أثارت خطوة السلطات الجزائرية "احتجاز" بعثة فريق نهضة بركان، زوال اليوم الجمعة، بمطار هواري بومدين، بسبب ملابس رياضية تحمل خريطة المغرب، جدلا كبيرا في ظل خلط الجارة الشرقية للمملكة الرياضة بالسياسة. وتضع هذه الخطوة الاستفزازية سلطات الجزائر في موقف حرج أمام المنتظم الكروي الإفريقي والدولي، طالما أن قوانين "الفيفا" وكذا "الكاف" تضع شروطا خاصة بأقمصة اللعب. ويرى المحلل الرياضي هشام رمرم أن الخطوة التي أقدمت عليها السلطات الجزائرية "تستوجب، احتياطيا، مراسلة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وهو ما تم القيام به من طرف النادي البركاني". وسجل المحلل الرياضي ذاته، ضمن تصريح لهسبريس، أن تدخل السلطات الجزائرية في مضمون قميص رياضي "شأن سياسي لا علاقة له بالرياضة"، موردا أن "الاتحاد الإفريقي يدرك جيدا هذا الصراع المفتعل". وأوضح الباحث في الشأن الرياضي أن "ما هو متعارف عليه، أن أقمصة الأندية يتم بعثها إلى اتحاد الكرة الذي يصادق عليها قبل اللعب"، مبرزا أن "هذه ليست المرة الأولى التي يلعب بها الفريق البركاني بهذا القميص". واستغرب المتحدث لجوء السلطات الجزائرية إلى هذا الأسلوب الذي "يمس سمعة كرة القدم الإفريقية بشكل عام"، متسائلا عن "الكيفية التي سيلعب بها الفريق المغربي المباراة في ظل هذه الأجواء النفسية وفي ظل عدم الاستعداد البدني لها". من جهته، سجل مراد العجوطي، رئيس نادي المحامين بالمغرب، أن السلطات الجزائرية ليس لديها الصلاحية القانونية للاعتراض على تصميم القميص الخاص بلاعبي النهضة البركانية. واستدل العجوطي، في تصريح لهسبريس، على ذلك بكون الفقرة السادسة من قواعد تنظيم مباريات الكاف "تنص على أن الفرق تقوم بإرسال تصميم الأقمصة إلى الكاف التي تقوم باعتمادها"، داعيا الجامعة الجزائرية لكرة القدم إلى الالتزام بقوانين الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. وأوضح المحامي نفسه، في تدوينة له في وقت سابق من اليوم الجمعة، أن المادة 4 من القانون الأساسي ل"الفيفا" تنص على أنه "يمنع التمييز ضد بلد أو فرد أو مجموعة من الأشخاص على أساس الأصل العرقي أو الجغرافي أو... أو الرأي السياسي أو غيره تحت طائلة التوقيف أو طرد للجامعة الكروية المعنية". واعتبر الخبير القانوني أن ما تتعرض له بعثة نهضة بركان "يدخل في باب التمييز العنصري بسبب الانتماء الجغرافي والآراء الوطنية، ويعرض الجامعة الجزائرية لكرة القدم لعقوبة التوقيف أو الطرد من الفيفا".
