عبد اللطيف حموشي يتباحث مع المدير العام للشرطة الوطنية الإيطالية    العلمي يشارك بالقمة الكورية الإفريقية    أداء متباين في تداولات إغلاق البورصة    من هي كلوديا شينباوم العالمة الخجولة التي أصبحت أول رئيسة للمكسيك؟    رسميا.. كيليان مبابي ينضم إلى صفوف ريال مدريد    أزيد من 493 ألف مترشح لاجتياز امتحانات نيل شهادة البكالوريا    تعبئة 153 مليون درهم لإنشاء محطات متنقلة لتحلية مياه البحر بجهة الشمال    طقس الثلاثاء.. أمطار ورياح قوية بهذه المناطق    بنسعيد: رقم المعاملات المحقق خلال معرض الكتاب تجاوز 120 مليون درهم    مختصون يدعون بالرباط إلى تطوير بنية تحتية رقمية للاستفادة من الإمكانات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي    إحباط عملية كبرى للتهريب الدولي للمخدرات وحجز أزيد من 18 طنا من الحشيش    برلمانيون ينتقدون تخصيص الحكومة دعما بالملايير لفائدة "لارام" و"مكتب الكهرباء" ولقجع يوضح    الأمثال العامية بتطوان... (615)    بنك المغرب يصدر دليلا حول منصة مقارنة الأسعار وتواريخ القيمة    ريال مدريد يتعاقد رسميا مع النجم الفرنسي كيليان مبابي    رسميا.. تحديد موعد إجراء الجولة ال30 لحسم لقب البطولة    تتويج مغربي بالجائزة الكبرى للاتحاد الدولي للكراطي    استقالة الحكومة المصرية والسيسي يكلف مدبولي بتشكيل أخرى    الطرق السيارة تسجل رقم معاملات تجاوز مليار درهم    طواف المغرب للدراجات 2024.. الفرنسي داميان جيرارد يفوز بالمرحلة الرابعة    نتنياهو: مقترح بايدن بشأن غزة "ناقص"    المغرب يجني قرابة 32 مليار درهم من عائدات السياحة بالعملة الصعبة    اتهامات لبنموسى بتفصيل مباراة منصب مدير أكاديمية الرباط على مقاس محظوظ    رفض مناقشة حصيلة الوزراء يفجر ملاسنات بالبرلمان وسط تبادل الاتهام بخرق الدستور    الأنثربولوجيا التاريخية    عاجل .. كليات الطب والصيدلة تقرر تأجيل امتحانات الدورة الربيعية    لاعب المنتخب المصري يعترف بتعمده استفزاز حكيمي في كأس أمم أفريقيا    كاتالونيا تستكشف الاستثمار في المغرب    موسم طانطان.. 20 عاما من الصون والتنمية البشرية    مندوبية السجون تكشف حقيقة اتصال متهم في قضية "إسكوبار الصحراء"من السجن بمسؤولين "لمحاولة فرض سلطته عليهم"    أسعار النفط تنخفض عالميا وسط استمرار ارتفاع الأسعار في المغرب    منتخب زامبيا يشد الرحال صوب المملكة المغربية بعد غد الأربعاء تأهبا لمواجهة "أسود الأطلس"    وصفتها ب"الأجنبية".. تونس تمنع فنانة مغربية من المشاركة في تكريم "ذكرى"    الصناعة العسكرية بالمغرب.. خطوات متقدمة نحو الاستقلالية الاستراتيجية لتلبية مُتطلبات الأمن القومي    أمن باب سبتة يُلقي القبض على فرنسي مطلوب للإنتربول    من أصول مغربية.. وفاة وزير خارجية إسرائيل الأسبق دافيد ليفي عن 86 عاما    نايف أكرد يقترب من الإنضمام لعملاق إسبانيا    الجزيرة تفضح مؤامرة الجزائر ضد المغرب وتكذب ما يروجه إعلامها    وزان تحتضن الدورة الأولى من الأيام السينمائية    الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا يمنى بهزيمة في الانتخابات    محامو المغرب ينددون بعقوبات الاتحاد المصري ضد الشيبي ويعلنون تدويل الملف    المغرب يسعى لتحقيق اكتفائه الذاتي من الأسلحة بإحداث منطقتين للصناعات الدفاعية    "بوحمرون" يستمر في حصد الأرواح نواحي تنغير.. والحصيلة ترتفع إلى 7 وفيات    مجلس الحكومة يصادق على فتح اعتمادات إضافية لفائدة الميزانية العامة    أهمية صناعة السينما والمحتوى البصري بفعاليات اليوم الأول لمهرجان روتردام للفيلم العربي    جمع عام استثنائي بالدار البيضاء للغرفة الوطنية للمنتجين السينمائيين    الفنيدق: استعدادات مكثفة لإنجاح الموسم الصيفي    زلزال بقوة 5,9 درجات يضرب اليابان    إسرائيل توصي مواطنيها بعدم السفر لجزر المالديف    أفلام وحكام مهرجان "الرباط كوميدي" الخامس: مسابقة الأفلام الكوميدية القصيرة.    الأمثال العامية بتطوان... (613)    المغرب يسجل 47 إصابة جديدة ب"كوفيد"    جهة الرباط تتصدر إصابات "كورونا" الجديدة    توديع فوج حجاج إقليم تاوريرت المتوجهين إلى بيت الله الحرام    وصول أولى طلائع الحجاج المغاربة إلى المدينة المنورة يتقدمهم حجاج الأقاليم الجنوبية    4 فوائد صحية محتملة للقهوة "رغم أضرارها"    "العلم" تواكب عمل البعثة الطبية المغربية لتقريب خدماتها من الحجاج في مكة والمدينة    عامل المضيق الفنيدق يستقبل الحجاج المتوجهين للديار المقدسة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ازدواج القيم
نشر في فبراير يوم 29 - 08 - 2012

يدخل العالم بأكمله اليوم في نقاش عام حول القيم وعلاقتها بالواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي للمجتمعات. بحيث تدخل مسألة القيم ضمن المواضيع السيادية التي يمكن للأحزاب المتصارعة على الحكم أن تتقارع بشأنها في معاركها الانتخابية وفي فعلها السياسي، عبر لعبة المؤسسات السياسية التي تنتج السياسات العمومية المؤطرة لأنشطة الدولة والمجتمع.
في المغرب، وككل المواضيع المرتبطة بضرورة إحداث نقاش عام حولها، تبرز الازدواجية في التعاطي مع مسألة القيم. فالإسلاميون يعتبرون أن القيم الواردة من الغرب خطر على القيم الإسلامية التي يجب أن يحافظ عليها وأن يتم تحصينها من موجة العولمة التي ضربت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذاك بإحداث جبهة مقاومة وردع، ومقياس عام تتم من خلاله "غربلة" القيم التي يجب الحفاظ عليها والأخرى التي يجب محاربتها. هذا هو تصور الحركات الأصولية في المغرب لمسألة القيم التي لا يمكن النظر إليها إلا من زاوية التأويل الديني، وذلك عبر إطلاق إعلان الرباط حول ربيع القيم من قبل حركة التوحيد والإصلاح وبشراكة مع إحدى المجلات التابعة لحركة وهابية - سعودية ترفض الديمقراطية صراحة في منشوراتها التي عرضت في الندوة المنظمة بالرباط السبت الماضي.
تمثل الإسلاميين للقيم اليوم مخالف تماما لتمثل العلمانيين، فالقوى الإسلامية تربط أوتوماتيكيا بين مفهوم القيم ومفهوم الدين، أو أنهم دائما يلازمون المفهومين ليعبروا عن معنى واحد، وبذلك تجدهم في المحاورات والمداخلات والندوات يستعلمون مفهوم القيم ويحملونها حمولة إسلامية، وبالتالي، يصبح للقيم معنى أخلاقي بمثابة سلم تحدد به القيم الصالحة للمجتمع والأخرى التي أنتجتها العولمة وتعتبر دخيلة ويجب تحصين القيم الإسلامية منها.
الطرف الثاني هو الذي يؤمن بالقيم بمفهومها الشامل أو الكلياني، وهو السباق إلى موضوع تحولات القيم وتأثيراته على المجتمع والدولة، فيعطي معنى خاصا لمفهوم القيم، حتى صار مفهوما تتبناه الكثير من المؤسسات الدولاتية، ففي البحث الوطني حول القيم الذي أنجز ضمن مشروع تبنته الدولة - تقرير الخمسينية- والذي يركز في الأساس على أنه لا يمكن ربط القيم بتمثل موحد يحمل حمولة أخلاقية أو دينية معينة، بل إن مفهوم القيم بحسب هذا المنظور يتعداه إلى مجموعة من التمثلات الاجتماعية لمجموعة من الأراء والمعتقدات سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية.
فهل ستُفتح حرب جديدة حول القيم بعدما خاض العلمانيون والإسلاميون حروبا حول الهوية والحريات الفردية؟ المشكل المطروح هو أن القوى السياسية تدخل في الكثير من الأحيان في منطق المزايدات السياسية. الإسلامي يزايد على العلماني بالامتداد الشعبي والعلماني يزايد على الأول بدحض أطروحته وتبخيسها وتصويرها على أنها خطر على التجمع المدني.
النقاش حول القيم في المغرب كغيره من البلدان التي مستها رياح ما سمي ب"الربيع العربي"، أصبح اليوم ضرورة ملحة لخلق الوحدة الاجتماعية، بين أغلب مكونات المجتمع المغربي، وتجاوز الاختلافات الإثنية والسياسية والدينية التي توسع شروخ المجتمع. فالنقاش الذي مازال أغلب مكونات المجتمع المغربي يستبعدونه اليوم من التداول في الفضاء العام لا يمكن أن يكون إلا صحيا بالنظر إلى تجارب بعض المجتمعات العريقة التي خاضت نقاشات كبرى حسمت موضوع "القيم"، بل وأصبحت تدرجها ضمن سياساتها العامة لتحقيق نوع من الاستقرار أو ما يمكن التوافق على تسميته ب"الأمن القيمي". الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال، وعلى الرغم من وجود اختلافات بين الأديان، (مسيحيون، يهود، ومسلمون).. وبل وداخل الدين الواحد، البروتستانت أو الكاثوليك، إلا أن سياسات الدولة وتوجهات المجتمع تتفق على المبادئ الرأسمالية كأساس لتسيير الحياة العامة.
فمفهوم الفضاء العام، كفضاء للنقاش وتوحيد الرؤى عبر خلق نوع من الجدل البناء مازال لم يصل بعدُ إلى الثقافة السياسية المغربية، وهومفهوم مقرون بمفهوم الصراع واستعراض العضلات. وقراءة بسيطة لسلوك مختلف الشخصيات السياسية تظهر تلازم الفعل السياسي المغربي مع منطق القوة والصراع، فإلى متى سيبقى الحقل السياسي المغربي بعيدا عن منطق النقاش العام؟ ألم يحن الوقت بعد لفتح الحوار حول مفهوم القيم في السياق المغربي؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.