قدم وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بن المختار، خلال ورشة وطنية نظمت اليوم الاثنين بالرباط، الحقيبة التربوية الخاصة بمقاربة التثقيف بالنظير والمهارات الحياتية، التي تم إعدادها بتعاون مع صندوق الأممالمتحدة للسكان بالمغرب. وقال بن لمختار، خلال هذه الورشة، إن الارتقاء بالعمل التربوي داخل المؤسسات التعليمية يجعل من التربية على قيم الديمقراطية والمواطنة الفاعلة وفضائل السلوك المدني، خيارا استراتيجيا من شأنه أن يساهم في تكوين شخصية الفرد في المجتمع باعتباره رافعة قوية للتنمية المستدامة.
وأوضح بن المختار، أن الوزارة تعمل على تنزيل هذا الخيار الاستراتيجي من خلال مقاربة تشاركية تنفتح على مختلف القطاعات والهيئات والمؤسسات وجمعيات المجتمع المدني، وذلك بهدف الحد من الظواهر المشينة التي أصبحت تنتشر بالمؤسسات التعليمية وبمحيطها.
وأكد أن هذه الحقيبة التربوية، التي تم إعدادها بتعاون مع صندوق الأممالمتحدة للسكان بالمغرب، تعتبر وثيقة أساسية من بين الوثائق المساهمة في تمكين المتعلمات والمتعلمين من اكتساب مجموعة من المهارات الحياتية بهدف توظيفها في حياتهم المدرسية والمجتمعية، داعيا كل الأطراف المعنية إلى مزيد من الالتفاف حول المدرسة المغربية، والمساهمة في بناء مواطن مسلح بالعلم والمعرفة محب لوطنه ومدافع عنه لكسب رهانات التربية.
وأضاف الوزير، من جهة ثانية، أن المدرسة المغربية تعد مجالا خصبا لزرع القيم الحضارية والوطنية والإنسانية ورعاية تجذرها رعاية مستمرة لكي تثمر سلوكات حضارية رفيعة تسهم في إحلال المملكة مكانة هامة بين الأمم، معربا عن أمل الوزارة في تطوير المنظومة التربوية التي من شأنها أن تساهم في الارتقاء بحياة الناشئة وجعلهم منفتحين على كافة أبعاد ومكونات محيطهم الاجتماعي.
من جانبه، ثمن ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان في المغرب، عبد الإله يعقوب، مجهودات الوزارة في مجال التربية الوطنية والتكوين المهني وحرصها على الالتزام بتعزيز مهارات الحياة وأنماط الحياة الصحية للمراهقين والشباب، موضحا أن "وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني عملت طوال الفترة الممتدة بين 2003 و2011 على تلبية احتياجات المراهقين والشباب في إطار البرنامج متعدد القطاعات "شباب من أجل الشباب".
وأكد يعقوب أن الاستثمار في الشباب من شأنه أن يحقق مكاسب كبرى للمغرب، مشددا على أنهم "لن يتمكنوا من تغيير المستقبل إلا إذا حصلوا على المهارات اللازمة، وتمتعوا بالصحة والقدرة على اتخاذ القرارات، والأخذ بالقرارات السليمة في حياتهم".
وسلط المسؤول الأممي، من ناحية أخرى، الضوء على دور تطوير حقيبة التكوين في مقاربة التثقيف بالنظير والمهارات الحياتية لتكون بمثابة مرجع لأي تدخل يستهدف المراهقين والشباب في المؤسسات التعليمية، مجددا التزام صندوق الأممالمتحدة للسكان بدعم تعزيز الإنجازات ورسملة التقدم، وذلك لضمان وتحسين حالة الشباب، لا سيما الفتيات منهم.
وتتماشى هذه الحقيبة، الموجهة إلى الأطر التربوية ومنشطي ومنشطات الأندية التربوية والذين سيتولون مهمة تكوين المثقفين النظراء، مع التوجهات العامة للوزارة في مجال المشاركة والتعبير والحصول على المعلومات والحماية، وغيرها من الحقوق.
وستساهم هذه الحقيبة، التي تم إنجازها باعتماد مقاربة حقوقية وتشاركية تنطلق من مبدأ التثقيف بالنظير والمهارات الحياتية، في إكساب المتعلمين الكفايات والقيم التي تؤهلهم للاندماج الفاعل في الحياة وترجمة الاختيارات إلى ممارسة ملموسة لا سيما في العلاقة مع اتخاذ المبادرات الهادفة والبناءة.
كما ستساهم في إغناء أنشطة النوادي المدرسية وإعطائها دفعة جديدة باعتبارها فضاءات لتنمية الميول والمواهب وترسيخ السلوك المدني القويم، وإذكاء روح التعلم التعاوني والعمل الجماعي ومعالجة ظواهر الاختلال والانحراف وتنمية مهارات التواصل وقيم الحوار وتبادل الأخذ والعطاء.
وتتضمن هذه الحقيبة الدليل المرجعي والعملي لتكوين مكوني المثقفين النظراء والدليل العملي لتكوين المثقفين النظراء والدليل العملي لتدخلات المثقف النظير وبطاقات تربوية، إلى جانب أنها تتناول مجموعة من المصوغات الموضوعاتية في مقاربة التثقيف بالنظير حول الصحة الإنجابية والتعفنات المنقولة جنسيا والمواطنة وحقوق الإنسان ومصوغات حول العنف والعنف المبني على النوع الاجتماعي وآفة المخدرات، وكذا مصوغات حول مناهج وآليات اشتغال المثقف بالنظير.
وعرفت أشغال هذه الورشة، التي تم تنظيمها في إطار برنامج التعاون المشترك المنسجمة أهدافه والرؤية الاستراتيجية للإصلاح التربوي 2015 - 2030 بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني وصندوق الأممالمتحدة للسكان بالمغرب، حضور ممثلين عن القطاعات الحكومية والمنظمات الدولية والمثقفين النظراء ومنظمات المجتمع المدني الفاعلة في مجال المواطنة وحقوق الإنسان، إلى جانب منشطي الأندية التربوية بالمؤسسات التعليمية.