انصب اهتمام الصحف العربية، الصادرة اليوم الجمعة، على الحوار بين الأطراف السياسية في لبنان، والعمليات الإرهابية التي استهدفت كلا من اليمن وفرنسا. كما تطرقت لإعلان اللجنة العليا للانتخابات في مصر عن الجدول الزمني للانتخابات البرلمانية، إلى جانب مواضيع إقليمية ومحلية. ففي لبنان، قالت صحيفة (الجمهورية) إن اللبنانيين "يترقبون"، في هذه الأثناء، "ثلاث إطلالات سياسية نظرا لما يمكن أن تحمله من مواقف تعكس الواقع الجديد الذي دخلته البلاد مع المناخات الحوارية". وأوضحت أن الإطلالة الأولى هي للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والتي سيركز فيها على انتخاب رئيس جديد، فيما الإطلالة الثانية ستكون للأمين العام ل(حزب الله) حسن نصر الله والتي سيركز فيها اليوم على الحوار بين الحزب و(تيار المستقبل)، بينما سيركز رئيس حزب (القوات اللبنانية) سمير جعجع في إطلالته، الأربعاء المقبل، على الحوار بين حزبه و(التيار الوطني الحر). وفي السياق ذاته، أشارت (الأخبار) إلى أنه، وفي انتظار تطورات حواري حزب الله وتيار المستقبل، والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، "كسرت زيارة السفير السوري عبد الكريم علي، أمس، إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري الجمود السياسي"، مضيفة أن الحديث بينهما "تركز على الإجراءات الجديدة على الحدود بين البلدين"، وأن السفير السوري "نقل عن بري تأكيده أن سورياولبنان لا يمكن أن يكون بينهما تأشيرة دخول"، مشيرا إلى أن الأمر "مجرد إجراءات تنظيمية ويجب أن تكون بالتنسيق بين البلدين". أما صحيفة (السفير) فكتبت أن "العاصفة (زينة) الرئاسية مؤجلة، و(زينة) الحكومية جعلت مجلس الوزراء معلقا بفضل النفايات، حتى إشعار آخر، لينضم إلى مجلس النواب المستريح منذ أن مدد لنفسه". أما "زينة" الطبيعية، تقول الصحيفة، "فقد (زينت) لبنان بالأبيض (...) ومددت العطلة وخففت ازدحام الطرق، لكنها كشفت عن مآس مقيمة وأخرى مستجدة، لعل أكثرها وجعا مأساة الفقراء السوريين المقيمين في عراء الخيم القماشية أو البيوت الخشبية وربما في عراء الطرق والدروب.. وانتظار نهاية ما.. لا تأتي منذ أربع سنوات"، أما "زينة" الفرنسية، تعلق السفير، ف"يبدو أنها لن تهدأ.. وحالها حال زلزال الحادي عشر من أيلول النيويوركي". ومن جهة أخرى، وصفت (الديار) جلسة مجلس الوزراء أمس ب"الأسخن" منذ تأليفها بعد أن "شهدت سجالات حول الحصص بشأن ملف النفايات، أدت إلى تعليق جلساتها من قبل رئيسها تمام سلام حتى حل ملف النفايات، الذي كان البند الوحيد في الجلسة". وفي الإطار ذاته، كتبت (النهار) "فيما بدأت العاصفة القطبية التي تضرب لبنان تنحسر تدريجيا لم تجد الملفات الأخرى المتزاحمة طريقها إلى مجلس الوزراء أمس بفعل عاصفة تعثر مشروع التسوية الذي وضع عشية الجلسة لملف النفايات الصلبة، الأمر الذي شكل استهلالا غير موفق للحكومة لمطلع السنة برز مع مبادرة رئيس الوزراء تمام سلام إلى رفع الجلسة رافضا البحث في أي بند آخر وتعليق الجلسات إلى حين البت في هذه المشكلة". وفي اليمن، لاحظت صحيفة (الثورة) أنه على الرغم من التغيير المنشود في العملية الديمقراطية والسياسية والدولة المدنية الحديثة التي يتطلع إليها الجميع من أبناء الشعب اليمني، "إلا أن توسع رقعة الإرهاب وعناصره الإجرامية التي تحصد كل يوم العشرات من القتلى والجرحى أصبح مصدر خوف وقلق كل الناس"، مضيفة أن هذه العناصر "تستهدف الجميع عبر المواجهات وعبر السيارات المفخخة والعبوات الناسفة في مختلف الشوارع والأحياء السكنية في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات الأخرى". وشددت الصحيفة، في مقال لها، على أن الوقت قد حان أمام أبناء الشعب اليمني للوقوف في خندق واحد تجاه هذه الأعمال الإرهابية وعناصرها من أجل "دك أوكارهم واجتثاث منابعهم أينما وجدوا، وتخليص الوطن من شرورهم وأعمالهم الدنيئة والخبيثة وسمومهم القاتلة في أوساط شعبنا، وإدراكنا جميعا أن تحقيق المستقبل اليمني الجديد والمشرق والمتطور والدولة المدنية الحديثة التي ننشدها جميعا لن تتحقق إلا بجهود كل أبناء الوطن في مكافحة الإرهاب". وفي جديد الاعتداء الإرهابي، الذي استهدف أول أمس كلية الشرطة في العاصمة صنعاء وأسفر عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح، أفادت صحيفة (نيوز يمن) بأن مدير عام شرطة أمانة العاصمة العميد عبد الرزاق المؤيد كشف أن أجهزة الأمن تمكنت من إلقاء القبض على خلية إرهابية متورطة في هذا الحادث الإرهابي تابعة لتنظيم (القاعدة). ونقلت الصحيفة عن المسؤول الأمني قوله إن الخلية تتكون من خمسة أشخاص أحدهم تم ضبطه في مكان وقوع انفجار السيارة المفخخة أمام كلية الشرطة وتم استجوابه وأدلى بمعلومات عن بقية الخلية التي تنتمي لتنظيم القاعدة الإرهابي، مضيفا أنه تم ضبط أربعة من أعضاء الخلية في مصلحة الهجرة والجوازات أثناء محاولتهم استخراج وثيقة للهروب خارج البلاد. وبخصوص نتائج المباحثات التي جمعت مؤخرا هيئة مستشاري الرئيس عبد ربه منصور هادي مع عبد الملك الحوثي زعيم (جماعة الحوثي) في محافظة صعدة (شمال غرب صنعاء) لتقريب وجهات النظر من أجل احتواء الانفلات الأمني في اليمن، ذكرت صحيفة (الأيام) أن الرئيس هادي اطلع على التقارير التي أعدت حول هذه اللقاءات، وأكد أنه "من أجل سلامة واستقرار الوطن لا بد من بذل الجهود وتقديم التنازلات التي تهدف إلى إصلاح المسار وتأكيد ترجمة الأهداف المرجوة، خاصة في هذا الظرف الحساس والاستثنائي على مختلف المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية". وحسب الصحيفة فإن التقرير الذي أعدته هيئة المستشارين المكونة من مختلف القوى السياسية، أشار إلى أن اللقاء مع عبد الملك الحوثي "كان إيجابيا وقد يكون تأسيسا لترجمة الكثير من المتطلبات الوطنية على أساس مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل بكل مكوناته، وكذا بنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية الموقع في 21 شتنبر 2014". وفي الإمارات، أكدت صحيفة (الاتحاد) حرص الإماراتوإيطاليا على تعزيز التبادل التجاري والتعاون في قطاعات الطاقة والطيران وتأكيدهما على أهمية مواصلة التنسيق والتعاون بين مختلف القطاعات في البلدين. وأشارت إلى أن المباحثات التي أجراها، أمس بمدينة العين، سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مع ماثيو رينزي، رئيس وزراء جمهورية إيطاليا، الذي يزور الإمارات حاليا، شكلت مناسبة للتطرق لمجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. كما أكد البلدان، تضيف (الاتحاد)، على أهمية تضافر الجهود الدولية لمواجهة مصادر الخطر والتهديد والتصدي الفاعل لها، وفي مقدمتها العنف والتطرف والإرهاب، حيث عبر الجانبان عن إدانتهما لأشكال الإرهاب والأعمال الإجرامية كافة التي تستهدف أرواح الأبرياء وزعزعة أمن الشعوب واستقرار الدول. وفي سياق مواكبتها للاعتداء الإرهابي الذي استهدف صحيفة (شارلي إيبدو) الفرنسية، أكدت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن "ما حدث في باريس عمل إرهابي موصوف وقد كانت إدانته قاطعة من لدن العرب والمسلمين الذين يعانون إرهاب الجماعات المتطرفة". وشددت الافتتاحية على أن إدانة العرب والمسلمين للإرهاب لا تنبثق فحسب من معاناتهم من مظاهره ونتائجه وإنما تنبع أساسا من جوهر ما تقوم عليه ركائز العقيدة الإسلامية التي تكرم النفس الإنسانية وتشدد على حفظها وتكريمها، مؤكدة أن مرتكبي الأعمال الإرهابية يسعون إلى "خلق التطرف لدى الآخر.. بهذه الطريقة يصبح الطريق معبدا لتجنيد الآخرين في جانبه". ومن جانبها، أكدت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، أن الجرائم البشعة التي يرتكبها إرهابيون جهلاء بدينهم مثل ما هم جهلاء بالحضارة والثقافة والمعرفة، هي جرائم مركبة لا تكفي إدانتها فقط وإنما المطلوب معالجة أسبابها وآثارها ومصادرها. وقالت الصحيفة إن جريمة باريس التي روعت المجتمعات كافة تزامنت مع جريمة أخرى في اليمن ثم لحقتها جرائم إرهابية أخرى في فرنسا "وسوف تظهر مثل تلك الجرائم في بقاع أخرى إذا لم يتحد العالم لمكافحة الإرهاب كظاهرة منافية للحضارة وللإنسانية ومناهضة لمفهوم الدين أيا كان هذا الدين". وشددت (الوطن) على ضرورة استيعاب الغرب لفكرة أساسية تتمثل في أن هذه الجرائم الإرهابية لا تمت إلى الدين بصلة ولا هي من صميم تعاليم المسلمين ولا حتى في هوامش التدين، وإنما هي عمل مفارق تماما لكل ما يتصل بالإيمان والإسلام والتدين والتعبد والانتماء للإنسانية. وبدورها، شددت افتتاحية صحيفة (البيان) على أن "الأعمال الإجرامية المفجعة التي ينفذها متطرفون في مناطق متفرقة في المنطقة والعالم تستوجب التعاون والتضامن على جميع المستويات لاستئصال هذه الظاهرة التي تسعى إلى نشر الدمار والفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار وتهدد مستقبل البشرية جمعاء". وأكدت الصحيفة أن سلسلة الهجمات الأخيرة التي عاشتها فرنسا "لا تمثل أي دين أو دولة، إنما هي تعكس تطرف منفذيها الذين يسعون إلى نشر الكراهية بين البشر تحت غطاء الأديان وتقويض الفضيلة الأساسية للتعايش السلمي رغم الاختلافات الوطنية والدينية والثقافية". وفي مصر، تناولت صحيفة (الأهرام) الإعلان من قبل اللجنة العليا للانتخابات في مصر أمس الخميس عن الجدول الزمني للانتخابات البرلمانية، المقرر إجراؤها ابتداء من 21 مارس المقبل، مشيرة إلى أن مصر ستدخل بذلك "عمليا في الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة الطريق التي تضمنت التصويت على دستور جديد، وإجراء انتخابات رئاسية". وكتبت الصحيفة، في هذا الصدد، أن "النظام الذي ننتظره لن يكون مثاليا، (...) لكن من المؤكد أن مصر تحتاج إلى التحرك فورا وإلى الأمام، وبمشاركة الجميع"، فيما تحدثت صحيفة (الجمهورية) عن حصول ارتباك في الأحزاب عقب الإعلان عن تواريخ إجراء هذه الانتخابات. وفي هذا الصدد، لاحظت (الجمهورية) أنه "عقب إعلان اللجنة العليا للانتخابات الجدول الزمني للانتخابات تعرضت الأحزاب لحالة من الارتباك والتخبط لفشلها في حسم مرشحيها على المقاعد الفردية البالغ عددها 420 مقعدا، ومازالت تبحث عن مرشحين أقوياء لتضمن لها مقاعد في مجلس النواب القادم". ومن جهة أخرى، ذكرت الصحيفة أن النائب العام هشام بركات وافق على مذكرة بالطعن أمام محكمة النقض على الأحكام التي سبق أن أصدرتها محكمة جنايات القاهرة في القضية المعروفة إعلاميا ب"محاكمة القرن"، والمتهم فيها الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك ونجلاه علاء وجمال ورجل الأعمال الهارب حسين سالم ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وستة من كبار مساعديه. ومن جهتها، أفردت صحيفة (اليوم السابع) افتتاحيتها لتجديد الخطاب الديني في مصر، معربة عن الرغبة في "أزهر لا تخرج من المنتمين له دعوات التكفير ولا فتاوي تحريم الفن، ولا شيوخ منابر عجزة قليلي العلم، لا يملكون إلا حناجر خاوية (...)". وفي قطر، كتبت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها بعنوان (لا للانتقام.. الإرهاب لا دين له)، عن الاعتداء الذي وقع في فرنسا ضد أسبوعية (شارلي إيبدو) محذرة من اللجوء للانتقام وقالت "ونخشى ما نخشى، أن تتسع أشكال الانتقام التي طالت أكثر من مسجد في فرنسا". وأضافت أن العالم الإسلامي ظل باستمرار يشدد على حقيقة أن المسلمين أنفسهم هم ضحية للإرهاب، إرهاب من الخارج، وإرهاب الجماعات المتشددة من الداخل وأن "الهجوم على المساجد في الغرب لا يحل مشكلة.. ما يحلها هو الفهم أولا أن الذين يرتكبون مثل هذه الأعمال، لا يمثلون الإسلام". وشددت على أهمية اللجوء للهدوء والتعقل، "ولحسن الحظ أن مثل هذه الدعوة، أطلقتها أيضا، أصوات رشيدة وعاقلة، ومنضبطة، في الغرب.. ومن داخل فرنسا الموجوعة، نفسها". أما صحيفتا (الشرق) و(الوطن)، فخصصتا افتتاحيتيهما لموضوع تدشين مشروع تطوير ميناء (الرويس) البحري شمال البلاد، مبرزتين أهمية هذا المشروع الاقتصادي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لقطر. واعتبرتا أن هذا الميناء يمثل نقلة نوعية لنشاط منطقة الشمال وحرص الدولة على تنمية المناطق الخارجية وتحقيق الاستفادة القصوى للمواطنين من الخدمات التي يوفرها ميناء الرويس البحري. وقالت الصحيفتان إن الدولة تبذل جهودا كبيرة لإعادة تجهيز الموانئ والمرافق البحرية، لتلبية الطلب على الطاقة الاستيعابية الإضافية لميناء الدوحة التجاري، والمدفوعة بالنمو السكاني الواضح في قطر والنشاط الاقتصادي القوي. بما يدعم الرؤية المستقبلية لقطر 2030.