وتخطط لتحويل جنوب الأقصى إلى مسار توراتي أعلن حاتم عبد القادر مسئول ملف القدس في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أن السلطات الإسرائيلية تخطط لإنشاء مترو أنفاق يربط بين شطري مدينة القدس الغربي والشرقي. وقال عبد القادر في تصريحات لقناة "الجزيرة" الفضائية: إن شركة هندسة أميركية تدعى "مارشال إنجنيرز" ستقوم بتنفيذ المشروع، وقد وصلت إلى مرحلة متقدمة في وضع التصاميم الهندسية في حفر النفق وتصميم عربات القطار. وأكد المسئول الفلسطيني أن هذا المخطط الذي تنفذه إسرائيل له مدلول سياسي هو أن الاحتلال يسعى لربط شطري مدينة القدس، وتوحيدها من تحت الأرض عبر الأنفاق ومن فوقها أيضا. وأوضح أن إسرائيل بدأت بالفعل أعمال حفريات لإقامة هذا المخطط، "متذرعة بقيامها بأعمال حفريات في منطقة باب الخليل قرب الحرم القدسي الشريف لأعمال البنية التحتية"، وعبر عن خشيته من أن تكون هذه الحفريات "جزءا من مخطط النفق". ولفت إلى أن الخطر الآخر للمخطط الإسرائيلي هو تأثير النفق والقطار على التراث والأماكن الأثرية، مبينا أن دخول النفق للبلدة القديمة بمحاذاة سور القدس والمقبرة الأرمنية ودير الأرمن ومنطقة النبي داود (عليه السلام) وصولا لساحة البراق التي هي إحدى مناطق الحرم القدسي الشريف قد يؤثر على البنية الإنشائية للحرم وأسواره. وأشار عبد القادر إلى أن إسرائيل تهدف من وراء هذه المخططات نقل أكبر عدد من المستوطنين اليهود من القدسالغربية إلى محيط الحرم القدسي الشريف, غير مستبعد أن يكون ذلك جزءا من مخطط إسرائيلي تمهيدا لاجتياح الحرم واستكمال مخطط القطار لكي يدخل إلى أسفل الأقصى المبارك. ودعا إلى تحرك عربي وإسلامي ودولي باعتبار أن ما تقوم به إسرائيل غير قانوني، وطالب بمحاسبة الشركة الأميركية "على غرار القضايا التي رفعت على الشركة الفرنسية لعملها بالقطار فوق الأرض وتم إيقافها وانسحبت من المشروع". إلى ذلك أعلنت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" أمس الأربعاء أن سلطات الإسرائيلية بدأت بتنفيذ مشروع تهويدي كبير لتحويل منطقة جنوب المسجد الأقصى المبارك وخاصة منطقة دار الإمارة الأموية إلى منطقة ومسار توراتي تلمودي مرتبط بالهيكل المزعوم. وقالت "مؤسسة الأقصى" في تقرير لها أمس : إن الاحتلال بدأ بمشروع كبير لتهويدٍ كاملٍ لمنطقة جنوب المسجد الأقصى، يرتبط بمشروع تهويدي لبلدة سلوان، وخاصة منقطة وادي حلوة. وأضاف: أن الاحتلال شرع في أعمال إنشائية لتحويل هذه المنطقة إلى مسار تهويدي تحت مسمَّى "مسار المطاهر التوراتية" كجزء من مسارات تهويدية تشمل الأسوار الإسلامية التاريخية للبلدة القديمة بالقدس، وأن لفظ "المطاهر" هو لفظٌ ومسمًّى لموقع ديني يهودي يتمُّ من خلاله -حسب ادِّعائهم- التطهُّر قبل دخول الهيكل المزعوم. وأشار التقرير إلى أنه سبق البدء بهذا المشروع أعمال حفريات صهيونية واسعة استمرَّت لأشهر شملت سرقة وطمس معالم أثرية إسلامية في المنطقة، وهو ما كشفت عنه "مؤسسة الأقصى" قبل أشهر ووثَّقته بالصور، تبعها إعلان أذرع في المؤسسة الصهيونية ادَّعت فيه أنه تمَّ الكشف عن آثار يهودية تعود إلى عهد الهيكل الأول المزعوم، وتبع هذا الإعلان مباشرةً الشروع بتنفيذ مخطط لتحويل منطقة جنوب المسجد الأقصى إلى مسار توراتي تهويدي، وهو ما حذَّرت منه المؤسسة مرارًا وتكرارًا. وجاء في التقرير الموثَّق بالصور الفوتوغرافية أن "مؤسسة الأقصى" قامت برصد تحركات أذرع المؤسسة الصهيونية في منطقة جنوب المسجد الأقصى؛ حيث لوحظ قبل فترة بدء أعمال تجهيزية تمهيدية في طرف منطقة دار الإمارة الأموية من الجهة الجنوبيةالغربية، قريبًا من تقاطع مدخل وادي حلوة، شملت افتتاح مدخل جديد لهذه المنطقة. وأوضح التقرير أن هناك أعمال جرف وتجهيز طريق ترابي من "الكركار"، تبعه وضع أبنية مؤقتة ونصب خيام، وإدخال معدات حفر إليها، وتبعه بعد وقت قليل أعمال حفريات وتجهيزات وتغييرات في أحد المواقع الواقعة أسفل موقع الإمارة الأموية من ناحية المدرسة الختنية جنوبي محراب المسجد الأقصى، وتتصل هذه الأعمال بمنطقة بعض الآبار الواقعة في المنطقة والمتصلة مع آبار أخرى واقعة جنوب المسجد الأقصى، تصل إلى المسجد الأقصى القديم.