بعيدا عن ضوضاء المدينة، والفوضى والدخان ... نرحل بكم إلى حيث الفطور كسرة خبز، وكأس شاي معطر بنسيم الصباح...، هناك حيث تنبع الضحكة من القلب، وتنساب الابتسامة، و تفوح رائحة التراب...، هناك حيث يسمعك الراعي صوت الناي الحزين، ويخاطبك الشيخ بحكمة عالم رزين، ويرقص البرد بالأجساد في كل حين، وتذوب الفوارق بين الساكنين، ويعيش الناس امينين.. هناك حيث تقسوا الظروف والسنين .. بنى الأجداد مباني تقف في شموخ غريب... إنها المخازن الجماعية أو سحر إكودار الرحلة إليها هي بمثابة نبش في الذاكرة، و قراءة لملامح نخرتها السنين، واستقراء لما تناثر من رماد الأمل، في عيون لا تعرف لغة الدموع، بل هو سحر من نوع خاص، وانعكاس لواقع لا يعرفه الناس، بل هو سفر لاستكشاف أرض عنوانها البساطة والجمال ... لعل اقدام روبير مونتاني لازالت شاهدة على سحر المكان عندما انبهر بقوة المكان و سقط في عشق اكادير اكونكا حيث ارخ لتحفة معمارية اية في الجمال و نبش في اغوار الالواح و فك طلاسيمها فكانت كنوزا في التشريع و التعايش و قهر الطبيعة و ترويضها رغم قساوة الزمان, ايكودار ستظل ذالك الكتاب المفتوح ينها منها الصغير و الكبير يزورها العالم و السائح و الطالب و الاجير , لكل عشقه الخاص و لكل انجدابه المتفرد لكن ستظل تلك الجدران شاهدة على عظمة و عبقرية الانسان الامازيغي لكن الى متى هذا الجحود و النكران ؟ متى سننفظ الغبار و نعيد الاعتبار لتراث هو جزء منا لكنه لبني الانسان.