استقبل مركز الطب الشرعي «الرحمة» بالدارالبيضاء، خلال سنة 2012، ألفا وتسعمائة (1900) جثة أحالتها عليه النيابة العامة من أجل تشريحها لمعرفة أسباب وفاتها، بينما شرّح معهد الطب الشرعي «ابن رشد» 804 جثة من أصل 2483 وردت عليه من طرف المستشفيات التابعة لمركز الاستشفائي الجامعي «ابن رشد». وكشفت الطبيبة الشرعية فريدة بوشتة، رئيسة مركز «الرحمة» المركز التابع لمجلس مدينة الدارالبيضاء، أن ثلث الجثث التي أحيلت على المستودع نتج عن «موت طبيعية»، بينما الثلثان الآخران يتعلقان بحوادث السير وحوادث الشغل. وارتفعت حصيلة هذه السنة بحوالي 200 جثة مقارنة مع سنة 2011، حيث سجل خلالها مستودع الرحمة 1700 تشريحا، لكن رئيسة المركز عزت هذا «الارتفاع» إلى التوسع الديمغرافي وتزايد الحالات الواردة من خارج الدارالبيضاء. الطبيبة الشرعية لاحظت، خلال هذه السنة، انخفاضا في أعداد جثث الأطفال والأجنة المتخلى عنهم، حيث قالت إن هذه الحالات قليلة جدا، مقارنة مع السنة الماضية التي سجلت فيها 100 جثة رضيع. لكن في مقابل ذلك، أشارت بوشتة، ، إلى «تصاعد» حالات حوادث السير الناتجة عن السكر، وأيضا حالات القتل في أوساط الأقارب بسبب نزاعات «بسيطة».
من جهة أخرى، قام معهد الطب الشرعي ابن رشد، خلال السنة التي ودعناها أمس، بتشريح 713 جثة أحيلت عليه من مختلف المستشفيات التابعة للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء (مستشفى ابن رشد، مستشفى 20 غشت ومستشفى الأطفال عبد الرحيم الهاروشي).
وقال هشام بنيعيش، رئيس قسم الطب الشرعي بهذا المركز الاستشفائي، إن المعهد استقبل 2483 جثة، منها 985 تخص أجنة نتجت عن الإجهاض التلقائي أو توفيت داخل الأرحام، وردت على مستودع الطب الشرعي من طرف أقسام الولادة بمستشفيات العاصمة الاقتصادية للمملكة، فيما الحالات الأخرى تتعلق بحوادث سير وحوادث العمل.
وأضاف أن المعهد يستقبل أيضا الجثث التي تحال عليه من طرف النيابة العامة بمدن أخرى، خارج الدارالبيضاء، حيث أشار إلى أنه شرّح 91 جثة قدم معظمها من مدن العيون والداخلة وتطوان وأزيلال وسطات وفاس والقصر الكبير والمحمدية.
إلى جانب تشريح الجثث، للكشف عن أسباب وفاتها، أوضح بنيعيش أن دور معهد الطب الشرعي يتمثل أيضا في تسليم الشواهد الطبية الشرعية، خاصة فيما يتعلق بحوادث السير وحوادث الشغل.
وفي هذا الصدد، قال رئيس قسم الطب الشرعي ابن رشد إن مصلحته سلمت السنة المنصرمة 10290 شهادة طبية شرعية تتعلق بحوادث السير ومختلف الاعتداءات، إضافة إلى 2336 شهادة طبية شرعية في إطار حوادث الشغل.
المتحدث نفسه أفاد أيضا أن خلية التكفل بالأطفال والنساء ضحايا العنف، التابعة للمعهد ذاته، استقبلت 405 حالة طفل قاصر تعرض أغلبيتهم الساحقة لاعتداءات جنسية. بينما استقبلت الخلية نفسها 385 امرأة معنفة، تعرضت لاعتداءات جنسية وعنف زوجي.