لم يمر فقدان حزب العدالة والتنمية لمقعده في مدينة سيدي إفني، وفوز الاستقلال في مدينة مولاي يعقوب في الانتخابات الجزئية، التي شهدها بحر الأسبوع الماضي، دون أن يكشف عما ستكون عليه المعركة الانتخابية خلال الاستحقاقات المقبلة. الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، وإن اعترف بهزيمته أمام خصميه الاستقلال والأصالة والمعاصرة، إلا أنه قلل من تأثير ذلك على شعبية حزبه، معتبرا أن فوزهما جاء نتيجة للمال الذي استعمل في الانتخابات، وشراء المستشارين والاستعانة ببعض أذناب السلطة. وقال بنكيران في كلمة له، الأحد بمدينة الجديدة خلال المهرجان الختامي للحملة الوطنية ال11 التي نظمتها شبيبة العدالة والتنمية حول الارتقاء بالخطاب والممارسة السياسية تحت شعار "وطننا يجمعنا"، إن ما حصل عليه حزبه في الدائرتين وإن لم يعطه المعقدين، لكنه كاف في مواجهة "المرتزقة الذين يجمعون الناس للتصويت بالأموال". وتابع "لا نخاف من الانتخابات المقبلة، وأبشرهم من الآن أننا سننجح لأنه شتان بين الانتخابات الجزئيات والوطنية التي تهب فيها ريح الإقناع، ولا ينفع فيها المال ولا المستشارون المشترون وأذناب السلطة، وستظهر الحقيقة كما ظهرت في الانتخابات الماضية". بنكيران قال إن "المغاربة يميزون بين من حرقت كبده عليهم، والمشبوه في تاريخه ووصوله للمسؤوليات والمعروف بالغدر"، في إشارة واضحة منه لخصمه السياسي حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، مؤكدا بالقول "إذا لم يستطع المغاربة التمييز بين هؤلاء ومن يريد الخير لهذه البلاد، فنحن لا نصلح لهم". من جهة ثانية عاد بنكيران إلى مهاجمة حزب الأصالة والمعاصرة، واصفا إياه بالحزب الذي "ازداد بعملية لمناصرة الفساد والاستبداد"، مخاطبا المغاربة بالقول "إذا نسوا من جاء من رحم الشعب ويفكر في الضعيف وله غيرة على الوطن وفضلوا عليه الذين جاؤوا عبر تجار الانتخابات والأعيان المفلسين والزيغ الذي وقع في السلطة في ذلك الوقت"، فإننا لا نصلح لهم". واعتبر زعيم حزب "المصباح" أن الإصلاح فكرة ومنهج يحتاج إلى رجال ونساء صامدين، مضيفا نحن في بداية الطريق لأن السياسة طريق للإصلاح، لكنه مرتبطة بالمصالح والوجاهة"، داعيا شباب حزبه إلى الدخول للسياسة من أجل الإصلاح، قبل أن ينبههم أن "هناك معركة كبرى هي المعركة التي ستنتصرون فيها على أنفسكم وستكون وبها مثال لما تقولون". رئيس الحكومة قال إن "السياسة ليست بلطجة، مخاطبا المعارضة "إذا كنتم تعارضون بنكيران راك غير كا ضيعو وقتكم، لأنني أنا جاي غير نعاون المغاربة"، معتبرا أن المغاربة "لم يصوتوا على حزب العدالة والتنمية لأننا وعدنا بنسبة معينة من النمو، لكن لأن الوطن يمر في شدة". وبعدما أوضح في هذا السياق أنه "قلنا نعم للإصلاح ولا للمساس بمؤسسات الدولة"، سجل بنكيران أن حزبه "لم يكذب على المغاربة ولم يأت لاستعمال السلطة في الانتخابات، لكن جاء لخدمة الوطن والمصلحة، وليس لملئ الجيوب وبيع الوهم كما يحلو لبعضهم أن يفعل". "في المغرب لا يمكن أن تسير جهة واحدة البلد"، يقول بنكيران الذي زاد أنه "لابد أن تسير بطريقة تحافظ على المسار وتحقق بها مكاسب وإن كانت صغيرة، لكنها تدفع مضار والحمد لله والعدالة والتنمية برئاستها للحكومة يفتخر بتجربته الفريدة التي ستكون نموذجا لغيره". ووصف بنكيران اغتيال الطالب عبد الرحيم الحسناوي بجامعة فاس على يد طلبة "البرنامج المرحلي"، بالجريمة النكراء التي نفذت من قبل جهة معروفة وأعلنت عن نفسها، واصفا ما وقع بالحادث الكبير جداً الذي يحمل معنيين، أحدهما مرتبط بالعنف في الجامعة وغيرها. وأكد بنكيران "أن الدولة يجب أن تتحمل مسؤوليتها للحفاظ على جو السلم في المجتمع الذي يسمح بالحوار وتدافع الأفكار وحسن الاختيار"، قبل أن يضيف أن "العنف اعتداء وبلطجة سياسية يجب أن يرفض من الجميع، وقررنا منذ زمن بعيد عدم المشاركة في العنف إطلاقا حتى لو كان منا ضحية". وأضاف بنكيران "لن نرد بالعنف لأننا في دولة نحترمها، ومهمتها الدفاع عن المواطنين ونحن من جملة المواطنين، ويجب أن تدافع الدولة عنا، وسنكون مساعدين لها لأن هذا من قناعتنا الفكرية والعقدية". "نحن مستعدون للجهاد في سبيل الله إذا مس الوطن وخطوطه الخارجية، أما داخل الوطن فإنه ليس لنا إلا أفكارنا ندافع عنها وأيدينا البيضاء"، يوضح بنكيران الذي اعتبر مشاركته في جنازة الطالب الحسناوي "استشعارا منه بالمسؤولية رغم عدم معرفته به".