المنقذون يجدون مروحية رئيس إيران    مؤلف "البصمة الموريسكية" يدعو إلى استثمار الأندلس في رؤية مستقبلية    حضور مميز واختتام ناجح لمهرجان 'ماطا' للفروسية في إقليم العرائش    ردود أفعال متباينة حول اتفاق حمدوك مع فصيلين مسلحين على تقرير المصير وعلمانية الدولة    الغموض يلف مصير الرئيس في إيران    مسيرة تحتج على إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في مدينة الدار البيضاء    رغم خسارة اللقب.. منحة دسمة من "الكاف" لنهضة بركان    زياش وأمرابط قد يجتمعان في غلطة سراي الموسم المقبل    بغلاف مالي يقدر ب4 مليون درهم.. عامل إقليم الدريوش يتفقد مشروع مركز ذوي الاحتياجات الخاصة ببودينار    بسبب العلم.. إيطاليا تحجز سيارات فيات مستوردة من المغرب    ماكرون يرمم شعبيته في فرنسا    الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تستعد للاستحواذ الكامل على قناة "ميدي1"    أزيد من 310 ألف شخص زاروا المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط    الملتقى الدولي محمد السادس لألعاب القوى (العصبة الماسية): العداء المغربي سفيان البقالي يفوز بسباق 3000 م موانع    فرنسيون يهاجمون الطماطم المغربية.. و"كومادير" تستنكر تساهل السلطات    لم تخلف ضحايا .. ميليشيا "البوليساريو" تتبنى استهدف مدينة السمارة    طقس الإثنين.. أمطار متفرقة ورياح قوية بهذه المناطق    الشروع في التقليص الجزئي من دعم "البوطا" غداً الإثنين    بالفيديو.. أمواج بشرية تتوافد على الأبواب المفتوحة للأمن بأكادير    نهضة بركان يفشل في التتويج بكأس ال "كاف"    تلاميذ ضحايا حادث يغادرون المستشفى    مانشستر سيتي يحرز لقب الدوري الإنجليزي للعام الرابع على التوالي في إنجاز غير مسبوق    برشلونة يستضيف فاليكانو لحسم وصافة الدوري    منافسة كبيرة للفوز بخدمات الحارس منير المحمدي    التهرب الضريبي يورط منعشين عقاريين ورجال أعمال وتجار في الناظور    الشرطة العلمية والتقنية.. منظومة متكاملة تجمع بين الكفاءات البشرية والتقنيات الحديثة    معرفة النفس الإنسانية بين الاستبطان ووسوسة الشيطان    منصة "طفلي مختفي" تمكن من استرجاع 124 طفلا لذويهم خلال سنة واحدة    سلطات طنجة المدينة تشن حملات لتحرير الملك العمومي والبحري (صور)    المحصول الضعيف للحبوب يسائل الحكومة عن التدابير البديلة للنهوض بالقطاع    المعرض الدولي للنشر والكتاب.. إبراز تجليات مساهمة رئاسة النيابة العامة في تعزيز جودة العدالة    مهنيو قطاع النقل الطرقي للبضائع يرفضون مضامين مشروع مرسوم ولوج مهن النقل ومزاولتها    شركة تسحب رقائق البطاطس الحارة بعد فاة مراهق تناوله هذا المنتج    الجيش الكونغولي يعلن إحباط "محاولة انقلاب"    غانتس يهدد بالاستقالة وسط انقسام بين المسؤولين الإسرائيلين بشأن حكم قطاع غزة بعد الحرب    البطاقة البيضاء تحتفي بالإبداع السينمائي الشبابي خلال مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة    شبيبة الأحرار تستنكر "التشويش" على الحكومة    أخبار الساحة    بسبب الجفاف.. الجزائر تتجه لخطف المركز الثاني من المغرب    الإطار المرجعي للامتحانات يخلق الجدل ومطالب بحذف بعض الدروس    المغرب وفرنسا يعززان التعاون السينمائي باتفاق جديد    مهرجان "فيستي باز" ينتقد وسائل الإعلام الوطنية والقنوات الرسمية    موقع أمريكي يصنف طنجة وشفشاون ضمن أرخص الوجهات السياحية في إفريقيا    أيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني: تسليط الضوء على تحديات وفرص استعمالات الذكاء الاصطناعي في المرافق الأمنية    سائقون يتركون شاحنات مغربية مهجورة بإسبانيا بعد توقيعهم على عقود عمل مغرية    مستشفى بغزة يعلن مقتل 20 شخصا في قصف إسرائيلي    مهرجان كناوة بالصويرة من المواعيد الموسيقية الأكثر ترقبا خلال 2024 (موقع أمريكي)    لماذا النسيان مفيد؟    كمال عبد اللطيف: التحديث والحداثة ضرورة.. و"جميع الأمور نسبية"    ندوة علمية بمعرض الكتاب تناقش إكراهات وآفاق الشراكة بين الدولة والجمعيات    الزليج ليس مجرد صور.. ثقافة وصناعة وتنظيم "حنطة" وصُناع مَهَرة    أطعمة غنية بالحديد تناسب الصيف    الأمثال العامية بتطوان... (602)    المغرب يسجل 35 إصابة جديدة ب"كوفيد"    دراسة: توقعات بزيادة متوسط الأعمار بنحو خمس سنوات بحلول 2050    السعودية تطلق هوية رقمية للقادمين بتأشيرة الحج    وزارة "الحج والعمرة السعودية" توفر 15 دليلًا توعويًا ب16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    العسري يدخل على خط حملة "تزوجني بدون صداق"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المغرب بعيون الأفارقة:إفريقيا تجمعنا والعنصرية تفرقنا؟
نشر في هسبريس يوم 16 - 03 - 2009

أصبح من العادي والمألوف، خاصة في وسط مدينة الدارالبيضاء، مشاهدة تسول عدد من المهاجرين الافارقة، سواء من الذكور أو الإناث، يستجدون بعض الدراهم من البيضاويين، بجمل دارجة حفظوها لاستدرار عطف المغاربة، تترواح جملهم بين "اعينو أخوكم المسلم"، أو "غير شوية تاع الفلوس" ...دارجة مكسرة، أدب شديد في التوجه إلى المغاربة...
وجوه غريبة غير مألوفة لأشخاص عابرون لبلدنا، وعازمون على لتوجه نحو الإلدرادو الإسباني الذي يعيش بدروه أزمته الاقتصادية الخاصة. لكن الصورة لا تتوقف عند هذا الحد، لأن التوقف فقط عند ظاهرة المهاجرين الأفارقة المتسولين سيكون ظلما لهم، هناك أيضا هؤلاء الذين أسسوا شركاتهم الخاصة، وأيضا الطلبة القادمين من جنوب الصحراء أو من وسط افريقيا، ايضا المهاجرون السريون، الجميع يوحدهم الخوف من الإبعاد وتقربهم الرغبة في الهروب إلى واقع أكثر أمنا، لكن كيف ننظر نحن كمغاربة إلى هؤلاء الزوار، كيف هي أحاسيسنا تجاههم، كيف ننظر إلى و جودهم في حياتنا؟ فالواقع يقول بأن القادمين من افريقيا أضحو يشكلون جالية حقيقية، لا يمكن تجاهلها، أو إلصاق بعض التهم بها، كما أن انعدام التواصل مع هذه الجالية، بحكم تقوقعها على نفسها، وتجنبها للمشاكل مع المواطنين المغاربة، قد يزيد من الأفكار المسبقة حولها، وقد يحولها في بعض الأحيان إلى جالية غريبة.
لكن ألا تذكرنا هذه النظرة بنفس النظرة التي يحملها بعض الأجانب عن أماكن تواجد العرب والمسلمين بأروبا؟ ألسنا بصدد تكرار تجاربنا مع العنصرية المبنية على سوء الفهم المسبق؟ أليست بعض الصور التي تنشرها الصحف المغربية على رأس صفحاتها الأولى، والتي تصور الأفارقة مكبلين وكأنهم حيوانات يلقى عليها القبض من طرف الدرك الملكي، هي صور مذلة للكائن البشري سواء كان افريقيا او عربيا، فمن بين العناوين التي تطالعنا في الصفحات الأولى لبعض الجرائد الوطنية نجد " المغرب يشن حربا جديدة على المهاجرين الأفارقة" مع ما يحمله لفظ الحرب من حمولات معادية، أو مثل هذه العبارة التي وردت في مقال حول المهاجرين السريين ونوردها كما جاءت بالحرف.." ولم تخف مصادر أن وجود المهاجرين الأفارقة أصبح يطر ح خطرا أمنيا في ظل وجود شبكات الجريمة والنصب والاحتيال على الطريقة الإفريقية"..ترى من هي هذه المصادر التي تقول ذلك، وما هي الطريقة الافريقية؟ وهل كل افريقي هو مجرم وينتمي لتنظيم اجرامي؟ هل نحن شعب يقبل التعدد، هل نقبل وجود أفارقة بأفكار وثقافة غريبة عنا.
في هذا المقال سوف نقترب من بعض الافارقة المقيمين بالمغرب لندرك مدى الضرر الذي تلحقه الأفكار المسبقة بالصورة التي يرسمها المواطنون المغاربة عن هؤلاء الزوار...كما أننا سنضع الصحافة المغربية في فوهة المدفع،فحسب الكثير من الشهادات، لمسنا أن الأفارقة خاصة الطلبة منهم، يحملون مسؤولية الصورة السيئة عنهم للصحافة، وخاصة الصحافة العربية،فما المفروض بالإعلام المغربي فعله كخطوة أولى اذن؟ يقول فرانس جانكنس وهو مدير التنوع التلفزة العمومية الهولادندية ورئيس لجنة الثقافات والتنوع للاتحاد الأوروبي للسمعي البصري، على هامش إحدى الندوات التي نظمها مركز الحريات والإعلام بالمغرب، والتي تدافع عن التنوع في المجتمع المغربي "على الصحافي أن يكون رسول الحقائق في مجتمعه، يجب عليه أن يكون منفتحاعلى كل الأفكار المختلفة داخل مجتمعه، يجب عليه أن يعرف ما يقوله الأفراد وما يخافون من الجهر به، ويجب أن يكون النظام السياسي لكل دولة يدافع عن حقوق الأقليات، كما أن عمل الصحافي هو الذهاب لكل الأماكين حتى لو لم تكن هناك حوافز لأننا بالاختلاف فقط نصبح أقوياء، فلا وجود لرؤية واحدة، ويجب أن يحمل كل صحافي هم البحث عن الحقائق الموجودة وإيصالها إلى المواطنين" ""
في إطار الشهادات المقدمة في يوم حول التنوع نظمه مركز حرية الإعلام، يقول باسيرو وهو طالب افريقي مقيم بالمغرب بأنه تفاجأ مثلا في قضية أحداث سبنة ومليلية بأن مسألة الهجرة السرية خرجت من سياقها واستغل الاعلام الوطني على حد قوله الموضوع لاثارة استرجاع المدينتين، كما لو كان المهاجرون مجرد كرة مضرب بين المغرب و بقية دول العبور والاستقبال لتحقيق مصالح خاصة، كما أورد باسيرو أمثلة لجرائد مغربية تنشر مقالات عن الأفارقة وتصورهم كأشخاص منحرفين يتعاطون المخدرات والدعارة ليتمكنوا من البقاء، وهو ما يمكن أن يولد لدى المواطن المغربي تخوفا من هذه الأقلية التي تقيم فوق أرضه، وينشر أفكارا خاطئة ويولد مشاعر كراهية ضد كل ما هو افريقي بغض النظر عن الحقيقة، وهو ما يعتبر، حسب بسيرو، خرقا لقانون الفيدرالية الدولية للصحافيين، مبينا أن على الصحافي عدم استعمال التمييز العنصري بناء على اللون او الدين، وأكد باسيرو بأن الافريقي يتحول في بعض الصحف المغربية إلى وحش يجب مطاردته، بل إن بعض المقالات لا تعير ا هتماما للأوصاف المستعملة في حق الأقلية الافريقية بالمغرب، لأنها تعتمد أساسا على محاظر الدرك الملكي، وتستعمل بدون التفكير في مدى ملاءمتها لمادة صحافية سيقرأها المواطن المغربي البسيط، وتساءل بسيرو عن السبب الذي يدعو الطلبة الأفارقة إلى حجز تذاكر عودتهم إلى بلدانهم بمجرد انتهاء امتحاناتهم، عوض البقاء ولو لفترة صغيرة كما يفعل كل الطلبة بالعالم من أجل بعض اللهو والترفيه بالبلد المضيف، بل أكد أنه شاهد فتاة من جنوب الصحراء تبكي في المطار أثناء عودتها من اجازتها ببلدها، لأنها ستعود إلى المعاناة من العنصرية في المغرب والألفاظ السيئة التي يتلفظ بها بعض المغاربة ضد ما هو افريقي، وحمل باسيرو المسؤولية في جزء كبير منها إلى الصحافة المغربية التي تنشر أخبارا غير صادقة عن الجالية الإفريقية وتنسب إليها بعض الأعمال الهمجية، وتتوقف عند الصورة السيئة متجاهلة المشاكل والأوضاع الذي تعيش فيها الجالية الافريقية بالمغرب، مما يدفع ببعض المواطنين العاديين لمعادتها، ويقدم باسيرو مثالا على ذلك موقف بعض الأطفال من الطلبة الجامعيين الأفارقة بإحدى الكليات بالرباط، على إثر نشر بعض الجرائد أخبارا عن وقوع حوادث يتهم فيها بعض الأفارقة، فبدأ الصغار يرشقونهم بالحجارة ويقولون بأنهم "كانيبال"، كما ذكر مأساة قتل طالب افريقي بالمغرب ونشر الصحافة لتقارير أمنية دون التحري من صحتها تقول بأن الدافع هو الانتحار.... مؤكدا بأن الكثير من الطلبة الأفارقة الذين درسوا بالمغرب يحملون مشاعر سيئة تجاهه، وهم نفسهم من سيشغل المناصب العليا خلال السنوات القريبة، وسيصبحون في مواقع القرار، مما سيسيئ إلى المغرب في إطار معاملاته الاقتصادية مع افريقيا، فمن يتعرض للإساءة في بلد ما لا يمكنه التعامل معه اقتصاديا أو انسانيا خلال المستقبل، وحتما ستذهب كثير من الاستثمارات الافريقية نحو بلدان أخرى بدلا من المغرب. علما أن عدد الطلبة الأفارقة ا لمتواجدين بالمغرب يتجاوز 12 ألف وهو عدد كبير يستحق اهتماما اعلاميا يليق به وبمشاكله ووضعيته.
بدوره اعتبر "ألان" وهو صحافي من أصل افريقي مقيم في المغرب منذ 14 سنة ويمارس الصحافة بإحدى كبريات الجرائد الفرنكفونية بالمغرب، بأن اهتمام الصحافة المغربية بالأفارقة أصبح أكثر فأكثر خاصة على مستوى القناة الثانية مثلا، معتبرا أن كون أغلب الجرائد المغربية عربية يعرقل مسألة التواصل بين المغاربة وبين الأفارقة المقيمين في المغرب، كما أن أغلبية الأفارقة لا يفهمون لماذا هنالك صورة مذلة جدا عنهن، تماما كما يحصل للمغاربة المهاجرون في بعض البلدان الأوروبية التي تنقل صورا سيئة عن العرب والمسلمين، وتعرص آلان للمشاكل التي يتعرض لها المقيمون والمهاجرون الأفارقة بالمغرب، وبعض التساءلات التي يهملها الصحافيون من المغاربة، والتي يمكن للإجابة عليها تقريب الصورة من المواطن المغربي، فمثلا هناك مشكلة التدريس وغلاء أسعار المدارس الخصوصية التي يقصدها الطلبة الأفارقة للدراسة، كما أن هناك مشكل الكراء، ولماذا لا يتواجد مواطنون أفا ر قة في الملاعب الكروية المغربية، فالأمر ليس طبيعا لأن الجميع يحب كرة القدم، كم قدم "الان" مثالا عن انعدام التواصل بين المغاربة والأفارقة بتأكيده على أنه ومنذ 10 سنوات لم تسجل أية حالة زواج مختلطة بين مغربي وجنوب افريقية أو العكس، وتساءل "ألان" في نهاية تدخله بمرارة، هل علينا أن ننتظر الإعلام الأجنبي ليطرح هذه المشاكل التي يعيشها المواطن الافريقي بالمغرب لكي نتسابق كصحافة مغربية على التطرق إليها؟
وإن كان شهادة كل من باسيرو وآلان كانتا قاسيتين، عرتا النظرة العنصرية التي يحملها الشارع المغربي تجاه الجالية الافريقية المقيمة بالمغرب، وكذا عدم احترام بعض المقالات الصحافية للمعايير المهنية اثناء تغطيتها للحوادث التي يكون المهاجرون الأفارقة جزءا منها، واستعمال بعض العبارات العنصرية من قبيل الصحافة أثناء وقوع حوادث متعلقة بالهجرة السرية، فإن بعض الشهادات الأخرى كانت مغايرة، مثل شهادة "فاتيمو" الجميلة السينغالية، التي تدرس في الدار البيضاء، وتشتغل في مركز للاتصال خلال النهار، مفضلة الدراسة الليلية كي توفر مصروفا يعينها على الكراء والعيش بالمغرب، تبدو فتامومرتاحة في حياتها، وتعيش فاتيمو في منطقة سيدي معروف مفضلة السكن بعيدا عن الأماكن الذي يقصدها أبناء بلدها، لأن الأمر من وجهة نظرها يوفر لها استقلالية اكبر، ولا تعاني سوى من المشكلة الذي يعانيه كل المغتربون في العالم، وهو الاشتياق إلى الوطن، وترى بأن حياتها بالمغرب مستقرة، معتبرة أن الشارع المغرب على العموم عنصري ضد كل النساء سواء كن مغربيات أو افريقيات، وأنها تعودت على التحرشات اللفظية البديئة في حقها، وأنها تقوم بتجاهلها، مؤكدة على أنها سترحل نحو بلدها بمجرد انتهاء دراستها، لأن الامكانيات هنالك هي أفضل من اروبا مثلا، نافية أن تكون قد عانت من مشاكل ما خلال دراستها أو في المكان الذي تشتغل فيه.
وإن كانت شهادة فاتيمو مغايرة، فظروفها أيضا مغايرة لأنها تأتي من طبقة برجوازية في السينغال، وليست مضطرة للتوجه نحو الأحياء الجامعية المغربية مثلا والعيش في مناخ قد يولد بعض التصادمات، ويفرز بعض الحقائق العنصرية بالنسبة للفئات المستفيدة من منحة دراسة غير كافية لسد حاجيات الطلبة القادمين من بعض الدول الافريقية.
وفي تعليق له على هذا الموضع اعتبر الاكاديمي المغربي جمال الدين الناجي"ينبغي لنا ان ننطلق من حقيقة وجود لبس حول مرجعية التنوع بالمغرب، وكذا الاعتراف بأننا مجتمع عنصري، وينبغي علينا تغيير الأمور والاهتمام بالجاليات المتواجدة بالمغرب بدلا من تجاهلها ونبذها واحتقارها في الاعلام المغربي،علما أننا بدورنا أفارقة ولسنا من جنس اخر" في حين ذهب سعيد السلمي مدير مركز حرية الاعلام إلى أن المغرب مطالب بالاقتداء بالنموذج الأوربي في تعامله الرسمي مع الأقليات، لاحتواء المشاكل التي تعيش فيها، والتعرف عليها، معتبرا أن الوضع بالمغرب يذهب باتجاه اعتبار الأقليات مشكلة غير واضحة المعالم حتى الساعة .
وتجدر الاشارة أنه وفقا لدراسة أنجزتها الجمعية المغربية للدراسات والبحوث حول الهجرة واللجنة الدولية من أجل تنمية الشعوب الموجودة في إيطاليا، يتراوح عدد المهاجرين السريين الأفارقة بالمغرب بين 10 و15 ألفا، يتقدمهم النيجيريون ب15.7% يتلوهم الماليون ب13.1% ثم السنغاليون ب12.8% وأخيرا مهاجرو الكونغو الديمقراطية ب%.10.4
وجاء في نفس الدارسة أن معدل بقاء المهاجرين الأفارقة بالمغرب هو سنتان ونصف، ثلاثة أرباعهم أفصحوا عن رغبتهم في السفر نحو أوروبا، وينوي 72.6% تحقيق مشاريعهم، بينما لا يريد العودة إلى بلادهم سوى 10.6% و2.3% يرغبون في البقاء بالمغرب.
هل أنت عنصري؟
طرحنا موضوع النظرة المتعالية التي يتبناها الشا رع المغربي تجاه الوجود الأفريقي في محيطة الاجتماعي على مجموعة من الشباب المغاربة، فكانت الشهادات التالية :
نادية طالبة جامعية 22 سنة : لا وجود للعنصرية ببلدنا...
لا أعتقد أننا شعب عنصري، ولم ألاحظ أن الطلبة الأفارقة أو المهاجرون السريون منهم يعانون من أ ية إشكالية في المغرب، خصوصا في المحيط الجامعي بالدار البيضاء، إننا شعب مسلم، وديننا ينهانا عن العنصرية، فلا فضل لأحد عن أحد سوى بالتقوى، وحتى لو كانت هناك تصرفات من هذا القبيل فيجب التوقف عنها، لأننا في النهاية أفارقة، لكنني أؤكد لك بأنني أستبعد هذه الأفكار المتعلقة بالعنصرية ولا أعتقد أنها موجودة، لكنني من جهة ثانية ألاحظ أن الطلبة الأفارقة منعزلون جدا، ولا يتكلمون مع المغاربة وهذه مسألة سيئة بالنسبة لطالب، عليهم الاندماج مع الطلبة المغاربة وتكوين صداقات والانفتاح على محيطهم بدل الانكماش والالتفاف حول بعضهم البعض، وصراحة أعتقد أنهم عنصريون وليس العكس، لكنني لا أؤكد ذلك بل مجرد إحساس، وشخصيا لا أحمل ضدهم أي شعور لكنني لم يسبق لي التعرف على أحدهم لأنهم منطوون جدا على أنفسهم، ولا يتعاطون معنا.
فؤاد طالب في مدرسة خاصة : انكار وجود العنصرية مجرد نفاق
العنصرية موجودة، وانكارها هو مجرد هر وب ومجرد نفاق اجتماعي، فالمغاربة، خاصة البيض منهم، ينظرون بكثير من التعالي للإنسان الأسود، وهناك عنصرية ضد السود المغاربة فما بالك بالأفارقة، أعرف بوجود هذه المشكلة، خاصة من طرف الأشخاص الأصغر سنا مثل المراهقين والأطفال، وينبغي أن تكون هناك توعية مدرسية وبيتية بخصوص هذه المشكلة، العنصرية مسألة بغيضة، و"حشومة" توجيه كلمات نابية وعنصرية للمهاجرين الأفارقة، يكفي ما يعانونه من مشاكل أثناء الاستقرار أو الدرا سة بالمغرب.
فاطمة تلميذة في الباكلوريا 18 سنة : الأفارقة يشكلون خطرا علينا
تقتصر معرفتي بالوجود الإفريقي في بعض الوجوه التي أراها تعبر الشارع أو أثناء تواجدي بوسط المدينة، لكن على العموم أعتقد أن المغاربة، خاصة المراهقين، يخشون من الأفارقة ويعتقدون أنهم يشكلون خطرا على حياتهم في حالة وجود مشكلة ما، ربما لذلك توجد بعض العنصرية تجاههم.
عزيز مدرس 33 سنة : على المهاجرين الاندماج في المجتمع المغربي
لا ينبغي تعميم هذه النظرة، لسنا شعبا عنصريا مائة بالمائة، ربما يلزم المزيد بالتوعية بالظروف القاهرة التي يعيشها الطلبة والمهاجرون الأفارقة بالمغرب، لكي يتم إصلاح الوضع، كذلك ينبغي التخفيف من هول مشاكل المهاجرين السريين وعدم استغلالهم لتحقيق مكاسب سياسية، فقضية المهاجرين السريين مثلا هي قضية إنسانية بالأساس، وأضع اللوم على الجمعيات لعدم تنظيم ندوات وأيام مفتوحة تعرف بمشاكل الأفارقة بالمغرب، كما أنني من جهة ثانية أعتقد أن على المهاجرين تعلم اللغة العربية أو الدارجة والتعاطي مع المغاربة وعدم الانزواء والتكثل في غيتوهات أو في مجموعات منغلقة على نفسها لأن ذلك يولد شعورا بالخوف منهم لدى البقية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.