يهود من أصل مغربي، من عدد من مناطق العالم، التقوا إلى حدود ليل الأربعاء بالرباط من أجل إحياء أحد أكثر الأيام قدسية في الديانة اليهودية "يوم الغفران". بمنزل يوشياهو يوسف بينتو بالعاصمة، وبحضور هذا الحاخام ذي الصيت الواسع، خاصة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أُحيي "يوم كيبور"، وهو اليوم الأخير للصلاة والصيام بعد رأس السنة العبرية. وقبل إتمام الصيام بعد مغرب شمس الأربعاء، أنهى مريدو بينتو دعواتهم الجماعية، بعد صيامٍ وصلاة امتدا منذ ليلِ اليوم السابق، واختتموا لقاءهم بالتأمين على دعوات للحاخام بينتو للملك محمد السادس والأسرة الملكية والمملكة. وحضر هذه الليلة مريدون من أعمار مختلفة، نساء ورجالا، من بينهم أطفال ومراهقون وشباب وشيوخ. وقد شهدت العاصمة الرباط إحياء يوم الغفران أيضا في البيعة اليهودية بالعاصمة، بحضور أسماء أغلالو، عمدة المدينة، التي حضرت أيضا الدعاء للملك محمد السادس في ختام "كيبور" بمنزل الحاخام يوشياهو بينتو. هذا الحاخام ذو التأثير الواسع بعدد من دول العالم، هو حفيد الحاخام الأكبر البارز لمدينة الصويرة، حاييم بينتو (القرن 18 والقرن 19)، الذي ينظم سنويا موسم ديني باسمه (هيلولا) وما يزال ضريحه في المدينة يعرف زيارات محلية وعالمية من طرف شخصيات دينية وسياسية ومدنية. وتعتبر طائفة مريدي يوشياهو بينتو المكان الذي يحضره وتحيي فيه أعرافها الدينية "بَيعة"، وتحضره من أنحاء العالم. ويقود بينتو منظمة "كَبالية" (صوفية يهودية)، تتبع لها 86 منشأة في أنحاء العالم، خاصة أمريكا، وإسرائيل، وفرنسا، وأمريكا اللاتينية والمغرب. مناحيم بينتو، مسؤول في شوفا العالمية، قال إن هذا اليوم "يومنا الكبير، يوم الغفران، الذي نتصالح فيه مع سيدي ربي، ونصلي اليوم كله، ونبدأ الصيام من الليل إلى الليل". وأضاف في تصريح لهسبريس: "في أكثر الأوقات أهمية في صلاتنا، نؤدي بركة مع سيدنا (ندعو للملك)، ليس في المغرب وحده، بل في 86 موضعا في العالم". وزاد: "تعلمنا هذا من أجدادنا، بطريق الحاخام حاييم بينتو من الصويرة، وطريق الحاخام يعقوب أبو حصيرة من الصحراء. في عائلة بينتو هؤلاء أجدادنا، هؤلاء أجدادي وأجداد الحاخام، وفي العالم كله نقوم بهذا، وأبناؤنا كذلك". وأبو حصيرة من الشخصيات المغربية اليهودية البارزة (القرن 19)، وهو ابن الجنوب الشرقي، وضريحه بمصر، وكان يعرف زيارات من المغرب وأوروبا وإسرائيل. وختم مناحيم بينتو حديثه لهسبريس بالقول: "منذ أربع سنوات، أؤدي يومنا الكبير هنا بالمغرب. جئت إلى المغرب من الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعدما كنت بها في رأس العام اليهودي. دخلت للصلاة في المغرب، لأن من بين 86 موضعا عالميا، هذا موضعنا الأهم".