شارك عشرات المتضامنين وعدد من الحقوقيين مع ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف تونس يوم الثلاثاء الماضي، مساء اليوم الخميس، في وقفة تضامنية دعت إليها المنظمة الديمقراطية للشغل. واختار المتضامنون مقر السفارة التونسية في الرباط من أجل التعبير عن تعاطفهم مع الشعب التونسي في المِحنة التي يعيشها، بعد ثالث هجوم إرهابي يضرب هذا البلد، عقب هجوم متحف باردو والعملية التي استهدفت سياحا أجانب في شاطئ سوسة، حيث أشعلت الشموع، ورفعت شعارات منددة بالإرهاب. وقال على لطفي، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للشغل، في تصريح لهسبريس، إن نقابته تريد من خلال هذه الوقفة التعبير عن "تضامنها المطلق واللامشروط مع الشعب التونسي، ومع طبقته العامة، ب"اعتبار أن تونس الشقيقة تتعرض لهجمة إرهابية بشعة من خلال أياد قذرة تقتل الأبرياء من المواطنين العزل". لطفي شدد على أن الوقفة تأكيد على أن الطبقة العاملة المغربية ضد الإرهاب، معتبرا أن الإرهاب مداه حيث ما ضرب، قائلا "نحن ندين كل هذه الممارسة ليس في تونس فقط، وإنما في لبنان ومالي وسوريا وفرنسا وكل البلدان التي هي ضحية إرهاب همجي ودموي يؤدي إلى قتل الأبرياء". واستنادا إلى ذلك، يضيف المتحدث ذاته، اختارت النقابة أن تقوم بتنظيم هذه الوقفة، كما سبق أن قامت بتنظيم وقفات تضامنية أخرى مع دول تعرضت للإرهاب، مردفا أن "الشعب التونسي معرض بقوة لمثل هذه الهجمات من قِبل شرذمة من الإرهابيين"، داعيا إلى مواجهة جميع الحركات الإرهابية. بدوره، عبر مصطفى المعت صم، الأمين العام لحزب البديل الحضاري، عن تضامنه مع ضحايا هجوم العاصمة التونسية، مشددا على دعمه للشعب التونسي، لأن "المستهدف في الأول والأخير هو التجربة الديمقراطية الفريدة التي تعيشها تونس"، على حد تعبيره. وأكد المعتصم، في تصريح لهسبريس، أن هناك محاولات من أجل إغراق المجتمع التونسي في صراعات بينية، "وعندما فشلت، لجؤوا الآن إلى ضرب عمق الدولة التونسية وأمنها من أجل زعزعتها"، يقول المتحدث ذاته، مضيفا أن التونسيين، بمختلف توجهاتهم، قادرون على تجاوز هذه المرحلة، ويستطيعون أن يجعلوا الوفاق الوطني ينتصر بين مختلف الشرائح، من أجل تفويت الفرصة على من وصفهم ب"الأعداء"، للإطاحة بهذه "التجربة الفريدة في المنطقة". وحذر المتحدث ذاته مما أسماها "حربا عالمية ثالثة"، داعيا جميع الفعاليات في العالم إلى الاتحاد من أجل الوقوف في وجه مثل هذه الأفعال الإجرامية، قائلا: "لا نريد أن نرهن مستقبلنا إلى التناحرات والتنازعات والعنصرية"، ومطالبا بأن تنهج كل البلدان منحى عقلانيا من أجل وضع حد لهذه الاعتداءات وإثارة الفتن.