نص الحوار الصحفي الذي خص به السيد عزيز صالح النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية نيابة الفقيه بن صالح بوابة الفقيه بن صالح في البداية يسعد بوابة الفقيه بن صالح أولاين التي تهتم بجميع القضايا التي يعرفها إقليم الفقيه بن صالح وفي مقدمتها القضايا المتعلقة بالشأن التربوي، أن تحظى بهذا الحوار معكم نظرا لما يشكله هذا القطاع من تحديات ورهانات، وخاصة أننا نعيش الألفية الثالثة حيت كل المجتمعات تراهن على التعليم كمجال خصب وكبوابة مهمة لقاطرة التنمية. ولهذا فإن الهدف من هذا الحوار هو الانفتاح على مجموع القضايا التي يعرفها قطاع التربية والتكوين بالإقليم بصفة خاصة، ووضعية المنظومة التربوية بالمغرب بصفة عامة. وعليه لايفوتنا إلا أن نجدد لكم الشكر على سعة صدركم على هذا الحوار علما أن لكم مهام ومسؤوليات كثيرة. الفقيه بن صالح أولاين: في البداية السيد النائب، ماهي أهم الانجازات التي حققتها نيابة الفقيه بن صالح منذ أن توليتم الإشراف عليها، وخاصة أن النيابة لازالت فتية ؟ النائب الاقليمي: في البداية أتوجه لكم بالشكر الجزيل على اهتمامكم وتقديركم لجسامة الدور والمكانة التي يحتلها قطاع التعليم ضمن قاطرة التنمية. كما أتمنى لكم كل التوفيق في مهمتكم والنجاح لموقع بوابة الفقيه بن صالح أولاين كما أغتنم هذه الفرصة لأتقدم بالتهاني لكل المدرسات والمدرسين بمناسبة اليوم العالمي للمدرس الذي نحتفل به هذه السنة في ضل تحديات مترابطة ومتداخلة فيما بينها حيث تبقى المدرسة هي القادرة على بناء مجتمع بديل بمقوماته الضرورية في مجالات الحداثة السياسية والمساءلة والشفافية وسيادة القانون. أما الحديث عن الحصيلة بنيابة الفقيه بن صالح منذ إحداثها فيمكن تناوله في علاقته بما تحقق من خلال أجرأة تدابير البرنامج الاستعجالي. على مستوى تأهيل المؤسسات فقد تم تسريع وتيرة الإصلاح وتم تأهيل وترميم العديد من المؤسسات من بينها : السلك الابتدائي: - مدرسة أولا د سيدي شنان 1 – مدرسة الرجاء – مدرسة الزرقطوني – مدرسة القواسم (هذه المدارس كانت وضعيتها في موسم الأمطار للسنة الماضية لا توفر الجو الملائم للتدريس)– مدرسة الساقية الحمراء – مدرسة مولاي رشيد – جميع مدارس جماعة بني وكيل وجماعة بني شكدال (منها مدارس تم إبرام صفقة إصلاحها بتاريخ 16/09/2011 ) في طور الإصلاح – وهناك عدة مدارس أخرى تم إصلاحها ومدارس تم إبرام صفقات إصلاحها مثل مدرسة 06 نونبر ومدرسة ابن رشد ومدرسة العجانة ومدرسة ابن زيدون ومدرسة الإمام مالك ومدرسة القياس ... وبرنامج التأهيل برسم سنة 2011 سيستمر إلى نهاية السنة وستكون هذه الفترة وسنة 2012 مناسبة لتأهيل باقي المؤسسات. السلك الإعدادي: تم تأهيل إعدادية التغناري وإعدادية 02 مارس وإعدادية عبد المالك السعدي وتمت برمجة تأهيل إعدادية عمر بن الخطاب بالبرادية ويمكن القول أن الإعداديات بنيابة الفقيه بن صالح ستكون كلها في حالة جيدة. السلك التأهيلي: استفادت كل من ثانوية علال بن عبد الله وثانوية بئر أنزران وثانوية الخوارزمي من التأهيل (لم تنته الأشغال بعد لأنها تتزامن مع أوقات الدراسة مما يشكل بطئا في الأشغال) وهناك برمجة لتأهيل ثانوية الفارابي كما أن كل الداخليات وعددها أربعة استفادت من التأهيل وثانوية الحسن الأول كذلك... على مستوى تدبير الموارد البشرية، أعتقد أننا حققنا ما كنا نطمح إليه وهو تأسيس عمل تشاركي مع الشركاء الاجتماعيين يضمن تكافؤ الفرص والإنصاف وتحقيق التوازن بين الجماعات والمؤسسات من حيث توفير المدرسين وتدبير الحركات الانتقالية وتعيينات الخريجين الجدد. وعملنا أيضا على إتباع منهجية واضحة وشفافة من أجل توفير الموظفين العاملين بالنيابة رغم أن العدد لا زال قليلا بالنظر إلى جسامة الأعمال المطلوبة. وعلى مستوى المجال التربوي البيداغوجي فإن نيابة الفقيه بن صالح، رغم قلة مواردها البشرية أنجزت التكوينات الضرورية في وقتها وبنجاح كبير وأذكر على سبيل المثال التكوين في مجال بيداغوجيا الإدماج حيث كانت النيابة سباقة على المستوى الوطني إلى تكوين جميع أساتذة الإعدادي لمختلف المواد. كما أن الدعم الاجتماعي المتمثل في الرفع من عدد الممنوحين وتوزيع الكتب واللوازم المدرسية في إطار المبادرة الملكية "مليون محفظة" والنقل المدرسي ساهم في التخفيف من ظاهرة الهذر المدرسي. سأكتفي بهذا القدر بالنسبة لهذا السؤال وربما نتحدث عن إنجازات أخرى في أسئلتكم الموالية. الفقيه بن صالح أولاين: ارتباطا بالسؤال الأول هل تم توفير جميع المصالح الخاصة وخصوصا المتعلقة بالموارد البشرية، (مصلحة الحياة المدرسية، مصلحة محاربة الأمية، مصلحة التخطيط التربوي....) لتسهيل معالجة كل القضايا المتعلقة بالمؤسسات التابعة للنيابة؟ النائب الاقليمي: كما هو معلوم فقد أصدرت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة تادلة أزيلال مذكرة للترشيح لمناصب رؤساء المصالح خلال نهاية الموسم الدراسي السابق وتم انتقاء المترشحين وإجراء المقابلات وننتظر إعلان النتائج. منذ إحداث هذه النيابة عملنا على نهج منهجية عمل المجموعة للتغلب على كل الصعاب ونجحنا في مهمتنا ونتمنى أن يتم تعيين رؤساء المصالح في أقرب وقت. الفقيه بن صالح أولاين: يلاحظ أن انطلاقة هذا الموسم عرفت مجموعة من التعثرات ويرجع ذلك إلى الاكتظاظ والخصاص في الأطر التربوية في مجموعة من المؤسسات التعليمية.... هل هناك إستراتيجية واضحة لمعالجة هذه القضايا التي قد تكون لها انعكاسات سلبية على مستوى المر دودية وخاصة على مستوى تأمين الزمن المدرسي ؟ النائب الاقليمي: بالفعل هناك ظاهرة الاكتظاظ وخصوصا بسلكي الإعدادي والتأهيلي وهذا راجع إلى التأخر في بناء العديد من المؤسسات التعليمية. وحاليا يتم بناء إعدادية ابن الخطيب بالفقيه بن صالح وبلغت عملية البناء مرحلة جد متقدمة وستمكننا في الموسم الدراسي المقبل من التخفيف على إعدادية ابن خلدون وثانوية الكندي. كما يتم حاليا بناء ثانوية 30 يوليوز بمدينة سوق السبت وبلغت مرحلة متقدمة وستمكن من فك الاكتظاظ الحاصل بثانوية الخوارزمي التي ضلت لسنوات الثانوية التأهيلية الوحيدة بمدينة سوق السبت. كما يتم حاليا بناء إعدادية بجماعة بني وكيل وبفضل ذلك ستصبح كل جماعات إقليم الفقيه بن صالح تتوفر على إعدادية على الأقل. كما أن هناك مخطط متكامل لفك الاكتظاظ الحاصل بأولاد عياد عبر توسيع مؤسسات وبناء مؤسسات أخرى. أما عن الخصاص في الأطر التربوية فإن نيابة الفقيه بن صالح، مقارنة مع نيابات في مناطق أخرى، توجد في وضعية أقل ما يمكن أن نقول عنها أنها مريحة. علما أن عدم التوازن بين الجماعات والمؤسسات هو الذي يخلق مشاكل(مؤسسات بها فائض وأخرى بها خصاص) نواجهها بإعادة الانتشار وتصريف الفائض. علما أن ما يهدد الزمن المدرسي هو الرخص وخاصة رخص التمارض وليس المرض. الفقيه بن صالح أولاين: تعيش نيابة الفقيه بن صالح كباقي نيابات المغرب على إيقاع تفعيل وأجرأة مشروع المخطط الاستعجالي. ماهو تقييمكم لهذا المخطط. وما هي أهم النتائج التي تم تحقيقها إلى حد الآن. وما هي أهم العوائق و الاكراهات التي تحول دون تفعيل وأجرأة كل مقتضياته؟ النائب الاقليمي: ما أشرت إليه في السؤال الأول بالنسبة لتأهيل المؤسسات التعليمية هو من المؤشرات الإيجابية للبرنامج الاستعجالي ونتائجه. وأضيف أن ما تحقق على مستوى النهوض بالتعليم الأولي (بناء 08 مركبات بالعالم القروي برسم سنة 2010 وبرمجة مركبات أخرى برسم 2011 وفتح كل القاعات الشاغرة في وجه الجمعيات لتكوين أقسام للتعليم الأولي) وما تحقق على مستوى الدعم الاجتماعي (الإطعام – المبادرة الملكية مليون محفظة التي يستفيذ منها سنويا ما يقارب 55000 مستفيد – النقل المدرسي(توزيع حوالي 1000 دراجة هوائية) والزي المدرسي وما تحقق على مستوى محاربة الهذر المدرسي من تعبئة وتنظيم الدعم والتتبع الفردي وخلايا اليقظة وما تحقق على مستوى برنامج GENIE وبرنامج النهوض وتطوير التربية البدنية بالمدارس الابتدائية حيث تم بناء العديد من الملاعب الرياضية. هذه فقط بعض نتائج البرنامج الاستعجالي وستكون لنا مناسبات لنعطي الحصيلة بكل تفاصيلها وبالأرقام في وقتها. أما الإكراهات التي تؤخر تفعيل بعض المقتضيات فيمكن إجمالها في النقص الحاصل في الموارد البشرية ومدى تأهيلها لنكون في الموعد. الفقيه بن صالح أولاين: عرفت المدة التي مرت من البرنامج الاستعجالي، اهتماما كبيرا على مستوى التكوين المستمر وخاصة في الجانب البيداغوجي، وقد انصب الاهتمام على بيداغوجيا الإدماج. ...)هل تم بالفعل توفير جميع الشروط السيكوبيداغوجية والسوسيوبيداغوجية التي تتيح هذا النوع من التعلم للمتعلم المغربي ؟ وهل تم استيعاب هذه البيداغوجيا بما فيه الكفاية من طرف الأطر التربوية؟ وإلى أي حد يمكن إعتبارهذه التكوينات التي تتحدد في أسبوع كافية لاستيعاب كل مايتعلق بهذه البيداغوجيا؟ النائب الاقليمي: في مجال التربية والتكوين يجب أن نميز بين التكوين الأساسي والتكوين المستمر. فبعد التكوين الأساسي بمراكز التكوين (مراكز تكوين المعلمين – المدارس العليا – المراكز التربوية الجهوية ...) يصبح المدرس مؤهلا لتلقي تكوينات في فترات وجيزة واستيعابها بعد ذلك باعتماد التكوين الذاتي وهذا ينطبق كذلك على المفتشين ليصبح بعد ذلك مكونا. وهذا ينطبق على التكوين في بيداغوجيا الإدماج. وكل مدرس ومدرسة يمكنه من خلال المطالعة والقراءة أن يطلع بمنهجيات تربوية متعددة ويمكنه أن يستوعبها. وبالتالي فإن أسبوعا من التكوين يعد كافيا. وعن مدى استيعاب بيداغوجيا الإدماج بما فيه الكفاية فإننا في الحقيقة لا نتوفر على تقارير في هذا الشأن ولكن تبين من خلال العديد من الزيارات أن المدرسين الذين ثابروا واجتهدوا يقومون بالواجب بشكل جيد. الفقيه بن صالح أولاين: لا يخفى عليكم السيد النائب أن الرفع من جودة التربية والتكوين يعتبر من أهم الغايات التي يرمي إليها الإصلاح التربوي في منظومتنا التربوية من خلال الشوطين العريضين: الميثاق الوطني للتربية والتكوين والبرنامج الاستعجالي وهنا نركز على نقطتين أساسيتين: التعليم الأولي كركيزة أساسية في التعليم، وتوظيف الوسائل التكنولوجية . بالنسبة للنقطة الأولى هل تم تعميم التعليم الأولي على جميع المؤسسات التعليمية التابعة لنيابة الفقيه بن صالح؟أما بالنسبة للنقطة الثانية، هل تم توفير كل الإمكانيات التكنولوجية لتسهيل عملية إيصال المعلومة وخاصة أننا نعيش في عصر التقنية الذي يعج بثقافة الصورة؟ النائب الاقليمي: بالنسبة للتعليم الأولي هو في طور التعميم بالعالم القروي وأدعوكم لزيارة مدرسة الكريفات ومدرسة الشهوب ومدرسة تارماست ومدرسة حد بوموسى ومدرسة دار الفلاح للاطلاع على المركبات التي انتهى بناؤها ونعمل حاليا على تجهيزها لتستقبل أطفال التعليم الأولي، لتقفوا على إنجاز يجسد الاهتمام الخاص الذي أولاه البرنامج الاستعجالي للتعليم الأولي. أما الإمكانيات التكنولوجية لتسهيل عملية التواصل فقد تم تسليم ما يفوق 60 حقيبة متعددة الوسائط للمدارس الابتدائية وهي حقيبة متطورة تمكن كل أستاذ من حملها للعمل بها داخل كل فصل مرتبط بالشبكة الكهربائية. وتم تزويد جميع المديرين بالحواسب المحمولة مرتبطة بشبكة الأنترنيت بالإضافة إلى القاعات المتعددة الوسائط المتوفرة بالعديد من المؤسسات التعليمية وتمكين العديد من النظار والحراس العامين والمقتصدين بحواسيب مكتبية. الفقيه بن صالح أولاين: على مستوى انفتاح النيابة على المجتمع المدني ، وخصوصا أن إقليم كالفقيه بن صالح بتنوع مجالاته يحتضن مجموعة من المؤسسات الجمعوية . ماهي أهم الخطوات المتبعة لربط جسور التواصل مع فعاليات المجتمع المدني؟ النائب الاقليمي: أعتقد أننا حققنا تواصلا جيدا مع مكونات المجتمع المدني ونظمنا عدة لقاءات وأنشطة وعقدنا شراكات مع جمعيات. ونظرا لإمكانياتنا المتواضعة وخاصة الجانب المتعلق بالموارد البشرية فإن مبادراتنا لربط جسر التواصل مع فعاليات المجتمع المدني رغم أهميتها تبقى محدودة وبالتالي نعول على المجتمع المدني لينخرط معنا في تفعيل الحياة المدرسية ونوجه الدعوة للجميع من خلالكم للمبادرة بربط جسر التواصل مع النيابة. الفقيه بن صالح أولاين: في الأخير نجدد لكم السيد النائب الشكر مرة أخرى، ونتمنى لكم التوفيق والسداد في مهامكم وقراراتكم والنجاح في تحمل مسؤولياتكم، ولكم كلمة أخيرة. النائب الاقليمي: شكرا لكم وأتمنى لبوابة الفقيه بن صالح اولاين كل التوفيق والنجاح لتشكل منبرا للتواصل الفعال والمتزن .
