دخل المحجوب بن الصديق يوم 17 شتنبر 2010 التاريخ من أضيق أبوابه، حين وافته المنية وهو رئيس لنقابة الاتحاد المغربي للشغل منذ 55 سنة. في دجنبر من السنة نفسها عاشت النقابة حدثا تاريخيا آخر تمثل في عقد أول مؤتمر لها منذ سنة 1995، لولا أن الثقافة الإعلامية السائدة تحشر الدولة في زاوية المطالب الحصري بالدمقرطة متغافلة عن ديكتاتوريات أعتى مثل ديكتاتورية المحجوب بن الصديق أو نوبير الأموي الزعيم الدائم للكنفدرالية الديمقراطية للشغل (منذ 1979).
من غرائب الصدف أن يعود الفضل اليوم للإعلام في إثارة هذا الموضوع. فعلى خلفية تحقيق نشرته جريدة المساء للصحافي سليمان الريسوني، عاد مخاريق ببساطة شديدة إلى نهج سلفه في خرق الديمقراطية. يكشف التحقيق خروقات مالية صارخة ويبرز فرادة الاتحاد الجهوي للنقابة بالرباط، المنتخب بطريقة ديمقراطية والمطالب منذ زمن بعقد مؤتمر لتجديد قيادته.
رد فعل مخاريق من خلال اللجنة الإدارية للاتحاد المغربي للشغل لم يكن سوى طرد عبد الله الفناطسة عضو مكتب الاتحاد الجهوي للنقابة بالرباط وعبد السلام أديب، الكاتب العام لنقابة المالية. الأول لأنه تحدث لجريدة المساء والثاني لأنه عمم ما كتبته المساء على أعضاء النقابة عبر البريد الالكتروني! مخاريق حل كافة هياكل النقابة بالرباط المنتخب أعضاؤها في مؤتمر وعين محلهم مسؤولين جددا. أول ما قام به هؤلاء إقفال مقر النقابة بالرباط لمدة أسبوع ب"غرض القيام بإصلاحات"، في سابقة لم تلجأ إليها السلطات العمومية في عز حملاتها الأمنية لمطاردة أعضاء حركة 20 فبراير أو مجموعات "المعطلين" عندما يلجؤون لهذا المقر التاريخي وسط العاصمة.
تفاصيل الخروقات المالية التي كشفها تحقيق المساء على الرابط التالي: http://www.almassae.press.ma/node/41419