أيتها الجالسة مثل صياد في ويكاند بلا اثنين يليه.. حآيات إنجيلية تنتظر من يؤلفها، بناء على قراءة في نوايا الرب. هذا البياض لا يرسمه أحد، بالقرب منك وحول عنقك.. كشريط من الذكريات المنسية... أيتها العزلة التي أشتاقها الآن في خضم هذا السيل الجارف من العواطف المتجمدة، مثل نوازل من جليد في مغارات بعيدة في الهمالايا، وحدك قد تأتين الآن بلا صنوج وبلا طبول واعدة مثل فستان مرمي على وجه فتى يترقب الشهية الصاعدة من دراع الوارفة الآتية.. مثل لا شيء سوى الحوار الداخلي الذي يمرن الروح على الامتثال لفراغها المجيد.. هكذا بلا سبب نناديك، وأحيانا عندما نطعن عميقا في المودة أو نصلب على ابتسامة معشوق يبتعد في الخدعة.. أيتها الرقيقة في أغنية ليو فيري الرائعة تحتفظين بهذه العواطف، كما لو كانت تحت جليد ألوفي ، يعثر عليه الباحثون صدفة في الجبال أو في علبة من ثلج هكذا أنا بعزلتين، أعيش قصة قديمة عزلتي وعزلتها.. وغير بعيد عن الحضارة بالقرب منها أحيانا تنبتين فجأة، مثل عشب طاريء، لم ينتبه إليه ربيع من قبل وغير بعيد عن اللوحات ترتعشين مثل عصفور دخل جملة في رسالة طفل قروي بسيط مازال الثلج يسكن الكثير من رسوماته.. أيتها العزلة كيف تعيشين دوما بالقرب من الحشود وبالقرب من الجلبة كما يعيش الوفاء المسكين قرب الخيانة باستمرار.. ايتها الزنزانة التي نغقلها، طواعية من الداخل ونغمرها بمياه لا تعرف نبعا هكذا، بحثا عن لحظة من إنسانية تضيع في كنانيش الاحتمالات.. من أنت لكي تكونين حظ من تعبوا ومن غلبوا ومن عشقوا ومن كتبوا والذين ربما أمعنوا كثيرا في فهم البشرية وانزووا ليتأملوا ما بينها وبينهم من ضجيج.. يا كنيسة الأقوياء يا محراب الشعراء يا رعب السياسيين.. والجنرالات ايتها اللائقة بالمديح.. يا لفافة العابد الراهب والناسك أحيطيني بدخانك الشفيف بالماء والهواء والأخضر أنت يا جدولا زمنيا بلا أرقام.. أيتها العزلة التي نتجول بك مثل ظل ونسكنك مثل فكرة يا رديفة الحرية كيف نصنعك في هدير الحياة؟ ينشر عمود "كسر الخاطر" في "كود" باتفاق مع رئيس تحرير "الاتحاد"