كما يعلم القاصي والداني رفع اتحاد طنجة الراية البيضاء في مسابقة كأس العرش بعد السقوط المخجل على أرضية دونور بالدار البيضاء في مواجهة مباشرة مع وصيف البطولة الوطنية الاحترافية الموسم الماضي وبطل إفريقيا الوداد البيضاوي، هذا الخروج من الثمن كان متوقعا في ظل التخبط الذي يعيشه الفريق في بداية هذا الموسم، حيث خاصمته النتائج، وعانده الأداء، وبات بطل المغرب ذا وجه شاحب لا يقوى على منازلة الفرق المتواضعة ما بالك بفريق مدججة بالنجوم ك"الواك". هذا التقهقر كانت له أسباب كثيرة أهمها: تخلي الفريق عن لاعبين صنعوا السنة الفارطة افراح الأزرق والأبيض، أهمهم أحمد حمودان أفضل لاعب بالدوري المغربي، وعقل خط الوسط الصروخ، وعودة الحارس رضى التكناوتي إلى الفريق الأم الوداد، إصابة وصمام الدفاع الإيفواري بيبي، هذا الرباعي ترك فراغا كبيرة في التركيبة البشرية لفارس البوغاز، إذ تزامن كل هذا مع تراجع مستوى عدد من اللاعبين كالخالقي لتعدد إصاباته، والمرابط المدافع الأيمن، والهداف المهدي النغمي. رغم كل ما سبق حاولت إدارة الفريق أن تتعاقد مع قطع غيار ليستمر التألق إلا أن الانسجام إلى حدود الدورة الثالثة من البطولة ومرورا بدوري سدس عشر وثمن كأس العرش لم يحدث، بالإضافة إلى عدد من التعاقدات التي لا يعرف المتابع محلها من الإعراب إذ لم تشارك في ظل ما يقع في أية دقيقة مما يجعلنا نضع علامات استفهام حول الجهة التي تستقطب اللاعبين في ظل غياب مدير تقني مسؤول عن استراتيجية واضحة المعالم تقي النادي من ضبابية المستقبل وأزمة الحاضر. تعددت الصفقات الفاشلة، ولن يفاجأ الجمهور الطنجي من الاستغناء عن معظمها والتعاقد مع أخرى في الإنتقالات الشتوية، وإذا استمر الحال على ما هو عليه لن يكون مصير الازرق والابيص سوى الإقصاء المبكر من عصبة الأبطال، وتبوؤ مراتب متقهقرة في الدوري، ليهجر الجمهور أغلبيته مدرجات ابن بطوطة وتعود آلة الاتحاد للصفر كما بدأت، ويتلو لسان حال المتيمين بعشق الزرقا: سيذكرني قومي إذا جد جدهم …. وفي الليلة الظلماء يفتقد الشاوني وآخرون، وما الاستغناء عن بلقاسم والمرابط والتعاقد مع العجلاني ما هو إلا أعراض لسياسة كروية طنجاوية تخبط خبط شعواء.