نشرت جريدة النهار المغربية " مقالا" أو بالأحرى بيانا شديد اللهجة ضد الأمير مولاي هشام ابن عم الملك محمد السادس ، نفثت فيه سمومها ، على غرار حروبها الدونكيشوتية التي تحارب من خلالها طواحين الهواء. معلوم أن هذه الجريدة مقربة من المخابرات المغربية ، وهي الناطق بلسان حال جهاز الديستي المغربي ، رغم أنه لا تأثير لها داخل الأوساط المغربية ، فهي تبيع في أحسن أحوالها خمسة آلاف نسخة ، وهو تقريبا الرقم الذي توزعه يومية بالمجان على زوارها يوميا. لقد قالت جريدة النهار عن الأمير الأحمر ما لم يقله مالك في الخمر ، بل ووصلت بها الجرأة حد اتهامه ، بل والتطاول على سموه ، في مقال مطول تصدر صفحتها الأولى ليوم الاثنين 24 يناير الحالي . لقد عينت هذه الجريدة الصفراء المختصة في الجنس ، الأمير مولاي هشام ملكا على المغرب ، والصحافي المشاكس بوبكر الجامعي وزيره الأول ، مدعية أن هذا الثنائي يشكل خطرا على المغرب ، وأي خطر ؟؟؟ هل بمقال تحليلي يحدث الانقلاب ؟ أين هي حرية التعبير التي تتشدقون بها ؟ لقد سبق لهذه الجريدة أن خاضت حروبا ولعل من أهمها حربها ضد كاتب أكبر عمود بالمغرب ، رشيد نيني ، وخصصت له عمودا عنونته ب " الخط الأحمر" لكنها عوض انتقاده ترصدت أخطاء المطبعية الجاري بها العمل في كل صحافة الدنيا. الجريدة المذكورة زعمت أن للأمير الذي أصبح أخضرا بعد خوضه لغمار مشروع الطاققة المتجددة ، وعمت أن له طموحات سياسية ، علما أن خرجاته نادرة جدا . وحتى لقب الأمير يرفضه ولا يستغله ، فهو منذ زمن يوقع مقالاته باسم هشام العلوي ، لدرجة أن هشام المنظري حاول استغلال هذا ، مدعيا أنه الأمير مولاي هشام العلوي ، وهو اللقب الذي كان يدبج به بطاقات الزيارة التي كان يوزعها على كبار شخصيات العالم . لقد سبق لأحد المقربين من القصر الملكي أن أسر للصحافي علي لمرابط أن الملك محمد السادس لا يتضايق من النقد ، لكن محيطه من هم ملكيون أكثر من الملك نفسه ، وهي قاعدة تملقية محضة ، افتضح أمرها غير ما مرة . واتضح جليا أن جل إن لم نقل كل من كانوا يتملقون للملك الراحل الحسن الثاني ، تطاولوا على جلالته بعد وفاته . المخابرات إذن تحاول حشر نفسها بين الملك وابن عمه ، وتحاول من جديد قطع حبل الود بين وريث الحسن الثاني وبكر مولاي عبد الله ، مدعية بذلك أنها حارسة المعبد ، وأن خطرا ما يحيط بالقصر المغربي تحاول إبعاده ، عبر الإيقاع بين أبناء العم . لجريدة النهار أقول أنها تعلم مالذي يدخل بين العظم و الظفر نسبة للمثل المغربي الشائع ، لذلك ، كفى من هذه الحروب الخاوية التي لا تقدم ، بل و قد تؤخر.