جزء كبير من الذين وجهوا رسالة إلى نبيلة منيب، باعتبارهم شخصيات أكاديمية وحقوقية ومدنية وفنية، ينتمون في الحقيقة إلى حزبها وفيدرايتها. ومن الهبل أن يراسل شخص نفسه. من الحمق أن يوقع الساسي وبلافريج ومصطفى بوعزيز، والقائمة طويلة، ويقولوا لنبيلة منيب أنت رائعة، وأنت الطريق الثالث. كأنهم كتبوها وجروا لاستقبالها كأن كل واحد منهم يمدح نفسه. ويعلي من شأنها. ويقول أنا جميل. أنا هو الحل. أنا هو الخيار الثالث. ولو فعلها حزب آخر لكانت فضيحة مدوية، لكنها الفيدرالية، ولا أحد ينتقد الفيدرالية، هذا الكيان النقي الطاهر. وها هي دعوتهم تبدأ بالغش. يطالبون بالديمقراطية ويحاربون الاستبداد والحداثة المزيفة والإسلاميين، وفي خطوتهم الأولى يزورون. وقبل أن يتحقق الحلم وتصعد القوة الثالثة بزعامة الرفيقة نبيلة منيب يغشون. ويوجهون رسالة إلى أنفسهم. ويتوصلون بها. وتتظاهر نبيلة أنها تفاجأت بها، ويتظاهر حزبها أنه توصل بها، والحال أنهم كتبوها واستقبلوها، وهم المُرسل والمرسَل إليه وساعي البريد. وهذا يشبه إلى حد ما المسيرة العظيمة، والفرق هو أن الذي خرجوا ووقعوا أكاديميون ومثقفون، ولا يشك أحد في المثقفين. والأدهى أن التركيز كل التركيز كان على نبيلة منيب. مائة شخصية يعولون على شخص واحد، بينما جاءت فيدرالية اليسار كهامش، وذكروها لزوم الأدب واللياقة، ليس أكثر. وليس المهم الحزب، بل تسجيل الموقعين ل"الطبيعة المتميزة لحضورك الحالي في الساحة السياسية المغربية". "نخبة المغرب" لا أمل لها إلا في الرفيقة. في الزعيم في القائدة وكانت الرسالة ستكون مؤثرة ومحفزة للطريق الثالث، لو وقعت نبيلة منيب بدورها. ولا شيء كان يمنعها من ذلك. ومادام نصف حزبها وقع على الرسالة، فمن الظلم أن تغيب المعنية بالأمر. "أنا نبيلة منيب أوجه رسالة إلى السيدة المحترمة نبيلة منيب" أنا الحل أنا الطريق الثالث. كان هذا أفضل، وكان حضور اسمها سيكون مهما. لكنها للأسف لم تفعل، وناب عنها مناضلو الحزب مشكورين. واعذروني على كل هذا الغل الذي يعشش في قلبي والذي لا أعرف سببه ودائما أجدني مدفوعا إلى مهاجمة كل المبادرات الرائعة فما الضرر في أن يعول المثقفون والأكاديميون على نبيلة منيب إنها قوة صاعدة وفي السابع من أكتوبر ستحصل على مقعدين وستهزم المخزن بنسختيه وحينها سأبدو وضيعا وسأعتذر للموقعين واحدا واحدا خاصة أولئك الذين ينتمون إلى الفيدرالية واندسوا بين أسماء العريضة باعتبارهم فعاليات وشخصيات مدنية وفاعلين. لكني ورغم كل شيء ألوم صاحب الفكرة والمشرف عليها وأظنه يعيش خارج المغرب ولا يعرف ما يقع هنا وما حجم الفيدرالية من هو يا ترى من هذا الذي يعول على نبيلة منيب وجمع المثقفين والشعراء والفنانين وحينما عجز عن جمع مائة توقيع لجأ إلى نبيلة وحزبها وقال لهم املأوا الفراغ فهذه الرسالة منكم وإليكم وبمشقة وصلوا إلى ما وصلوا إليه ونشروا إعلانهم وعينهم على الانتخابات وعلى المستقبل البعيد بعد قرن أو قرنين حين ستكبر النخلة التي زرعتها نبيلة منيب ويكبر الأمل ويصل إلى السلطة أحفاد الموقعين.