نال سيلاً من الانتقادات منذ التحاقه بالكتيبة "الودادية"، حد تساءل البعض من جدوى انتدابه بعدما هوى مستواه قياساً بما كان يقدمه مع فريقه السابق، المغرب الفاسي، ففسر البعض ذلك بعجزه عن التعود عن الأجواء بالدار البيضاء بصخبها وضغطها، خاصةً وأنه انتقل إلى فريق بجمهور صعب الإرضاء. في ذات الوقت، وثق فيه آخرون بأن الأزمة عابرة وماضية، وأن موهبة أشرف ستشرق في سماء "دونور" وتضيء ملاعب إفريقيا، وتقود الوداد إلى العالمية. هو بنشرقي، "التسعة" الذي طال انتظار استفاقته في الخط الأمامي للوداد، فنهض في التوقيت المناسب، عندما احتاج "الأحمر" لمنقد، فكان كذلك، وتمكن من جعل الوداديين ينسون غصة رحيل جيبور وفابريس، خاصةً في المباريات الأربعة التي خاضها الوداد البيضاوي في العصبة، فزف نفسه عريساً في ليلة التتويج، بخطوات واثقة حيرت كل من تابعه أمام ال USMA والأهلي حيث انتفض! وأومض أشرف بنشرقي (23 سنة)، الذي ثابر في مدينته تازة، قبل أن تحضنه فاس، ويستقر بعدها في "كازا"، وكله آمال في تحقيق أحلامه التي من أجلها ثار ضد الجميع ونفسه، واعداً بأن يكون لإسمه صدى في أرجاء العالم بفضل موهبته، وهو ما كان، من 240 دقيقة قدم أرى فيها للمنتقدين قبل المنوهين ما يملكه بنشرقي من ملكات كروية نادرة، جعلت التقنيين والصحفيين المصريين والجزائريين وغيرهم، يتغزلون به ويخافون الوداد من خلال "ستايله" الفريد في مداعبة الكرة. بهدوء محير، يستلم الكرة، يلاعبها بدون خطأ، يقرر مصيرها منسلخاً من ضغوط الدفاعات المركزة عليه، يسدد أو يمرر، لا فرق، فكرته ستشكل خطورةً لا محالة، وإن لم تفعل، فكاريزمته وحدها تفي بالغرض، تصيب الخصم في شرود! أسهم اللاعب ارتفعت في ظرف أسابيع، واسمه بات متداولاً في إفريقيا وحتى دوريات أوروبا، في انتظار تصدر بنشرقي عناوين الميركاتو المقبل بعدما بات الإدارات الفنية للأندية تتمنى حصولها على امتياز أشرف داخل مجموعاتها.. إن هو تمكن في الحفاظ على مستواه، ويبرهن أن استفاقته ليست عابرة.