المختار الغربي شرعت حافلات النقل الحضري بطنجة، التابعة لمجموعة رويش الاسبانية، في تقديم خدماتها عام2000 . حينذاك شكل هذا الحدث أملا لساكنة المدينة ، الذين مروا بفترات عصيبة ومعاناة عميقة مع الشركة السابقة، التي كانت تعمل تحت حماية بعض الأشخاص النافذين، وبرعاية وزير كان يقال عنه القوى، خارج أي ضوابط أمنية أو قانونية . كان سكان طنجة يعتقدون أن مجرد دخول شركة أجنبية للعمل في هذا القطاع، سيكون مرادفا للجودة والجدية، ولكن في الواقع سارت الأمور كما كانت، بل وأسوأ. بعد افتضاح طرق التدبير لهذه الشركة، اتضح لمستعملي حافلاتها أنها واعية بأنها تعمل في المغرب، بمعني أن أمورنا تسير وفق برنامج اختلالات وكأنها قاعدة، ومن الطبيعي أن تجرفها تلك الاختلالات مع تياراتها المجنونة. آلاف الطنجاويين، الذين يستعملون يوميا تلك الحافلات المتهالكة، مجبرون عل ركوبها، رغم معايشتهم المستمرة مع حالات مخجلة ومتخلفة بسبب حالتها السيئة. في أغلب الحالات، خلال فصل الشتاء، ليس هناك من مفر لاستعمال المظلات داخل بعض الحافلات لتجنب خيوط المطر التي تتسرب من خارجها، كما أن كل جهاتها مفتوحة للتيارات الهوائية الباردة، من الأبواب والنوافذ المكسورة، إضافة إلي امتلائها بالماء من الداخل. في فصل الصيف، جحيم آخر، حيث يمكن تحمل الحرارة الطبيعية مهما كانت درجتها، ولا يمكن تحملها داخل الحافلات، إضافة إلي حرارة المحركات التي تنفثها كاللهب، والمثبتة في مؤخرتها. قبل عدة أسابيع، تفاجأ مستعملو أحد خطوط هذه الحافلات بمنظر مرعب، قطعة حجر كبيرة داخل إحدى الحافلات، وضعت لسد ما يشبه حفرة.. سيكون من الجنون وثمرة للخيال الخصب، التحدث عما يمكن تسميته تكنولوجيا , في هذه المسماة حافلات أو سائقيها أو أوقات انطلاقها ووصولها التي لا تحترم، بل وغير معمول بها.