لا يمكن أبدا الحديث عن اللاعبين المولوعين بالسهرات والملاهي الليلية، دون ذكر اسم اللاعب الدولي عادل تاعرابت، كيف لا وهو الفتى المدلل الذي أثار ضجة كبيرة، بقضائه ليالي بيضاء في ملاهي المدن التي ينتقل إليها، دون الاكتراث أو التفكير في مستقبله الكروي الذي باتت ملامحه غير واضحة، بعد إدمانه على حياة الليل المرتبطة بالسهرات، وما تتميز بها من خصوصيات، غير أن عشقه لهذا العالم أطفأ نور نجوميته التي صنعها في وقت قصير. المحترف المغربي، والذي تنبأ له متتبعو المستديرة في وقت سابق بمستقبل حافل ومليء بالإنجازات الفردية والجماعية، لبصمه على مستويات جيدة، خلال حمله لأقمصة مجموعة من الأندية، وتتويجه بأفضل لاعب عربي واعد، متفوقا على عمالقة الكرة العربية، ها هو اليوم يختفي عن الأنظار ويعجز عن ضمان الرسمية رفقة فريقه الحالي بنيفكا البرتغالي، بل أكثر من ذلك اسمه يغيب عن لائحة اللاعبين المستدعين لخوض مواجهات الفريق، وهو الشيء الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول مستقبل "الموهبة التائهة". صورة جمعت اللاعب عادل تاعرابت بزميله مروان الشماخ، بإحدى الملاهي الليلية في العاصمة لندن، وهما يدخنان "الشيشة"، في الليلة التي تسبق المواجهة التي كانت ستجمع بين فريقي اللاعبين، أرسنال وكوينز بارك رينجرز، وفجرت الصورة غضب المدربين، وأثارت ضجة في الصحافة المحلية التي اعتبرت أن الأمر "فضيحة".. من هنا بدأت خيوط الحكاية تتضح والتي كشفت عن إدمان تاعرابت عن ما يسمى ب"الليالي الحمراء"، والتي جعلت العديد يربطون مستوى اللاعب ب"فضائحه" المتكررة. مشاكل تاعرابت المتعلقة بالملاهي الليلية تفاقمت منذ انتقاله إلى الدوري البرتغالي، إذ اتخذت إدارة نادي بنفيكا قرار إيقافه في مناسبات عدة، بسبب مخالفته للقوانين الداخلية، والتي تنص على التزام اللاعبين بعدم السهر وتجاوز منتصف الليل خارج أماكن إقامتهم، غير أن المحترف المغربي ظل متشبثا بعاداته، وهو الشيء الذي أغضب مدربه روي فيتوريا، وأجلسه على دكة البدلاء، قبل أن يعيده إلى الرسمية، إلا أن أداءه ظل باهتا. وكيل تاعرابت السابق، فيتشينزو مورابيتو شاهد على سهرات اللاعب، إذ سبق وخرج بتصريح يؤكد من خلاله أن مشكل عادل تاعرابت يتجلى في السهرات الليلية، وفي عقليته غير الاحترافية، على اعتبار أن الموهبة وحدها ليست كافية لصنع نجم في كرة القدم، ناصحا إياه بتفادي شرب الكحول، ومحاولة النوم باكرا، للوصول إلى مبتغاه، غير أن اللاعب ينفي عشقه للسهر في عدة مناسبات. لاعب المنتخب المغربي السابق، تألق في الدوريين الإيطالي والإنجليزي، وتمكن من خطف قلوب المتتبعين، خصوصا عندما حمل قميص نادي ميلان الإيطالي موسم 2014، غير أن سلوكياته الطائشة، جعلت مستواه يتذبذب تدريجيا، الشيء الذي قد يؤجل من رحيله عن الدوري البرتغالي نهاية الموسم الرياضي الحالي، للبحث عن وجهة مقبلة قد تكون أفضل في حال امتناعه عن عاداته السيئة، التي من الممكن أن تضيع مستقبله الكروي.