شكلت المفاوضات الخاصة بتشكيل الحكومة الجديدة في بلجيكا وفوز حزب المملكة المتحدة المستقل في الانتخابات التشريعية الجزئية في بريطانيا ومصادقة مجلس "الدوما" المبدئية على مشروع قانون يقترح تعويض خسائر المواطنين الروس الناجمة عن قرارات المحاكم الأجنبية وخطاب الرئيس الألماني بمناسبة الاحتفال بيوم الحرية وتداعيات وباء إيبولا والحرب المتواصلة على (داعش)، أهم المواضيع التي تناولتها الصحف الأوربية، الصادرة اليوم الجمعة. ففي بلجيكا استقطبت المفاوضات الجارية بين الأحزاب الأربعة المشكلة للائتلاف الحكومي بشأن توزيع الحقائب الوزارية، اهتمام الصحف البلجيكية، حيث كتبت (لا ليبر بلجيك) بأن عدة مصادر مقربة من المفاوضات، أكدت تشكيلة من 18 منصبا، بينهم 14 وزيرا وأربعة كتاب دولة. وأعربت (لو سوار) عن اعتقادها بأن المفاوضين تخلوا عن الاجتماع يوم الخميس على هامش "مؤتمرات المشاركة" التي عقدتها أحزابهم على التوالي من أجل إغلاق ملف توزيع الكفاءات داخل الحكومة الجديدة، مشيرة إلى أن الاتصالات متواصلة في هذا الشأن بين رؤساء الأحزاب. وعددت بعض المشاكل التي اعترضت تشكيلة الحكومة الجديدة، من بينها "طلبات المسيحيين الديموقراطيين الفلامانيين التي رفعت من المزاد، والتي تروم الحصول على مناصب إضافية"، مضيفة أن اجتماعات رؤساء الأحزاب ستستأنف بعد المؤتمرات الحزبية. واستبعدت (لافونير) أي اتفاق مبدئي بين الأحزاب الأربعة في الائتلاف الحكومي، مستشهدة بتصريح رئيس وفد حركة الإصلاحيين، ديديي راينديرس، الذي أكد عدم وجود أي اتفاق شمولي بشأن توزيع الحقائب الوزارية. وفي بريطانيا انصب اهتمام الصحف حول فوز حزب المملكة المتحدة المستقل في الانتخابات التشريعية الجزئية المنظمة أمس الخميس في بعض الدوائر البريطانية. ونقلت (الغارديان) أصداء هذا الفوز الذي أحرزه حزب معادي لبقاء المملكة المتحدة في حظيرة الاتحاد الأوربي ومناصر لدعوات تشديد سياسة الهجرة، مذكرة بأن مرشح حزب المملكة المتحدة المستقل حصل على 21 ألف و113 صوتا، ما يعادل نسبة 60 في المائة من أصوات الناخبين في دائرة كلاكتون أو سي بالجنوب الشرقي للبلاد. ومن جهتها عادت (ديلي تيلغراف) لموضوع فوز مرشح حزب المملكة المتحدة المستقل، دوغلاس كارسويل، بالمقعد الأول في مجلس العموم، معتبرة إياه انتصارا يعزز موقع الحزب في الساحة السياسية على بعد سبعة أشهر من الانتخابات التشريعية. وأشارت (الإندبندنت) إلى أن نسبة المشاركة بلغت 51.2 في المائة، وهو معدل مرتفع بالمقارنة مع الانتخابات الجزئية السابقة، مشيرة إلى أن هزيمة حزب المحافظين في دائرة كلاكتون تعد ضربة قوية لأنصار الحزب. وفي فرنسا خصصت الصحف أهم تعاليقها لمنح جائزة نوبل للآداب للفرنسي باتريك موديانو،عن مؤلفه "فن الذاكرة". في هذا الصدد تساءلت صحيفة (لاكروا) عما إذا كان الحصول على هذه الجائزة خبرا سعيدا ،مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بمفاجأة بالنسبة لباتريك موديانو الذي لم يتم الاتصال به من قبل لجنة التحكيم، قبل الإعلان الرسمي عن الفائز في التاسع من اكتوبر. وأضافت الصحيفة أن فرنسا تلقت، في كل الأحوال، وبفخر هذه الجائزة ، وهي التي سرعان ما تشكك في نفسها وفي مؤهلاتها، خاصة عندما تتذكر انه كان في الماضي في الجانب الآخر من الأطلسي من يتوقع موت ثقافتها، مشيرة إلى أن جائزة نوبل ، كما هو الشأن بالنسبة لكل الجوائز ، تعتبر دعوة للقراءة وإعادة القراءة . وقالت إن جائزة نوبل تكرم سنة بعد سنة كتابا من كافة المناطق واللغات، مضيفة أنها كرمت اليوم كاتبا فرنسيا وتاريخا فرنسيا اعترافا بنكهته العالمية. من جهتها اعتبرت صحيفة (ليبراسيون) أن منح جائزة نوبل للآداب لموديانو ، تشكل في المقام الأول، في فرنسا 2014 الوازنة والصاخبة، علامة على الحساسية مشيرة إلى أن "قصر الرمل" الذي يأتينا من السويد ،يشجع القراء الصامتين على الحلم. وأضافت الصحيفة أن حساسية موديانو هي أيضا وبالتأكيد سياسية، وهو الجانب الذي كافأته لجنة التحكيم. وفي ألمانيا ركزت الصحف، الصادرة اليوم، على الخطاب الذي ألقاه الرئيس الألماني يواكيم غاوك في حفل أقيم أمس الخميس بمدينة لايبسيغ(شرق) بمناسبة الاحتفال بيوم الحرية (يوم تاسع من أكتوبر من عام 1989) الذي انطلقت فيه مظاهرات احتجاجية سلمية كبيرة أدت في النهاية إلى انهيار النظام الشيوعي وسقوط جدار برلين. وكتبت صحيفة (نوي أوسنايبروكه تسايتونغ) في تعليقها أن الرئيس غاوك تفوق في الكلمة التي ألقاها بمناسبة الثورة السلمية في ألمانيا الشرقية قبل25 عاما، مرصعا هذا الحدث " الذي لم يكن مجرد ذكرى في روتينها اليومي، بكلمات من ذهب" مؤكدا فيه أيضا أن الديمقراطية والحرية والوحدة، مجهود وعمل أساسه الحب. صحيفة (نودفيست تسياتونغ) ترى من جهتها أن الرئيس غاوك كان على حق تماما عندما قال " قبل الوحدة كان لا بد من تحقيق الحرية " مشيرا إلى أنه بدون تمرد ناجح للمواطنين في ألمانيا الشرقية ضد النظام الشيوعي، لم يكن سقوط الجدار ممكنا أبدا" ، لذلك، بالنسبة للرئيس، تقول الصحيفة، فإن هذا الحدث التاريخي، يستحق الاحتفال به. أما صحيفة (توريغيشه لاندستسايتونغ) فكتبت أن الرئيس سلط الضوء على العديد من الحقائق ووضح بأن الانفصال اعتبر من قبل العديد من المواطنين آنذاك، أمرا مهينا، كما أشار إلى أن الكثير من المواطنين في ألمانيا الشرقية سابقا، فضلوا الرحيل وفقدان منازلهم في سبيل العيش في حرية. من جانبها لاحظت (لوبيكه ناخغيشتن) بأن الاحتفال بحدث المظاهرات التي شهدتها لايبسيغ، مهم للغاية بالنسبة لكل الألمان، فهو يذكرهم بأهم مبادئ الديمقراطية، وقالت إن المواطنين تحملوا المسؤولية، ولا يحتاجون اليوم إلى أي عنف أو قائد كاريزمي ولا لشيء آخر إلا الاحتفاظ بشجاعتهم. وأضافت أن الرئيس غاوك أثنى على المواطنين الذي عاشوا الحدث، مبرزا أن عشرات الآلاف تمكنوا من التغلب على الظالمين لأن توقهم للحرية كان أكبر من الخوف . وفي روسيا سلطت الصحف الضوء على مصادقة مجلس الدوما ( البرلمان الروسي ) المبدئية على مشروع قانون يقترح تعويض خسائر المواطنين الروس الناجمة عن قرارات المحاكم الأجنبية على حساب الميزانية، بفضل أصوات نواب حزب "روسيا الموحدة" الحاكم بالرغم اعتراض المعارضة. وذكرت صحيفة (نوفيه إزفيستيا) أن مشروع القانون يتيح للمواطنين الروس، الذين تمت مصادرة ممتلكاتهم بموجب قرارات المحاكم الأجنبية، الحصول على تعويضات من الميزانية الروسية. ومن المفترض أن يشمل مبلغ التعويض "قيمة الممتلكات المفقودة، والغرامات المدفوعة، والإيرادات، التي لم يتم جنيها، وغيرها من الخسائر" الأخرى، كما يحق لروسيا في الوقت نفسه، مطالبة الدولة الأجنبية، التي أصدر قضاؤها قرارا غير مشروع، بتعويض الخسائر بالأثر الرجعي. في السياق ذاته ذكرت صحيفة (نوفيه إزفيستيا) أن هذا القانون أطلقت عليه وسائل الإعلام تسمية "قانون ضحايا العقوبات" أو "قانون أركادي روتينبيرغ"، الذي تمت مصادرة ممتلكاته في إيطاليا. أما صحيفة (كوميرسانت) فقالت إن فلاديمير بونيفيجسكي، صاحب مشروع القانون، النائب عن "روسيا الموحدة"، أقنع زملاءه بأن مشروعه يهدف إلى حماية الممتلكات الخارجية ليس لأشخاص بعينهم، وإنما لأي مواطن روسي تصدر محكمة أجنبية قرارا ظالما بحقه. ونقلت الصحيفة عن يولي تاي الشريك بمكتب "بارتوليوس" للمحاماة قوله ،"إن تعويض أية خسائر خارجية لأية شركات روسية سيترتب عليه غضب السكان، الذين سيجري سداد هذه التعويضات على نفقاتهم". من جانبها نقلت صحيفة (إربي كاديلي) عن مصدر في الحكومة الروسية قوله ،أن مشروع القانون لم يلاق اعتراضا صريحا من الحكومة بسبب لاعقلانيته وعدم قابليته للتطبيق. وبإسبانيا، لا يزال تطور الحالة الصحية للممرضة المصابة بفيروس إيبولا والجدل الدائر حول خطة الوقاية التي اعتمدتها الحكومة يشكلان أبرز اهتمامات الصحف. وكتبت (إلباييس)، في هذا الصدد، أن راخوي غير إجراءات الوقاية من فيروس إيبولا بعد غضب الأطباء، مبزرة أن حزب المعارضة الرئيسي، الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، طالب بتحديد المسؤولين عن الأخطاء في بروتوكول الوقاية التي أدت إلى إصابة تيريزا روميرو. وأضافت أنه فضلا عن ذلك يشعر المجتمع الإسباني بالقلق على إثر تدهور الحالة الصحية للممرضة التي تلقت علاج أوليا في شكل مصل مشتق من دم مريضة شفيت من هذا الداء الذي كانت قد أصيبت به في ليبيريا. وفي سياق متصل، أوردت صحيفة (إلموندو) تنامي الغضب في إسبانيا بسبب تدبير أزمة إيبولا، مضيفة أن الطاقم الطبي يشير إلى عدم وجود معدات للوقاية وغياب معلومات حول التدابير الوقائية. وذكرت اليومية أن سلسلة من الأخطاء إلى جانب الخطة المرتجلة للوقاية من فيروس إيبولا أديا إلى إصابة الممرضة به، مضيفة أنها توجد في وضعية صحية "جد حرجة". من جهتها قالت (أ بي سي) أنه عقب تدهور الحالة الصحية لتيريزا روميرو، نقل 13 شخصا، كانوا على اتصال مباشر أو غير مباشر بها، إلى مستشفى كارلوس الثالث، فيما لا زال 80 شخصا آخرون تحت المراقبة الطبية. وفي السويد، استأثرت الشأن الرياضي باهتمام الصحف التي ركزت على مقابلة التعادل (1-1) التي جمعت المنتخب الوطني بنظيره الروسي في إطار التأهل لكأس أوروبا. وقالت (داغنس نييتر) إن المهاجم السويدي طويبونين أنقذ السويد بتحقيق التعادل في مباراة صعبة أمام روسيا، مشيرة إلى إصابة مهاجم رينيس خلال هذه المباراة واحتمال عدم المشاركة في المقابلة التي ستجري يوم الأحد مع ليشتنستاين. من جهتها أشارت (سبينسكا داغبلاديت) إلى دخول جيمي دورماز للميدان في غياب إبراهيموفيتش، مشيرة إلى أن الفريق خسر زعيمه وهدافه وإلى أن نبيل بهوي بصم خطواته الأولى خلال هذه المباراة ولكنه لم يفلح في الإقناع. أما (أفطونبلاديت) فعادت إلى المشادات التي وقعت بين اللاعبين السويديين في الشوط الثاني من المباراة ، خاصة بين مهاجم الوسط غرانغبيست ولاعب وسط الميدان دورماز. وأضافت أن النتيجة في الشوط الأول كانت هدفا للا شيء، لفائدة روسيا، مشيرة إلى أن كل السويد تنتظر عودة إبراهيموفيتش يوم الأحد لتحقيق الفوز بعد مقابلتين لم تسفرا عن أهداف تذكر، بين النمساوروسيا. وفي سويسرا عالجت الصحف مخاطر وباء إيبولا القاتل في أوربا، غداة ظهور الحالات الأولى للإصابة في بلدان غربية. وتحت عنوان "لا داعي للخوف"، كتبت (لا تريبين دي جنيف) أنه كان يكفي ظهور حالتين في الولايات المتحدة وإسبانيا لتنتشر حالة الذعر في الغرب، مضيفة أنه بعد اللامبالاة، اكتشف العالم في مجموعه حجم المشكل وعبأ أخيرا الوسائل الكبرى. وتابع كاتب الافتتاحية أن أوربا والولايات المتحدة الأمريكية مهددتان بخطر انتشار العدوى، ما دفعها إلى التفكير في منع هبوط كل الطائرات القادمة من البلدان التي اجتاحها الوباء. وتساءلت (24 ساعة) عما إذا كان العمل بإجراءات المراقبة الصحية في المطارات الأمريكية سيكون له أثر عبر العالم، "إن الرعب قد يخلف انعكاسات مباشرة، تقول الصحيفة، على الوسائل التي تم اعتمادها في مقاومة الفيروس القاتل في البلدان الإفريقية الأكثر تضررا". كما تساءلت (لوتون) حول "الأسباب الكامنة وراء صعود الإحساس بالرعب على الصعيد الدولي، والذي يجري تغذيته عبر وسائل الإعلام"، وقالت استنادا على رأي الخبراء، أنه من اللافت أن نرى الحجم الذي تأخذه الأمور في الغرب حيث لا يوجد في الوقت الراهن سوى حالة واحدة مؤكدة. وفي بولونيا انتقدت (لاغازيت إليكطورال) تركيا التي تتردد في الانخراط في محاربة الجهاديين خارج حدودها مخافة تعزيز موقع الأكراد الذي يواجهون تنظيم (داعش) الذي يدفعهم إلى مغادرة التراب السوري بعد السيطرة على كوباني. وقالت (بولسكا) من جهتها بأن تركيا لا تساعد الأكراد، مضيفة أن القوات التركية تلقت أمرا يقضي بعدم تجاوز الحدود المتاخمة لسورية والمشاركة في العمليات البرية فوق التراب السوري. وتابعت أن الأكراد برهنوا على شجاعة كبرى على الرغم من محدودية الوسائل العسكرية مقارنة بتلك المتوفرة لتنظيم (داعش)، مشيرة إلى أنه بفضل الضربات الجوية الأمريكية، تمكن المحاربون الأكراد من إحراز تقدم في الميدان. وعلى المستوى الدبلوماسي، ترى (ديلي صباح) أن السلطات التركية كررت المطالب الملحة للأمين العام لحلف شمال الأطلسي، الذي يزور تركيا، والقاضية بإقامة منطقة عازلة من أجل أسباب إنسانية. أما يومية (تودايز زمان) فأعلنت عن اعتقال القوات التركية المرابطة في الحدود مع سورية، ل16 عضوا في الحزب الكردي للاتحاد الديمقراطي، الجناح السوري لحزب العمالي الكردستاني، في الوقت الذي كانوا يحاولون التسلل إلى الأراضي التركية.