استبشر البعض خيرا بتعيين وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، 31 قنصلا جديدا في مجموعة من قنصليات المملكة بالخارج، وحثهم على العمل الجاد والدؤوب خدمة للمهاجر المغربي واستجابة للتوصيات الملكية لمحو ما وصفه بالصورة السلبية للقناصلة المغاربة، فيما تساءل البعض الآخر إن كانت هذه التعيينات كافية لإيقاظ القناصلة والدبلوماسيين المغاربة من "سباتهم العميق". وكان مزوار قد أعلن، أمس، أن 80 في المائة من القناصلة الذين تم تعيينهم سيتحملون هذه المسؤولية لأول مرة، بينهم نسبة كبيرة من الشباب، و25 في المائة نساء، فيما تم تعيين الباقين في إطار عملية إعادة الانتشار، مؤكدا أن "مهمة القناصلة الجدد هي خدمة المواطن، والاستجابة للتوصيات الملكية". المستشار الدبلوماسي، الدكتور سمير بنيس، سجل أن هذا التعيين للقناصلة الجدد في العديد من الدول، خاصةً في بعض الدول الأوروبية التي تتواجد فيها جالية مغربية مهمة، يأتي بعد مرور قرابة شهرين على الخطاب الملكي الذي انتقد فيه الملك محمد السادس أداء القناصلة المغاربة. وقال بنيس، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن الجالية المغربية في الخارج تترقب قدوم القناصلة الجدد بفارغ الصبر، وتُمنٍّي النفس بأن يؤدوا مهامهم المنوطة بهم بإخلاص وتفان، و"أن لا تكون هذه الخطوة ترقيعية، أو من أجل الاستهلاك الإعلامي فقط"، وفق تعبيره. في هذا الصدد، يُطرح سؤال جوهري، مفاده "هل يُتوقع حدوث تحسن كبير في عمل القنصليات المغربية في الخارج، وفي تعاملها مع الجالية المغربية، بين عشية وضحاها، وهل تغيير الأشخاص وحده كاف لتحقيق هذا المبتغى؟ يجيب بنيس بأنه "في الوقت الذي يجب علينا تثمين هذه الخطوة، واعتبارها تسير في الاتجاه الصحيح، ينبغي ألا ننسى أن ما تحتاجه الدبلوماسية المغربية، والإدارة المغربية على العموم، هو تغيير العقليات في ما يتعلق بتعاملها مع المواطنين المغاربة بالخارج". وتابع قائلا: "يجب على كل موظف حكومي أن يعلم أنه مُعين لخدمة المواطنين، وحينما يقدم أي خدمة لهم، فإنه لا يقوم بذلك من باب الإحسان أو المجاملة، بل لكونها واجبا مهنيا، لأنه يتقاضى راتبه من دافعي الضرائب، كما يتعين على موظفي القنصليات أن يتعاملوا باحترام كبير مع الجالية المغربية، لكونها تساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني". بنيس لفت إلى أنه، "من باب الإنصاف والموضوعية أيضا، يجب أن لا ننسى أنه مهما عجّت وزارة الخارجية بالدبلوماسيين الأكفاء والغيورين على وطنهم، فلا يمكن لهؤلاء الاضطلاع بمهامهم على أكمل وجه في ظل عدم توفر الظروف الملائمة للعمل"، على حد قوله. ويشرح بنيس وجهة نظره هذه بكون "بعض القنصليات المغربية في الخارج تعاني من خصاص في الموظفين، أو تعاني من خصاص على مستوى الميزانيات المخصصة لها من طرف الوزارة، مما لا يساعدها على تأدية واجبها على أكمل وجه"، مطالبا بتوفير الظروف الملائمة للقناصلة الجدد "قصد مساعدتهم على القيام بالمهام المنوطة بهم في أحسن الظروف".