إثر التدخل الطارئ للجامعة الوطنية لجمعيات المستهلك بالدارالبيضاء، وفرعها الجهوي بإقليمالجديدة، لدى السلطات المعنية والمختصة مركزيا وجهويا وإقليميا، شرعت المصالح البيطرية التابعة للمكتب الوطني لحماية السلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA)، ابتداء من أمس الجمعة 28 يونيو 2019 في تلقيح قطعان الأغنام بتراب إقليمسيدي بنور، بعد أن شل "فيروس" 1000 منها، وأقعدها دون حركة على الأرض، وقتل منها حوالي 40 رأس غنم. هذا، ورفع "كساب" بتراب جماعة "كريديد" بإقليم سسدي بنور، الأحد الماضي، شكاية إلى الكاتب العام للجامعة الوطنية لجمعيات المستهلك بالدارالبيضاء، أطلعه من خلالها على كونه يملك بمعية "كسابة" آخرين، 3000 رأس غنم، أتوا بها، حسب مصادر الجريدة، من "اليوسفية"، التي كانوا حلوا بها في وقت سابق، وأن "فيروسا" أصاب 1000 منها، شل حركتها وقتل منها زهاء 40، وأنه اتصل بالمصالح البيطرية المختصة، بعد أن أوصاه بذلك طبيب بيطري من القطاع الخاص. لكن المسؤولين لم يتدخلوا بالسرعة والنجاعة المطلوبتين، اللتين يحتمها الوضع "الفيروسي" المقلق. وقد تفاعل الكابت العام للجامعة الوطنية لجمعيات المستهلك بالدارالبيضاء، مع شكاية "الكساب" المتضرر، والتي أحالها لتوه على الجهات المعنية والمختصة ترابيا على الصعيد المركزي بالرباط، وعلى الصعيدين الجهوي والإقليمي بجهة الدارالبيضاء-سطات، وبإقليمالجديدة، في شخص رئيس جمعية حماية المستهلك/المستهلكين المتحدين بإقليمالجديدة، واللذين أفضت تدخلاتهما لدى "أونسا"، جراء التنسيق فيما بينهما، إلى توفير اللقاح اللازم لتلقيح قطعان الأغنام المصابة بتراب جماعة "كريدي" بإقليمسيدي بنور، وكذا، القطعان التي تحتمل إصابتها في الجماعات والدواوير المجاورة في منطقة دكالة.. على أن تنطلق حملة واسعة النطاق للتلقيح، الثلاثاء المقبل، تشمل حتى قطعان الأبقار. وبالمناسبة، وحسب الأعراض المرضية (les symptômes pathologiques)، فإن قطعان الأغنام التي ضربها "الفيروس" بإقليمسيدي بنور، أظهرت وجود حالات عرج عند الشياه، مع تسجيل حالات وفيات في صفوف الأغنام الصغيرة. إلى ذلك، وفي ظل التكتم الشديد الذي ضربته السلطات المعنية والمختصة مركزيا وجهويا وإقليميا ومحليا، ما يفتح للأسف الباب على مصراعيه للقيل والقال وللتأويلات، سيما بعد أن لم يتم إصدار أي بلاغ رسمي في الموضوع، سواء من "أونسا" أو وزارة الفلاحة، لتنوير الرأي العام، وطمأنة "الكسابة" ومربي الأغنام والمعز والأبقار.. فإنه من غير المستبعد أن يكون "الفيروس" الذي ضرب بقوة قطعان الأغنام في منطقة دكالة، هو "الحمى القلاعية"، خاصة أن مثل هذه الحالات قد سجلت سابقا في عدة جهات بالمغرب، منها جهة فاس – مكناس، والجهة الشرقية، وجهة الرباط – سلا – القنيطرة. إذ كشفت التحليلات المخبرية أن عثرة فيروس الحمى القلاعية التي أصابت بعض الأغنام والماعز (la fièvre aphteuse ovine)، هي نفسها تلك التي أصابت الأبقار (les bovins)، مطلع سنة 2019، أي فيروس "O/EA-3 (East Africa 3)"، والتي كانت دخلت إلى المغرب من الخارج، قادرة على أن تسبب وفيات في صفوف الأغنام والماعز حديثي الولادة. وقد تتزايد هذه الظاهرة نظرا للنمط التوسعي لتربية الماشية وتنقلها، ناهيك عن عوامل أخرى، من بينها بعض الأمراض المتعلقة بتربية الماشية (التسممات المعوية والأمراض الطفيلية)، وكذا، الظروف المناخية. ولعل من الأسباب المحتملة للفيروس، قطعان الأغنام التي جاء بها الرعاة الرحل، شهر ماي 2019، من الأقاليم الجنوبية، محملة بالآلاف على متن الشاحنات، إلى مناطق عبدة ودكالة وغيرها، والذين (الرعاة الرحل) عاتوا بالمناسبة خرابا في حقول ومحاصيل المواطنين، كما حدث مخؤرا بتراب جماعة "أحد البخاتي" بإقليمآسفي. وهو الوضع الذي لزمت بشأنه السلطاتن الحياد ودور المتفرج. وتجدر الإشارة إلى أن الدولة ستواصل تنزيل البرنامج الوطني لمحاربة الحمى القلاعية عند الأبقار، الذي وضعته، مند ظهور هذه العثرة الفيروسية الجديدة بالمغرب، خلال يناير 2019، وأنه تقرر توسيع إجراءات محاربة هذا المرض، لتشمل الأغنام والماعز، ابتداء من شهر يونيو الجاري، تاريخ التوصل باللقاح المناسب، لمحاربة هذا الفيروس. وتتمثل هذه الإجراءات خصوصا بتنفيذ: حملة تلقيح تذكيرية للأبقار ضد مرض الحمى القلاعية، بغاية تعزيز مناعتها؛ حملة تلقيح وقائية للأغنام والماعز ضد هذه العثرة. هذا، وسيستفيد مجانا من تلقيح ماشيتهم من طرف الأطباء البياطرة الخواص والمصالح البيطرية ل"أونسا"، المربون الذين يسجلون وفيات غير طبيعية في صفوف الأغنام والماعز، والذين هم مدعوون إلى الاتصال بأقربمصلحة بيطرية إقليمية تابعة ل"أونسا". إلى ذلك، وبالرجوع إلى "الفيروس" الذي ضرب قطعان الأغنام بتراب إقليمسيدي بنور، والذي ينتقل عن طريق العدوى، ليس إلى الإنسان، وإنما إلى قطعان الماشية، فتسود حالة استنفار لدى المتدخلين والسلطات المعنية والمختصة، صاحبها كتمان وتكتم شديدين، سيما أن المدير العام ل"أونسا" بالإدارة المركزية، أصدر تعليماته للمسؤولين لدى "أونسا" بإقليمسيدي بنور، بعدم إعطاء أية معلومة للصحافة ورجال الإعلام، كما أن الإدارة المركزية لم تصدر أي بلاغ رسمي في الموضوع، رغم تدخل عامل إقليمسيدي بنور، الذي طلب بذلك، لتنوير الرأي العام وطمأنة المربين و"الكسابة". وهذا ما وقفت عليه الجريدة بالرجوع، في حدود الساعة الواحدة و30 دقيقة من ظهر اليوم السبت 29 يونيو 2019، إلى البوابة الإلكترونية ل"أونسا" (www.onssa.gov.ma)، والتي يعود فيها آخر بلاغ صحفي نشرته تحت عدد: 14/2019، حول "تشخيص الأغنام"، إلى الثلاثاء 25 يونيو 2019. كما تعذر على الجريدة ربط الاتصال بالمسؤول الجهوي ل"أونسا" بالدارالبيضاء، على هاتفه النقال.