لا يزال قطاع غزة تحت النار الإسرائيلية وسط تسريبات حول إمكانية التوصل إلى تهدئة. ونقلت صحيفة « يديعوت أحرونوت » أمس الأربعاء، عن مسؤول إسرائيلي كبير القول إن هناك اتصالات لوقف إطلاق النار يمكن أن تأتي بنتيجة ». وأضاف: « في حال لم تحدث نتيجة، يمكن أن يزداد الوضع سوءا ». يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه سرايا القدس، وألوية الناصر صلاح الدين، وكتائب شهداء الأقصى/ لواء العامودي، وكتائب المجاهدين، عن المسؤولية المشتركة عن قصف بلدات عسقلان و »سديروت » بعشرات الرشقات الصاروخية. وقالت الأجنحة في بيان مشترك: « في اليوم الثاني لمعركة (صيحة الفجر) البطولية تمكنت فصائل المقاومة، من قصف مدينة عسقلان ومغتصبة سديروت بعشرات الرشقات الصاروخية ». وأكدت «أن هذه الرشقات الصاروخية المباركة لتؤكد على لحمة وصلابة فصائل المقاومة في ميدان المواجهة مع الاحتلال الذي حاول الاستفراد بسرايا القدس » . وقالت: إن «المهمة الجهادية تأتي ضمن معركة (صيحة الفجر) التي أطلقتها المقاومة للرد على جرائم الاحتلال ضد الأهل في قطاع غزة، ورداً على عملية اغتيال القائد الكبير بهاء أبو العطا، ومحاولة اغتيال القائد أكرم العجوري في دمشق، لنؤكد على مواصلة خيار المقاومة والجهاد حتى تحرير كامل تراب فلسطين». إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الأربعاء، أن 26 شخصا استشهدوا، فيما أصيب 85 آخرون، جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة. وقالت وزارة الصحة في غزة إن فلسطينيين استشهدا في غارة جوية إسرائيلية استهدفتهما في مدينة رفح جنوبي القطاع، ليرتفع عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا ،الأربعاء، جراء التصعيد العسكري الإسرائيلي إلى 16 فلسطينيا. وأشارت إلى ارتفاع عدد الإصابات جراء الغارات الإسرائيلية، منذ فجر أمس، من 71 جريحا إلى 85، بعد إصابة 14 فلسطينيا بقصف أهداف متفرقة في الساعات الأخيرة. غير أن سرايا القدس تؤكد أن الخسائر أكثر بكثير. وقال المتحدث باسمها إنها «تتحدى بنيامين نتنياهو وفريقه الأمني الذي تباهى متفاخراً باغتيال الشهيد القائد أبو العطا أن يمتلك الجرأة ليسمح لرقابته العسكرية بالكشف عن أسماء وصور القواعد العسكرية والإستراتيجية التي وصلت إليها نيران وحداتنا الصاروخية». وأضاف المتحدث «وصلنا باستهدافاتنا إلى قلب الكيان التي لو أفصح عنها العدو ستحول نتنياهو إلى أضحوكة ومهزلة في الشارع الصهيوني» .وتابع: «سرايا القدس تتحدى الرقابة العسكرية الصهيونية بالكشف عن الصور والفيديوهات التي تظهر حجم الدمار الذي لحق بالمصانع والمقار ومنازل المستوطنين في «غلاف غزة» والمدن المحتلة التي أصيبت بإصابات دقيقة" . وبما يشير إلى خسائر إسرائيلية أكبر مما هو معلن عنها، تهديدات مبطنة ل«الجهاد الإسلامي» أطلقها نتنياهو باغتيال زياد نخالة الأمين العام للجهاد وقادة آخرين، ما لم توقف إطلاق الصواريخ. ونقل موقع «روتر نت» العبري عن مصادر رسمية قولها إنه تم توجيه رسالة عاجلة ل«الجهاد الإسلامي» مفادها أنه «إذا استمر إطلاق الصواريخ، سوف نغتال الأمين العام زياد النخالة وقادة آخرين» . وقال نتنياهو إن حركة الجهاد أمامها خيار واحد، وهو وقف الهجمات الصاروخية، وإلا فإن إسرائيل ستواصل ضربها «بلا رحمة» . وكشف الجيش الإسرائيلي عن إرسال تعزيزات عسكرية وحشود إلى محيط قطاع غزة، ونشر منظومات أخرى من القبة الحديدية تحسبا لاستمرار إطلاق الصواريخ على منطقة تل أبيب. من جانبه حذر المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، من «ان التصعيد المستمر بين الجهاد الإسلامي وإسرائيل خطير جدا» . وأعرب عن قلقه «بشأن التصعيد المستمر والخطير بين الجهاد الإسلامي وإسرائيل، في أعقاب القتل المستهدف لأحد قادة الجهاد داخل غزة أمس» . واضاف: «أن الإطلاق العشوائي للصواريخ والهاون ضد المراكز السكانية أمر غير مقبول على الإطلاق، ويجب أن يتوقف على الفور، ولا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لأي هجمات ضد المدنيين» . واعتبر أن «ما يجري محاولة أخرى لتقويض الجهود الرامية إلى تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية القاسية في غزة ومنع نشوب صراع مدمر آخر». وأكد «أن الأممالمتحدة تعمل لتهدئة الوضع بشكل عاجل».