التمس الفكاهي الفرنسي المثير للجدل، ديودوني، من الملك محمد السادس، السماح له بتقديم عرض كوميدي، كان مقررا أن يحتضنه مركب محمد الخامس بمدينة الدارالبيضاء في التاسع والعشرين من أبريل الجاري، قبل أن يتم إلغاء هذا الموعد دون الإعلان عن سبب ذلك. وخاطب ديودوني، في مقطع فيديو يدوم زهاء 13 ثانية على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، العاهل المغربي بالقول "أريد يا جلالة الملك أن تسمح لي بدخول المغرب، وتقديم عروضي الفنية على مسارح مملكتكم، وأن تتيح لي فرصة إضحاك شعبكم الذي يحتاج للضحك". وبعد أن قدم عبارات الاحترام والتقدير لملك المغرب، لفت الكوميدي المعروف بمواقفه ضد اليهود والصهيونية، التي أفضت لمتابعته المتكررة بتهم معاداة السامية، إلى أن سبب إلغاء موعد عروضه بالدارالبيضاء، يعود إلى مطالبة جمعيات مدنية بمنع عرضه أمام الجمهور المغربي. ونشر ""ديدوني" في مقطع الفيديو ذاته نسخة من بيان موقع من طرف سامي غزلان، رئيس المكتب الوطني لليقظة ضد معاداة السامية، يتضمن طلبا موجها إلى السفير المغربي بفرنسا، شكيب بنموسى، للتدخل لدى الحكومة حتى يتم منع العرض الذي كان من المزمع أن يقدمه ديودوني بالعاصمة الاقتصادية. واتهمت هذه الجمعية الفكاهي الفرنسي بإقامة علاقات وطيدة مع اليمين الفرنسي المتطرف، واليسار المتطرف المناهض لليهود، وبأن له علاقات بإسلاميين وبإيران أيضا، قبل أن تؤكد أنه سيكون للحكومة شرف منع عروض هذا الفكاهي الذي قالت الجمعية إنه يزرع الحقد، وقد يشكل خطرا على يهود المغرب". وكانت تذاكر عرض "ديودوني" بالدارالبيضاء قد بيعت منها أزيد من 3 آلاف تذكرة، وفق مصادر إعلامية محلية، يبلغ سعر التذكرة الواحدة منها 300 درهم، قبل أن يتم الإعلان عن إلغاء موعد الحفل "لأسباب تقنية"، تقول بعض الجهات، فيما يرى آخرون أن السبب أكبر من أن يكون تقنيا محضا. وخص "ديودوني" مقطع الفيديو ذاته لتوجيه انتقادات لاذعة إلى الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، حيث اتهمه بأنه لايستحق أن يكون رئيسا لفرنسا، وبأنه سياسته التي أتى بها مليئة بالكذب والضحك على ذقون الناس، كما رماه بأنه قسم ملايين الفرنسيين أكثر من أي وقت مضى". وكان "ديودوني" قد هاجم بحدة، قبل حضوره الذي كان مقررا للدار البيضاء، ممثلين كوميديين فرنسيين آخرين، من أصول مغربية، الأول جمال دبوز، الذي اتهمه بأنه باع نفسه للأنظمة الغربية، بينما وصف الثاني بأنه ممثل متخصص بالأبناك، في إشارة إلى بحثه عن الأموال.