اعترف الأمين العام الأسبق لحزب الاستقلال، محمد بوستة، بخطأ حزبه في الخروج من "دائرة القرار"، وجاء ذلك خلال تخليد التنظيم للذكرى الثانية والسبعين لتقديم عريضة المطالبة بالاستقلال، والتي كانت مناسبة لإعلان نهاية الخلاف بين القيادة الحالية، من جهة، وتيار "لا هوادة" الذي يقوده عبد الواحد الفاسي، من جهة ثانية. بوستة، الذي كان أول من تناول الكلمة خلال الحفل المنظم بالرباط، قال إنه لبى دعوة المشاركة، وأنه "مسرور في جو استقلالي بامتياز، لأنه يحتفل بحدث مهم، هو 11 يناير الذي بناه الوطنيون من أجل جمع الشمل ضد الاستعمار"، معتبرا أن "تلك المرحلة كانت حدا فاصلا بين عهدين، إذ طالب الوطنيون بإصلاحات من أجل حرية الصحافة والتجمع، وغيرها، وبعد ذلك تبين أنه لا بد من طلب الاستقلال؛ وهو ما تحقق في الأخير"، بتعبيره. وشدد الأمين العام الأسبق لحزب "الميزان" على أن "الرؤية كانت حينها واضحة تجاه جمع شمل الوطنيين بهدف تحرير البلاد والانسجام مع الملك"؛ في حين وجه التحية للأمين العام الحالي للحزب، حميد شباط، وكذا عبد الواحد الفاسي، على "لقاء المصالحة، ووضع حد للخلافات الماضي". وفي الوقت الذي أكد المتحدث أن حزب الاستقلال هو "حزب للكفاح والنضال"، أكد بوستة على "ضرورة التعاون من أجل تحقيق المصالحة"، معترفا بوجود أخطاء اقترفت، لكنه استدرك قائلا: "من لا يشتغل لا يقوم بالأخطاء، ولا بد أن نتساهل وننسى بعض التصريحات والأفعال، وننظر إلى المستقبل من أجل الحفاظ على المبادئ". ومن جملة هذه المبادئ، حسب المتحدث ذاته، "الدفاع عن الإسلام والمقومات الأساسية، والتخلي عن اللغة التي يكون فيها جرح"، وتبني ما وصفه ب"لغة بناءة وليست هدامة"، وربط علاقات مع الوطنيين الحقيقيين، مضيفا: "لا يجب أن نتشفى في الخصم.. بوتفليقة الله يشافيه.. نحن فوق التشفي، ونسمو بالروح البناءة وليس بالخصام...". وعرج بوستة على ماضي وحاضر حزب الاستقلال، وقال: "أنا مسرور جدا لأنني قابلت الشبيبة الاستقلالية، وأقول إن طموحات الشباب مشروعة ويجب أن يتم التشبث بها". هذه الطموحات يجملها القيادي الاستقلالي في الوصول إلى مراكز القرار، أو ما أسماه "تنفيذ القرار"، معتبرا أن الخروج من هذا الدائرة كان خطأ؛ "لأننا لازلنا ببلاد على طريق النمو، ولا أقول متخلفة، ولا يمكن للإنسان أن ينجز الإصلاح فيها، أو النمو، إذا لم يكن في القرار"، يقول بوستة، في تلميحه إلى القرار الذي اتخذه الحزب بالخروج من "حكومة عبد الإله بنكيران" في نسختها الأولى، مباشرة بعد انتخاب حميد شباط أمينا عاما للحزب، خلفا لعباس الفاسي، الأمين العام السابق. وفيما أكد على ضرورة العمل على مستوى جهات المملة، دعا بوستة الله ألا يكون لقاء المصالحة آخر لقاء يحضره، مشددا على ضرورة لم الشمل والتطلع إلى المستقبل.