اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الجمعة، على الخصوص، باعتقال "جهاديين" سويديين، وسعي المتشككين الفنلنديين للخروج من منطقة الأورو، والمواجهة بين مدريد والانفصاليين الكاطالونيين، والإصلاحات في اليونان، واستياء المزارعين الفرنسيين، ومصير معتقل غوانتنامو. ففي إسبانيا ما تزال الصحف تولي اهتماما خاصا للمواجهة القائمة بين السلطة المركزية في مدريد والقوميين الكاطالانيين حول مشروع استقلال هذه الجهة الواقعة شمال شرق إسبانيا. وكتبت (إلموندو) أن "الملك فيليبي السادس رسم خطا أحمر لنزعة أرتور ماس الانفصالية"، مشيرة إلى خطاب العاهل الإسباني الصارم، أمس الخميس ببرشلونة، والذي جاء في وقت تشهد فيه كاطالونيا حمى انفصالية على بعد شهرين من الانتخابات الجهوية المقررة يوم 27 شتنبر المقبل. وأوردت اليومية أن الملك فيليبي السادس شدد، خلال حفل تنصيب القضاة الذي أقيم بحضور الكاطالوني أرتور ماس، على أنه "بالنسبة للسلطة القضائية كما بقية مؤسسات الدولة، فإن احترام القانون لم ولن يكون مجرد إجراء بسيط وشكلي وعادي". والمنحى ذاته سارت عليه صحيفة (إلباييس) التي أوضحت أن العاهل الإسباني ذكر، أمس الخميس في برشلونة، أرتور ماس بأن احترام القانون "شرط لا مفر منه من أجل تعايش ديمقراطي في سلام وحرية". وفي سياق متصل، كتبت (لا راثون)، تحت عنوان "الملك ينصح ماس بأن احترام القانون أمر لا مفر منه"، أن العاهل الإسباني خاطب ماس بأن احترام الدستور ليس "بديلا"، وشدد على ضرورة احترام القانون، الذي هو"شرط إلزامي للتعايش في سلام". أما (أ بي سي) فأوردت، تحت عنوان "كل سلطات الدولة خرجت للدفاع عن وحدة إسبانيا"، أنه فضلا عن الملك فيليبي السادس، الذي شدد على أن احترام القانون "أمر ضروري"، رفعت السلطتان التنفيذية والتشريعية من "لهجتهما" تجاه أرتور ماس "راسمة خطا أحمر" أمام التهديد الانفصالي الكاطالوني. وفي ألمانيا سلطت الصحف الضوء على موافقة نواب البرلمان اليوناني بالأغلبية على المجموعة الثانية من إصلاحات التقشف، من أجل تمكين حكومة أثينا من حزمة مساعدات جديدة. وأبرزت صحيفة (ميتلدويتشه تسايتونغ) أن البرلمان صوت بأغلبية الأصوات بما فيها المعارضة للحكومة اليونانية، مشيرة إلى أن المشاريع الرئيسية في الإصلاحات التي تم التصويت عليها تهم إلغاء التقاعد المبكر الذي كان على جدول أعمال المفاوضات مع الدائنين. ولاحظت الصحيفة أن الانقسامات في صفوف حزب تسيبراس (سيريزا)، كانت واضحة وظهرت بشكل متزايد على نحو ما يزال يشكل تهديدا بإجراء انتخابات مبكرة في الخريف المقبل. ومن جانبها، أشارت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) إلى أن حكومة تسيبراس تمكنت من الحصول على موافقة البرلمان على الإصلاحات التي تخول لليونان البقاء في منطقة الأورو. وأضافت الصحيفة أن تسيبراس ذكر مرة أخرى أنه اضطر للقبول بهذا الاتفاق مع الدائنين الذي جعل اليونانيين ضحايا الابتزاز. وبعد أن أبرزت الصحف أن الحكومة الألمانية عبرت عن ارتياحها لاعتماد البرلمان اليوناني لهذه الإصلاحات التي تمهد الطريق لإجراء مفاوضات بشأن مساعدات ثالثة، لاحظت أن هذه المساعدات لا تروق البعض حتى داخل حزب المستشارة أنغيلا ميركل (المسيحي الديمقراطي). وكتبت صحيفة (نويه أوسنايبروكر تسايتونغ) أن رئيس لجنة الشؤون الداخلية بالبرلمان الألماني "بوندستاغ"، المنتمي لحزب ميركل، فولفغانغ بوسباخ ، قدم استقالته من رئاسة هذه اللجنة التي تعتبر ضمن أهم اللجان، بسبب خلافه مع الحزب حول المساعدات الجديدة. وأضافت الصحيفة أن حكومة ميركل، بالرغم من حصولها على تفويض من البرلمان، ستواجه المزيد من الانتقادات في تعاملها مع هذا الملف. أما صحيفة (زودفيست بريسه) فاعتبرت أن استقالة فولفغانغ بوسباخ ترسل تحذيرا لميركل، مشيرة إلى أنه أظهر شجاعة في صفوف حزبه وأيضا تمردا ضد رأي الأغلبية في الاتحاد. وفي فرنسا واصلت الصحف الاهتمام بالتعبئة المتواصلة لمربي الماشية، منذ يونيو الماضي ، احتجاجا على ضعف أسعار بيع منتجاتها، وذلك على الرغم من المخطط الاستعجالي الذي قدمته الحكومة أول أمس الأربعاء. في هذا الصدد، كتبت صحيفة (لوموند) تحت عنوان "هولاند يجد صعوبة في تهدئة مربي الماشية" أنه على الرغم من المخطط الذي قدمته الحكومة، فقد اتسعت، أمس الخميس، تعبئة المزارعين بالبلاد، مشيرة إلى أن الرئيس الفرنسي ذكر، خلال لقائه الأربعاء بمنظمات المزارعين، بمضمون المخطط المقدم من قبل الحكومة. وأضافت الصحيفة، من ناحية أخرى، أن وزارة الفلاحة تتوقع في القريب العاجل تجاوز الأصعب، وتتنتظر مبادرات محلية موجهة لاحتواء هذه الحركة وتجنب اتخاذها بعدا وطنيا. ومن جهتها، أكدت صحيفة (لوفيغارو) أن الرئيس فرنسوا هولاند يجد صعوبة في إقناع مربي الماشية، مضيفة أن رئيس الدولة، يواجه نزاعا يتعثر إيجاد حل له، على الرغم من المخطط الاستعجالي المعلن عنه. وقالت إن المخطط، الذي تصل قيمته إلى ستمائة مليون أورو، والذي أعلن عنه من الإيليزي، لم يقنع المزارعين، الذين يتشبثون بضغطهم، مشيرة إلى أن تدخلات الوزير الأول، مانويل فالس، ورئيس الجمهورية فرانسوا هولاند صباح أمس الخميس لم يكن لها تأثير كبير. وفي النرويج، اهتمت الصحف بالعديد من المواضيع المحلية والدولية، ضمنها مصير سجن غوانتانامو، إذ أشارت صحيفة (في غي) إلى أن البيت الأبيض يؤكد أنه في مراحل متقدمة من خطة إغلاق سجن غوانتانامو. واعتبرت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوجد الآن في مرحلة التفكير في إرثه، وأنه من الواضح أنه من المهم بالنسبة له إغلاق السجن سيء السمعة. وأضافت أن الواقع أكثر تعقيدا بكثير مما كان يتوقع باراك أوباما قبل سبع سنوات، مبرزة أن الأمر الأساسي أن الولاياتالمتحدة دولة ديمقراطية لا ينبغي لها احتجاز المشتبه بهم والاحتفاظ بهم وسجنهم لسنوات دون محاكمة. ومن جهتها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أن إغلاق سجن غوانتنامو من الملفات التي وعد الرئيس باراك أوباما بإنجازها خلال فترة حكمه. واعتبرت الصحيفة أن أوباما يدخل سنته الأخيرة كرئيس للبلاد، وهو ما يعني منحه الفرصة لكتابة تاريخه. ومن جانبها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى تاريخ خليج غوانتانامو والعلاقة بين كوباوالولاياتالمتحدة المتوترة بسببه، وعلى الخصوص في فترة حكم فيديل كاسترو. واعتبرت أن أوباما لقي معارضة قوية في الكونغرس ضد نقل السجناء إلى أراضي الولاياتالمتحدة، وأن العديد من سجناء غوانتنامو بدون حكم نهائي. وأضافت أنه تم إطلاق سراح العديد من السجناء وهناك من تمت الموافقة على نقلهم إلى بلدان أخرى. وفي السويد، شكل اعتقال سويديين بتهمة الإرهاب أبرز عناوين الصحف، إذ كتبت (داجنز نيهيتر) أن اعتقال هذين الشخصين بغوتنبرغ يدل على أن الأجهزة الأمنية تراقب العائدين من مناطق النزاع، مبرزة أن الشخصين، اللذين يبلغان 30 و32 سنة، متهمان بالقتل وجرائم إرهابية. وأضافت اليومية أن تفتيش عدد من المنازل في غوتنبرغ جرى بتنسيق بين المصالح الأمنية ومصالح الاستخبارات، وأن التهم الموجهة إلى الموقوفين الاثنين تعود إلى سنة 2013، مذكرة بأن نحو 300 سويدي انضموا إلى المجموعات المتطرفة في الشرق الأوسط. من جهتها أوردت (سفنسكا داغبلاديث) تصريحات وزير الداخلية، أندرس إيغيمان، الذي اعتبر أن هذه الاعتقالات "مشجعة جدا"، مشدد على أن هذه هي المرة الأولى التي يتابع فيها أشخاص انضموا إلى المجموعات المتطرفة بتهمة ارتكاب جرائم إرهابية. وذكرت اليومية أن الحكومة ستقدم، في الخريف المقبل، مشروع قانون جديد لتجريم الانضمام أو تمويل الجماعات المتطرفة، معتبرة أن هذا المشروع سيمكن من تدارك بعض الثغرات في قانون مكافحة الارهاب بالبلاد. وفي سياق متصل، كتبت (افتونبلاديت) أن أحد الموقوفين سبق أن اعتقل سنة 2010 في إطار التحقيق في محاولة اغتيال دون أن يتابع قضائيا، مبرزة أنه اعترف سنة بعد ذلك بجرمه المرتبط بحيازة الأسلحة، وأن التحقيق في مرحلة "حساسة جدا"، وسيعلن عن مزيد من المعلومات لاحقا. وبفنلندا، اهتمت الصحف بالاستفتاء المزمع تنظيمه حول الانسحاب من منطقة الأورو، إذ كتبت (هلسنكى سانومات)، الواسعة السحب، أن العدد الكبير، نسبيا، من الموقعين على هذه العريضة يعكس تزايد شعبية خطاب المشككين في الإتحاد الأوروبي لدى فئة من المجتمع الفنلندي. وذكرت اليومية أنه إذا ما تم جمع 50 ألف توقيع في ظرف ستة أشهر، فإن النظام الفنلندي يسمح للشعب بإجبار البرلمان على مناقشة مشروع قانون بهذا الخصوص. ومن جهتها، استنكرت (إستيلا سومن سانومات) استغلال هذا الإجراء من قبل منتقدي بعض القوانين المثيرة للجدل لإطلاق استفتاء يروم إبطال قرارات سبق أن اعتمدها البرلمان، مشيرة إلى أن الاستفتاء "آلية ديمقراطية مباشرة لا ينبغي تحويلها إلى لعبة سيرك". وأضافت أنه "لا ينبغي استغلال المبادرات الشعبية من قبل غير الراضين عن القانون والراغبين في الاحتجاج عليه"، مشددة على أن القوانين يجري اعتمادها بعد مداولات دقيقة وجلسات استماع إلى خبراء متخصصين، وأنه لا يمكن أن تتغير بين عشية وضحاها.