار قضائي. والحركة تدور في فلك إيران التي عادة ما تستهدفها إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب. لكن نيجيريا تعرّضت لانتقادات كثيرة على خلفية سوء معاملتها لهذه الحركة، لا سيمّا في العام 2015 حين سجّلت اشتباكات أفادت تقارير بأنها أوقعت مئات القتلى. وأشار تقرير وزارة الخارجية إلى توقيفات جرت خلال شهر رمضان طاولت مسلمين كانوا يتناولون الطعام علنا في ولاية كانو. كذلك أشار التقرير إلى المصادقة على قانون في ولاية كادونا يفرض الاستحصال على ترخيص لنشر التعاليم الدينية. وفي حين يقتصر التصنيف على الممارسات الحكومية، أدرجت وزارة الخارجية الأميركية جماعة بوكو حرام في قائمة المنظمات الإرهابية. وتخوض جماعة بوكو حرام منذ العام 2009 تمردا في شمال شرق نيجيريا تمدد إلى دول مجاورة وأسفر عن أكثر من 36 ألف قتيل وثلاثة ملايين نازح، وفق الأممالمتحدة. وبموجب القوانين الأميركية، يتعيّن على الدول المدرجة في القائمة السوداء أن تحسّن سلوكياتها وإلا ستتعرض لعقوبات تشمل وقف المساعدات الحكومية الأميركية، علما أن الإدارة يمكنها التحكم بالإجراءات.