"توقف بعض الناس عن شرب الخمر قبل رمضان بأربعين يوما استعدادا لشهر الصيام، والرغبة في الأجر والثواب، يعكس نفاق المجتمع".. هكذا علق أنس اليحياوي، طالب جامعي، على ظاهرة ابتعاد بعض المدمنين عن استهلاك المشروبات المحرمة قبل حلول شهر رمضان ليصح صومهم وتقبل صلاتهم. أما رشيد .د. أستاذ جامعي، من المدمنين على احتساء الخمر، فلا يعترف بدخول 40 يوما لكون الظاهرة عادة فقط ، لكنه يحرص على احترام قدسية الشهر، كما يتفادى الإحراج الذي قد يتعرض له في المجتمع الذي لا يتقبل فكرة الإفطار العلني وتعاطي المخدرات والمسكرات خلال نهار رمضان، إلا أنه بعد انقضاء شهر المغفرة والثواب يعود لمزاولة أنشطته المعتادة. وبالنسبة لأحمد الشرايبي، أستاذ بالتعليم الثانوي، فإن المشروبات الكحولية محرمة على طول السنة وليس فقط في رمضان"، مضيفا أنه "من العار أن نحرم أشياء في أوقات بعينها دون باقي شهور السنة بالرغم من معرفتنا المطلقة بتحريم الخمر بالقرآن والسنة، فمجتمعنا يعرف القانون والدين في فترة دون أخرى". ذات المتحدث لفت، في تصريح لهسبريس، إلى أن "هناك أشياء محرمة ويقبل عليها الصائم مباشرة بعد الإفطار، كالحشيش الذي يحل محل الخمر بالنسبة لبعض المدمنين الذين لا يستطيعون الصبر على المحرمات، وهو ما يعكس نفاق الفرد لذاته أولا ولمجتمعه ثانيا". وتساءل الشرايبي عن الهدف من وراء إغلاق الحانات والعلب الليلية خلال شهر رمضان فقط دون باقي شهور السنة، قائلا "لا إكراه في الدين، فالأمور الدينية واضحة، ولا حاجة لفرضها بالقوة على أفراد المجتمع من خلال الأمر بعدم بيع الخمور خلال رمضان للمسلمين". واستطرد المتحدث بالقول " أليس هاته قمة النفاق في مجتمعنا؟ لو كنا فعلا دولة إسلامية تطبق التعاليم الدينية لتمت محاربة جميع المحرمات بكل أصنافها من المجتمع ، لا أن نتباهى بمساهمتها في الاقتصاد الوطني". عبد المومن الحاج علي، طالب علم النفس الإكلينيكي بالرباط، يعلق بأن التوقف عن تناول الخمور يُجسد الجانب الديني الذي يظهره الفرد ليحس بنوع من الانتماء الاجتماعي، عبر الخضوع لجزء لما جاءت به العقيدة الإسلامية من أوامر ونواهي"، مضيفا أن هذا الفعل يترجم من الناحية النفسية محاولة الفرد تحقيق التوازن النفسي المفتقد، ونوعا من الراحة النفسية كهدف أسمى. "المقطوعون" في رمضان أمينة أم أربعة أطفال تتوجس من دخول شهر رمضان لكون الشهر بالنسبة لها بداية المعاناة مع زوجها "المقطوع" الذي يصبح شديد القلق والغضب على أتفه الأشياء إذ يصل الأمر إلى حد الضرب وتكسير أثاث البيت، ما يبث الرعب في نفوس أبنائها. وحسب أمينة، وهي التي تعمل كموظفة بشركة للاتصالات، فإن تغير سلوكات أفراد المجتمع إلى الأحسن شيء مستحب، بحيث يُلاحظ اكتظاظ المساجد خاصة خلال صلاة التراويح والفجر، والحرص على صلة الرحم، إلا أنها تَأْسَف لعدم استمرار الأمر بعد رمضان. سعاد هي أخرى من الزوجات اللواتي يعانين خلال شهر الصيام قائلة في تصريح ل"هسبريس" إن عملية التوقف عن المشروبات الكحولية تدفع ضريبتها زوجات المدمنين اللواتي يتحملن الشتم والضرب من أزواجهن "المقطوعين" ناهيك عن النزعات التي تظهر في الشوارع بحجة أن الإنسان صائم، إذ يتم التعليق على الأمر بأن هؤلاء صايمين باجْمِيل، "راهم مقطوعين" تردف سعاد.