اندلعت حرائق مهولة بإحدى الغابات التابعة لمنطقة مسكينة والمحادية للجماعتين القرويتين أمسكروض وإضمين (حوالي 45 كيلومتر شمال أكادير المركز) . وتجهل إلى حد الآن أسباب هذه الحرائق التي بدأت شراراتها الأولى ،حوالي الساعة الثامنة مساء من ليلة السبت الأحد الماضية ،والتي أتت على الأخضر واليابس على مساحة كبيرة تزيد عن 160 هكتار ،في الغابة المسماة محليا بتكانت إضمين بزاويتي أكني وتغانمين ،المعروفة بانتشار كثيف لأشجار الأركان والزيتون البري والخروب .واستغرق الحريق ساعات قبل أن تتدخل السلطات المحلية التي جندت أعدادا كثيرة من ساكنة الدواوير المجاورة بالخصوص الذين قاموا بمساعدة رجال المطافيء والوقاية المدنية والدرك الملكي الذين حاولوا التدخل أرضيا لكنهم اصطدموا بالواقع الجغرافي التضارسي الصعب الذي حال دون توغلهم إلى الأماكن التي شب فيها الحريق مما حدى برجال الدرك الملكي إلى الاستعانة بطائرات الهيلوكوبتر منذ صباح يوم الأحد لتطويق مكان الحريق والتمكن بعد "المواجهة "من وضع حد لا جتياح النيران التي "ابتلعت" عددا كبيرا من أشجار الأركان والنباتات ذات الأهمية الإيكولوجية والإنتاجية على غرار نبتة الزعيترة "تازوكنيت" التي ترمز إلى مكانة وجودة العسل المحلي الذي يلقى إقبالا منقطع النظير في الفترة الصيفية من كل سنة . الانتشار السريع "لأمواج" النيران هذه،ساعد فيه وبشكل كبير ارتفاع درجة الحرارة وهبوب بعض الرياح القوية بالمنطقة وتأخر السلطات وباقي المتدخلين من الالتحاق بالمنطقة ،بسبب صعوبة المنافذ ووعورة المسالك إضافة إلى التأخير في التبليغ لأسباب تواصلية ،دون إغفال توقيت بداية الاندلاع (الفترة الليلية) هذا الحريق المهول أعاد إلى الأذهان نظيره الذي أتى منذ حوالي أربع سنوات على عدد كبير من الهكتارات بمنطقة توكروا التابعة للجماعة القروية لإيموزار والأخير الذي عرفته منطقة تامكونسي بالجماعة القروية لتقي نهاية شهر مارس من السنة الماضية والأخير الذي خلف خسائر جسيمة بجبال أقصري بعد أشهر قليلة من ذالك ،هذه الحرائق خلفت خسائر كبيرة جدا من الثروة الغابوية خاصة من الأشجار المثمرة التي تعتبر مصدر الرزق الأول للساكنة بالمنطقة والمكون الأساسي للنظام الإيكولوجي . فمزيدا من الحذر ومن اليقظة لتفادي مثل هذه الكوارث الطبيعية التي لها تأثير سلبي مباشر على التنمية البشرية وعلى الثروة الغابوية التي تشكل جزءا من الحياة البشرية في مثل هذه المناطق ،بل تتعداه في أحايين كثيرة لتصبح هي الحياة بعينها.