ذكرت مصادر مقربة من التحقيق الذي يجري مع مجموعة من رؤساء الجماعات والمستشارين الجماعيين والموظفين بأكادير، على خلفية البناء العشوائي، أن التحقيق مع هؤلاء مر في أجواء متوترة، حيث تم الاستماع إلى بعضهم لما يقارب 12 ساعة، في حين تم الاستماع إلى عضو مجلس عمالة أكادير لما يقارب ست ساعات وهم التحقيق معه بالأساس الأراضي التي قام ببيعها بمنطقة تما ونزا، والتي توجد داخل الرسم العقاري التابع لشركة الهندسة السياحية «لاسميت». وأضافت المصادر ذاتها أن الاستماع تم بشكل مكثف ودون انقطاع باستثناء فترات قصيرة، ثم تتم معاودة الاستماع إلى الشخص المتهم. وقد تمت مواجهة المستجوبين بمجموعة من الحقائق والوقائع التي تخص حياتهم الشخصية كذكر بعض الأماكن التي يقضون فيها فترة اللهو وغيرها من التفاصيل، كما تمت مواجهتهم بمصادر ثرواتهم ومسار حياتهم منذ ولادتهم إلى الآن بشكل جد مفصل. وذكر البعض ممن تم الاستماع إليهم أن عناصر الأمن الذين وكلت لهم مهمة البحث التمهيدي مع المتهمين، أغلبهم من الشباب التابعين للفرقة الوطنية للأمن الوطني بالدار البيضاء. الأجواء التي تم فيها التحقيق والدقة التي اتسم بها أوحت لكثير من المتهمين بأن ما ينتظرهم سيكون أسوء من المتوقع، خاصة بعد أن تمت مواجهة بعضهم حتى بأماكن تناولهم لبعض الوجبات الغذائية وغيرها من التفاصيل، بل إن بعضهم تمت مواجهته ببعض الفضائح الأخلاقية التي سبق أن تورط فيها، مما يؤشر على أن ملفات دقيقة تم تكوينها للمتهمين من طرف أجهزة متخصصة. كما شمل التحقيق الانتماء السياسي للمتابعين وما إن كانوا يشكلون تيار المعارضة داخل أحزابهم أم تيار المؤيدين، وغيرها من التدقيقات المرتبطة بموقعهم داخل أحزابهم، كما طلب من المتهمين عدم إغلاق هواتفهم والبقاء رهن إشارة الشرطة من أجل المثول أمامها فور المناداة عليهم. وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر مقربة من جماعة أورير أن حالة من الهلع تسود في صفوف الموظفين جراء التطورات الأخيرة التي عرفها الملف، كما أن رئيس المصلحة التقنية بالجماعة ذاتها يستعد لتقديم استقالته من مهامه على خلفية الأحداث الأخيرة. نيران البناء العشوائي، حسب العديد من المتتبعين لتطورات الوضع، لن تقف عند المستشارين ورؤساء الجماعات وأعوان السلطة وبعض المسؤولين الأمنيين، بل قد تصل إلى فئات وشرائح اجتماعية أخرى ممن تورطوا في البناء العشوائي، حيث يتم تداول إمكانية استدعاء بعض الأطباء والأطر والأعيان، الذين كانوا قد قاموا ببناءات عشوائية في مناطق مختلفة من أكادير، خاصة في السواحل الشمالية للمدينة.