وقفت قوات الأمن التونسية شابا حاول إضرام النار في نفسه وحرق عناصر من الحرس الوطني، عندما تعمد سكب البنزين عليهم قبل أن يتصدوا له، احتجاجا على ارتفاع الأسعار. وقال مسؤول أمني يدعى مراد بن صالح، بنقابة قوات الأمن الداخلي بولاية المنستير، إن الشاب دخل مركزا للحرس الوطني في منطقة منزل حياة وتعمد سكب البنزين على نفسه وعلى عدد من أعوان الحرس وحاول إشعال النار قبل أن يتمكنوا من السيطرة عليه وشل حركته. وأضاف بن صالح، في تصريحه لإذاعة "شمس اف ام" الخاصة، اليوم الأربعاء: "كان الشاب في جلسة خمرية كان محورها الوضع الاقتصادي والاجتماعي. وقد تعلل بارتكابه لهذا الفعل بالظروف الصعبة". ويخضع الشاب، البالغ من العمر 30 عاما، للتحقيق. وإضرام النار في الجسد سلوك شائع لدى المحتجين اليائسين في تونس، أشهره كان مع الراحل محمد البوعزيزي، بائع الخضروات المتجول، الذي انتحر حرقا في 2010 احتجاجا على مصادرة الشرطة لسلعه ليطلق شرارة الثورة التي أطاحت في خلال أسابيع بحكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي. وتشهد تونس موجة من الغلاء في ظل خطط حكومية معلنة بمراجعة نظام الدعم ضمن حزمة من الإصلاحات تعهدت بها مقابل اتفاق مع صندوق النقد الدولي حول قرض لإنعاش المالية العمومية ودفع النمو. وحذر الاتحاد العام التونسي للشغل، النقابة الأكبر في تونس، من انفجار اجتماعي مع استمرار الزيادات في الأسعار التي طالت الوقود والطاقة ومعظم السلع الغذائية.
