يوجد محمد الإدريسي كاميلي، المدير الفني للموقع الإخباري المغربي الناطق بالفرنسية "لوديسك"، رهن الاعتقال منذ بداية الأسبوع في مدينة شفشاون بشمال المغرب، على خلفية تعاونه في وقت سابق مع قناة "كنال بلوس" التلفزيونية الفرنسية، لإنجاز تحقيق حول القنب الهندي في المملكة. ولم تعرف حتى الآن التهم الموجهة للإدريسي. اعتقلت السلطات المغربية محمد الإدريسي كاميلي، وهو المدير الفني لموقع "لوديسك" الإخباري المغربي الذي يديره الصحافي علي عمار، الاثنين عقب تعاونه مع قناة "كنال بلوس" الفرنسية في إنجاز وثائقي تلفزيوني عن تجارة القنب الهندي في المغرب. وعكس ما أفادت به يومية "لوموند" الفرنسية على أن الإدريسي اعتقل من مقر الموقع بالدار البيضاء، أوضح مصدر صحفي مغربي، فضل عدم ذكر اسمه، لفرانس24 أن الإدريسي توجه إلى مركز الدرك بعد أن حضرت عناصره لبيته للبحث عنه في غيابه، فتم اعتقاله قبل أن يقتاد إلى مدينة شفشاون حيث تم استجوابه ووضعه قيد الاعتقال الاحتياطي. وقال نفس المصدر إن الإدريسي "قضى 48 ساعة قيد الاعتقال الاحتياطي قبل أن يعرض على قاضي التحقيق في شفشاون الذي أمر بإبقائه رهن الحبس "لمواصلة التحقيق معه، كما أكد أن التهم الموجهة إليه لم تعرف بعد، ومن المرتقب أن يتسلم محاميه ملفه اليوم للاطلاع أكثر على حيثيات القضية". عمار يعبر عن "قلقه لاعتقال" الإدريسي عبر مدير الموقع "لوديسك" علي عمار، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، عن "قلقه لاعتقال زميله، موضحا أن الإدريسي "لم يقم سوى بعمله، ولم يشارك في التصوير أو المونتاج أو الإخراج، بل عمل كمسهل لعمل فريق البرنامج، ولم يكن موجودا في مكان التصوير"، كما نشر الموقع الإخباري بيانا يوضح في حيثيات اعتقال الإدريسي ويؤكد تضامنه معه. ولم يصدر من النقابة الوطنية للصحافة المغربية، التي تدافع عن الصحافيين المغاربة أي قرار بخصوص هذه القضية. ونددت منظمة مراسلون بلا حدود في بداية آذار/مارس ب"التضييق المستمر على الصحافة المستقلة في المغرب"، مؤكدة أن المسؤولين المغاربة يمارسون "ضغوطا على الصحافة لضمان عدم تغطية المواضيع "الحساسة" بحرية واستقلالية". وصنفت المنظمة المغرب في المرتبة 136 بين 197 دولة من حيث احترام حرية الإعلام. "في ممالك الحشيش" بثت القناة الفرنسية "كنال بلوس" الخاصة في 18 تشرين الثاني/نوفمبر تحقيقا بعنوان "في ممالك الحشيش" يتحدث عن إنتاج وتهريب القنب الهندي المغربي من شمال المغرب، وكشفت "تورط" الشرطة والدرك وخفر السواحل في رشى لتسهيل عبور هذه المادة نحو القارة الأوروبية. وقال مارك بيردوغو، صاحب شركة "مانييتو برس" التي أنتجت الوثائقي لصالح "كنال بلوس" لوكالة الأنباء الفرنسية أن الإدريسي "لم يكن يعلم بمحتوى الفيلم وما نقوم بتصويره، فقط أمدنا برقم أحد المزارعين". ويبقى المغرب رغم انخفاض المساحات المزروعة بنسبة 65 في المئة خلال السنوات العشر الأخيرة من أبرز منتجي القنب الهندي، ويبلغ الإنتاج السنوي حسب تقديرات التقرير السنوي للمكتب الأمريكي الخاص بتتبع مكافحة المخدرات في العالم، ألفي طن سنويا، منها 1500 طن موجهة إلى دول الاتحاد الأوروبي.