اختار عبد اللطيف وهبي عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة الذي يقود فريقه النيابي، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية قبل قليل بالمؤتمر الجهوي للحزب بجهة سوس ماسة درعة، الابتعاد عن سياسة مواجهة الحزب الحاكم، الغريم السياسي، حزب العدالة والتنمية على غير عادته. وقال عبد اللطيف وهبي، في معرض كلمته أن المؤتمر الجهوي لحزب "الجرار"، ينعقد تحت شعار:" الديمقراطية الداخلية خيار أساسي لبناء حزب قوي"، أن حزبهم الذي " سيضطلع مستقبلا بالمهام التاريخية العظمى، لا يمكن أن يقوم بها إلا إذا كان ديمقراطيا، منظما، وخلاقا في مساهماته ويسمح للنخب السياسية في تقلد المناصب القيادية ومنحها الفرصة للتكوين والدفع بها إلى الأمام لخلق المبادرة".
وتابع رئيس الفريق النيابي للحزب قوله:" لن نكون الحزب البديل المساهم في ترسيخ الديمقراطية إذا لم تكن الديمقراطية داخله من المبادئ الأساسية والمسلم بها، فالحزب قبل أن يكون أداة سياسية قويمة بمكوناتها البشرية والتنظيمية من أجل بناء الدولة الديمقراطية وذلك بالوصول إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع والانتخابات الشفافة والنزيهة عليه أن يكون النموذج، كما يجب أن يكون مناضليه ديمقراطيين قناعة وممارسة".
وفي محاولة من وهبي، الذي طاردته لعنة"الشلح مول الزريعة" التي قالها بإحدى الجلسات بالبرلمان، رد الاعتبار للأمازيغية والأمازبغ وهو يتواجد بينهم، وبالجهة التي انتخب نائبا برلمانيا بها قال:" إن حزبنا دعا داخل المؤسسة البرلمانية إلى احترام الحق في الرأي واللغة، خاصة الأمازيغية التي همشت لسنوات طوال والتي نرفض مطلقا أن تكون موضوع مزايدات سياسية لأنها قضية وطن وقضية شعب بأكمله، إنها تاريخنا المشترك ومستقبلنا المنير".
وتابع حديثه عن اللغة الأمازيغية بقوله أن رد الاعتبار إليها كلغة وطنية ليس "إنجازا سياسيا من طرف أية جهة كانت بل هو حق أساسي يستند عليه الوجود الحقيقي لتاريخ هذا الشعب" قبل أن يردف قائلا:" فلا ديمقراطية حقيقية بدون أمازيغية وأمازيغ، لأن الأمازغيين هم المغاربة كلهم، ولأن المغاربة لا يمكنهم أن يعلنوا أنهم يعيشون في ظل نظام ديمقراطي وتعددي، إلا إذا كانت الأمازيغية لها نفس موقع اللغات الأخرى فليس من شيمنا كحزب عتيد أن نتنكر لتاريخ شعبنا ومكوناته الأساسية".