رغم خلو سنة 2014 التي نودعها من إنجازات عملاقة للرياضة المغربية بصفة عامة وفي الرياضات الجماعية بشكل خاص، بعدما بات التألق منحصرا في العادة على اجتهادات فردية تكون في الغالب حصادا لمجهود وتمويل ذاتي صرف، غير أن هذا العام شهد تفوق أبطال ورياضيين مغاربة في رياضات مختلفة حاولوا من خلالها إعلاء راية الوطن في مجموعة من المنافسات العالمية التي شاركوا فيها. "هسبريس الرياضية" جردت أبرز ما حققه الأبطال المغاربة في سنة أنصفت من عملوا بتفان، وأهدت من ظلموا من قبل المسؤولين المحليين اعترافا عالميا لم يجدوه في بلدهم الأم، ومنحت البعض الآخر إنجازا كان يصبو إليه منذ سنوات. هذه أبرز10 شخصيات رياضية في المغرب لسنة 2014. المهدي المتقي بنعطية لاعب جعل المستحيل ممكنا، وصعد سلم التألق خطوة خطوة، رمى تكبر من يبدؤون في شق طريق النجومية جانبا وحصن نفسه بتواضع أبقاه بنادي أودينيزي الإيطالي لسنوات حتى تصقل موهبته. انتظر حتى صيف العام الماضي لينتقل إلى ذئاب روما، وهناك تفجرت عطاءاته، ليصبح ثالث عميد للفريق بعد الأسطورة طوتي ودي روسي. المهدي بنعطية اليوم صخرة دفاع بمعنى الكلمة، يحمل قميص ناد قليل من العرب توقعوا أن يبلله عرق شخص منهم، فأصبح أغلى مدافع بأرض أبطال العالم. وما دليل على موهبته إلا حضوره الدائم في أغلب الإحصائيات، التي تضم خيرة المدافعين واللاعبين المتألقين على مدار النصف الأول من "البوندسليغا"، دون الحديث عن النصف الأول من السنة، والذي تقمص فيه بنعطية دور الأسد وسط ذئاب العاصمة الإيطالية وبشهادة الجميع. منتخب كرة القدم الأمريكية في غياب جامعة وصية على اللعبة بالمغرب نجحت الجمعية الوطنية المغربية لكرة القدم الأمريكية من تأطير شبان مغاربة وقيادتهم للفوز بكأس إفريقيا، بعد التغلب على المنتخب المصري بمعقله بنتيجة 26-6، وكسب بطاقة التأهل إلى كأس العالم التي تحتضنها السويد صيف 2015. هذا المنتخب الذي جاء نتاج تضحيات كبيرة لشبان مغاربة، استطاع تمثيل المغرب خير تمثيل إفريقيا في انتظار المشاركة العالمية، كأول بلد إفريقي وعربي يشارك في تظاهرة من هذا الحجم، علما أنه ظل يدبر كل تنقلاته بتمويل ذاتي عبر جمع التبرعات عبر الإنترنيت وبمساهمات من أعضاء الجمعية. مغرب أتلتيكو تطوان بغض النظر عن المستوى المتواضع الذي ظهر به نادي المغرب التطواني في نهائيات كأس العالم للأندية التي خرج من دورها الأول بعد خسارته بركلات الترجيح من أوكلاند سيتي النيوزيلندي، غير أن الفريق ذاته هو من أمتع وأبدع طيلة الشهور الأولى من السنة ليقهر جميع أندية الدوري ويتوج بطلا لثالث النسخ الاحترافية من البطولة الوطنية. النادي التطواني نجح في حسم الصراع المحلي مع الرجاء في آخر دورة، ليكون ثاني ناد مغربي يبلغ العالمية بعد الرجاء في مناسبتين، كما أن جمهوره ترك صورة حضارية في جل اللقاءات المحلية، مثل مباراة أوكلاند التي شهدت ردة فعل رائعة من الجمهور. Red One على الرغم من انتمائه إلى عالم الفن والموسيقى غير أن المنتج المغربي نادر الخياط المعروف ب"ريدوان" أسهم في إخراج العديد من الأعمال التي تتعلق بالرياضة وبكرة القدم تحديدا، ليزيد من توهج الأسماء المغربية في العالم وينسج الكثير من العلاقات مع رياضيين عالميين. "ريدوان" أنتج واحدة من بين الأغاني الرسمية لكأس العالم الأخيرة بالبرازيل والتي لقيت انتشار واسعا، إلى جانب إنتاجه لأغنية بشراكة مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بمناسبة الموندياليتو، ناهيك عن إصداره لأغنية "العاشرة" مع نجوم ريال مدريد وأخرى احتفاء بالمشاركة البرتغالية في كأس العالم الأخيرة. منتخب البلياردو تمكن شباب مغربي منضوي تحت لواء الجمعية المغربية للاعبي البلياردو من بلوغ ما عجزت عنه الجامعة الوصية عن اللعبة بالمغرب، بعدما فازوا ببطولة العالم للبلياردو التي نظمت بإنجلترا الصيف الماضي بعد تغلبهم على منتخب البلد المنظم بمدينة "بلاك بول" الإنجليزية، في المنافسة التي شاركت فيها منتخبات إنجلترا واسكتلندا وبلاد الغال وفرنسا واستراليا وجنوب إفريقيا والهند وجزيرة لارينيون ومالطة وأيرلندا الجنوبية وأيرلندا الشمالية. منتخب البلياردو الذي تشكل من شباب مغربي لم يجد أدنى مساعدة من الجامعة الوصية، إذ تكفل بمصاريف التنقل والإقامة من المال الخاص للمشاركين، وبعض المساهمات من عشاق هذه الرياضة التي تحظى بشعبية كبيرة في المغرب رغم غياب إرادة واضحة في تقنينها. اتحاد الفتح الرياضي رغم افتقاده لواحد من أساسيات كرة القدم ألا وهو الجمهور، إلا أن نادي الفتح الرباطي نسج علاقة حميمية مع الألقاب ليتوج من جديد بكأس العرش في 18 من نونبر الماضي بعد إزاحته لمنافسين من العيار الثقيل، بقيادة المدرب وليد الركراكي الذي لم يستلم زمام الأمور بالفريق الرباطي إلا أسابيع قليلة قبل إنجاز الكأس الفضية. النادي الرباطي أحرز الكأس وأنهى الموسم الماضي في الرتبة الثالثة، مما يظهر طريقة التسيير الاحترافية لمسؤوليه الذين حافظوا على مستوى ثابت للفريق طيلة السنوات الأخيرة التي عرفت تتويجا بكأس العرش وكأس الكونفدرالية الإفريقية سنة 2010. سَلّة سلا بصم فريق جمعية سلا على سنة مميزة في تاريخه الرياضي، بتتويجه بثنائية الدوري والكأس لموسم 14-13، ليؤكد مرة أخرى سيطرته على جل الألقاب المحلية وهيمنته على هذه الرياضة في المغرب.. توهج السلويين لم يكتفي بما هو محلي فقط. الجمعية التي تضم بين صفوفها منجما من اللاعبين المتميزين الذي يغرف منه المنتخب الأول عند كل محك قاري، رفع راية الوطن ببلوغهم المباراة النهائية للدورة 27 من البطولة العربية للأندية البطلة التي احتضنتها سلا، والمباراة النهائية لبطولة أبو ظبي الدولي في نسختها الثانية. بدر هاري لا يزال النجم المغربي بدر هاري، البطل العالمي في رياضة "الكيك بوكسينغ" يثير إعجاب المغاربة الذين طالما اعتبروه رمزا من رموز افتخارهم برياضييها، عقب تتويجه هذه السنة بمجموعة من الألقاب مثل حصده جائزة المليون درهم في النسخة الأولى للبطولة العالمية للقتال والجائزة الكبرى للبطولة العالمية للقتال في الإمارات. بطولات النجم المغربي جعلته محط إعجاب من قبل كبار نجوم كرة القدم في العالم، وبالأخص في ريال مدريد، إذ تربطه علاقة خاصة مع عدد من لاعبي الملكي، من بينهم كريستيانو رونالدو، إلى جانب عدد من الشخصيات الكبيرة مثل الرئيس الشيشاني الذي حل ضيفا لديه في الفترة الأخيرة. المهدي بناني فاز السائق المغربي المهدي بناني بالسباق الثاني من الشطر الأول للجائزة الكبرى للصين، عاشر مراحل بطولة العالم لسباق السيارات السياحية WTCC ، كأول سائق عربي وإفريقي ينجح في الفوز بإحدى سباقات هذه المسابقة التي احتضنت مدينة مراكش أول مراحلها. وعقب العديد من المحاولات خلال السنوات الأخيرة نجح البطل المغربي في أن يصعد "البوديوم" بطلا للسباق بعد أن نجح في مواسم سابقة من احتلال المركز الثالث في السباق الثاني لهنغاريا، منهيا بذلك الموسم في المركز الحادي عشر من أصل 20 متسابقا. عزيز العامري مدرب فريق المغرب التطواني ورغم الانتقادات الكبيرة التي تلقاها خلال الأيام القليلة الماضية عقب الإقصاء المخيب من الموندياليتو، إلا أنه وضع أسسا لفريق كبير، بإمكانه لعب أدوار طلائعية باستمرار إلى جانب عمالقة الكرة المغربية مثل الوداد والرجاء والجيش والكوكب المراكشي والدفاع الجديدي. العامري يعتبر واحدا من المدربين القلائل الذين حافظوا على مركزهم على رأس الإدارة الفنية لناد وطني، وذلك لأربع سنوات، بسط خلالها طريقة لعب جديدة أثارت إعجاب كل المتتبعين الرياضيين وقادت الفريق التطواني إلى الفوز بأول لقبين للدوري في تاريخه وإلى مشاركة عالمية كثاني فريق مغربي يصل المسابقة العالمية. جمهور البوغاز أمواج من الجماهير الزرقاء أبت إلا أن تساند فريقها مع نهاية كل أسبوع، لا فرق في أن تكون المباراة بملعب طنجة الكبير أو في مدينة أخرى، فهديرها مسموع في كل الملاعب المغربية، وكلها عزم على العودة بعد شهور إلى مكانها الأصلي في القسم الأول. جمهور اتحاد طنجة يرسم الإبداع في المدرجات، فبات واحدا من بين القليل ممن تحتل تيفوهاته المراتب الأولى في المواقع العالمية المختصة، ليضاهي بإبداعاته أكبر جماهير أندية القسم الأول.. وفي حال حقق فارس البوغاز المأمول، ونجح في تحقيق الصعود هذا الموسم فاسألوا الجماهير الزرقاء كيف تم ذلك. رضوان عشيق حقق الحكم الدولي المغربي ما عجز عنه كثيرون من زملائه، حينما مثل وحيدا الحكام المغاربة في كأس العالم التي أقيمت بالبرازيل الصيف الماضي، مؤكدا حضوره البارز والمستمر في أكبر التظاهرات على المستويين القاري والعالمي. عشيق، الدولي منذ 2007 والذي قرر الاستمرار في ملامسة خط التماس كحكم شرط بعد أن فكر في الاعتزال، سيكون حاضرا من جديد في "الكان" المقبل رفقة المغربي الآخر بوشعيب لحرش، بعد سلسلة من المشاركات في مجموعة من نسخ الكأس القارية، إضافة لمونديال جنوب إفريقيا.