في اطار أنشطتها النضالية، نظمت جمعية تيماتارين أشتوكن يوما ثقافيا إشعاعيا يوم السبت 18 شتنبر بالمركب الثقافي الرايس سعيد أشتوك بمدينة بيوكرى، تخللنه مجموعة من الأنشطة وازاها معرض للكتاب الأمازيغي بمختلف تجلياته. البداية كانت في الفترة الصباحية مع افتتاح المعرض الموازي الذي تضمن عدد هائلا من الكتب ذات الصلة بالحراك الأمازيغي على مدى نصف قرن. الكتب التي تعددت ألوانها و تصنيفاتها بين التاريخية و الأدبية و العلمية علاوة عن البحوث الجامعية.. بالموازاة مع المعرض كان ضيوف الجمعية في موعد مع ورشة حول حرف تيفيناغ أطرها الأستاذ خالد أوبلا( عضو مؤسس لجمعية تيليلي ن أودرار – حاصل على الاجازة في الدراسات الألمانية – طالب بمسلك الدراسات الأمازيغية ). دامت الورشة لما يقارب 3 ساعات تميزت بنقاش مستفيض و مداخلات وازنة لمجموعة من الطلبة المجازين في الدراسات الأمازيغية بجامعة ابن زهر بأكادير ما لاقى تجاوبا كبيرا من طرف المستفيدين من الورشة. و كختام لفعاليات الفترة الصباحية استمع الحاضرون لمجموعة من الإبداعات الشعرية الأمازيغية لأحد الشعراء الشباب بالمنطقة. في الفترة المسائية تواصل المعرض الذي لقي إقبالا لافتا مع جلسة نظرية فكرية من تأطير الأستاذ عبد الرحيم ادوصالح ( خريج الحركة الثقافية الأمازيغية بمراكش – رئيس جمعية تمازغا ) حول موضوع : “الخطاب الهوياتي الأمازيغي و أزمة الوعي بالذات”. ابتدأها المحاضر بالحديث عن أزمة الهوية ب”المغرب” و السياق التاريخي الذي ولدها المرتبط أساسا بفترة الاستقلال الشكلي و غياب مفهوم السلطة السياسية و كدا البون الشاسع الحاصل بين الثقافة المكتسبة (المحيط) و الثقافة المرتبطة بمؤسسات الدولة (المدرسة كنموذج) ما ولد لدا الإنسان الشمال-إفريقي أزمة هوياتية تتلخص في البحث عن إجابة شافية للسؤال الفلسفي : من أكون؟. انتقل المحاضر للحديث عن موضوع ذو صلة تناول فيه الحيثيات التاريخية لظهور خطاب الحركة الثقافية الأمازيغية كخطاب تنويري تحرري احتجاجي سلمي، و كخطاب بديل لتجاوز الأزمة الهوياتية الذي اصطدم بخطاب أحادي يقوم على ثنائية العروبة و الإسلام، تجلى هدا الاصطدام واضحا في تضييق الخناق على الحركيين الأمازيغ و اعتقال المناضل المفكر علي صدقي أزايكو.. و تلفيق مجموعة من التهم للحركة الأمازيغية ككونها امتداد للظهير البربري و العمالة للأجانب.. بعدها قدمت الكلمة للحضور من خلال مداخلاتهم التي صبت كلها في كنه الموضوع كتزكية لطرح الأستاذ المحاضر و كإضافات..